استهدفت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر الروسية بعقوبات فرضتها على شركات اتهمتها بالتورط في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل المجموعة العسكرية الخاصة، في حين عرضت بيلاروسيا استضافة قوات فاغنر في إحدى قواعدها العسكرية المهجورة.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس الثلاثاء فرض عقوبات على أربع شركات وفرد واحد على صلة بمجموعة فاغنر” ومالكها يفغيني بريغوجين.
وقالت الخزانة الأميركية -في بيان- إن الكيانات المستهدفة توجد في جمهورية أفريقيا الوسطى والإمارات وروسيا، وإن هذه الكيانات شاركت في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل شركة فاغنر من أجل دعم وتوسيع قواتها المسلحة.
وأضاف البيان أن فاغنر تستغل انعدام الأمن في عدد من المناطق عبر العالم، وترتكب فظائع وأعمالا إجرامية تهدد سلامة الدول وتستغل مواردها الطبيعية.
وقال مساعد وزيرة الخزانة لشؤون الإرهاب براين نيلسون إن فاغنر تمول عملياتها بشكل جزئي عبر استغلال الموارد الطبيعية في بلدان مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي.
وتنامت فاغنر -التي تضم ضمن رجالها في أوكرانيا آلاف السجناء السابقين الذين تم تجنيدهم من السجون الروسية- لتصبح مجموعة دولية مترامية الأطراف، لها مصالح في أنشطة التعدين ومقاتلون في أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -يوم الثلاثاء- إنه سيتم التحقيق بشأن تمويلات شركة تموين تابعة لبريغوجين بعد تمرده، مضيفا أن فاغنر ومؤسسها تلقيا ما يقرب من ملياري دولار من روسيا العام الماضي.
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة ريا نوفوستي عن وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة فاغنر تستعد لتسليم معداتها العسكرية الثقيلة للوزارة.
بريغوجين في مينسك
وبينما يكتنف الغموض مستقبل شركة فاغنر، أعلنت بيلاروسيا وصول قائد المجموعة يفغيني بريغوجين إلى مينسك.
وعرَضَ الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استضافة قوات فاغنر في إحدى القواعد العسكرية المهجورة في بلاده، مما أثار مخاوف لدى الغرب من اقترابها جغرافيا من حدود أوروبا.
ووصلت طائرة بريغوجين إلى بيلاروسيا قادمة من روسيا، وذلك بعد 3 أيام من وقف تمرده على نحو مفاجئ، بينما كان مقاتلو المجموعة يزحفون صوب العاصمة موسكو.
وتعليقا على ذلك، قالت الخارجية الأميركية -أمس الثلاثاء- إن قرار لوكاشينكو الترحيب ببريغوجين يظهر أنه يتخذ خطوات لصالح الكرملين لا لصالح شعبه.
وتضمّن اتفاقٌ توسّطَ فيه لوكاشينكو السبت الماضي وأنهى تمرد فاغنر في روسيا، أن يتوجه بريغوجين إلى بيلاروسيا، بينما مُنح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية.
وقال لوكاشينكو أيضا إن وزير دفاعه فيكتور خرينيكوف أخبره أنه لا يمانع في وجود وحدة مثل فاغنر في جيش بيلاروسيا. وأصدر لوكاشينكو تعليمات لوزير الدفاع بالتفاوض مع بريغوجين بشأن هذه المسألة.
وفي وقت سابق، قالت وكالة الإعلام الروسية إن جهاز الأمن الفدرالي أسقط التهم الجنائية بحق يفغيني بريغوجين قائد فاغنر، وآخرين على صلة بالتمرد المسلح الذي نفذته المجموعة السبت الماضي وانتهى خلال ساعات بموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا.
وكان إسقاط التهم من البنود الرئيسية للاتفاق الذي يسمح لمقاتلي فاغنر بالتوجه إلى بيلاروسيا، لكن شكوكا أثيرت بشأنه بعدما قالت وكالات الأنباء الرئيسية الثلاث في روسيا أمس إن القضية الجنائية لم تغلق.
تزويد الحرس الوطني الروسي بأسلحة ثقيلة
وفي غضون ذلك، قال رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف إن تركيز القوى في موسكو يفسّر سرعة تقدم فاغنر في البلاد.
وأضاف زولوتوف أن الحرس الوطني سيحصل على أسلحة ثقيلة ودبابات للمرة الأولى، مشيرا إلى أنه ناقش الأمر مع الرئيس بوتين.
وأكد أنه لا يستبعد ضلوع أجهزة استخبارات أجنبية في محاولة التمرد المسلح.
وكان بوتين قد عقد اجتماعا لبحث تبعات التمرد مع المدعي العام ووزيري الداخلية والدفاع ومدير جهاز الأمن الفدرالي ورئيس الحرس الوطني.
ستولتنبرغ: الناتو جاهز للدفاع عن نفسه
من جهة أخرى، أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن التكتل جاهز للدفاع عن نفسه بوجه أي تهديد من “موسكو أو مينسك”، وذلك بعد استقبال بيلاروسيا قائد مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين.
وقال ستولتنبرغ إثر مأدبة مع قادة سبع دول في لاهاي: “ما هو واضح تماما هو أننا وجّهنا رسالة واضحة إلى موسكو ومينسك، مفادها أن حلف شمال الأطلسي موجود لحماية كل حليف وكل شبر من أراضيه”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.