وسط تحذيرات من التضليل الإعلامي.. غوتيريش يدعو لوقف استهداف الصحفيين بسبب عملهم | أخبار حريات


دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم. وبينما تتزايد التحذيرات من التضليل الإعلامي تواصل إسرائيل اعتقال 16 صحفيا فلسطينيا.

وحذر غوتيريش في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من مايو/أيار من كل عام، من أن حرية الصحافة “تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم” مشيرا إلى أن الحقيقة مهددة بالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية “وكلاهما يسعى إلى طمس الفرق بين الحقيقة والوهم، وبين العلم والمؤامرة”.

ودعا غوتيريش إلى وضع نهاية للأكاذيب والمعلومات المضللة ووقف استهداف الحقيقة ورواتها.

وقال الأمين العام إن اليوم العالمي لحرية الصحافة شكّل على مدى العقود الثلاثة الماضية فرصة يحتفل فيها المجتمع الدولي بعمل الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن هذا اليوم يسلط الضوء على حقيقة أساسية “ألا وهي أن حريتنا تعتمد في كليتها على حرية الصحافة”.

UN Secretary General Antonio Guterres holds a news conference in Baghdad
غوتيريش دعا إلى وضع نهاية للأكاذيب والمعلومات المضللة (رويترز)

وفي الأثناء، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 16 صحفيا فلسطينيا في سجونها بينهم 4 رهن الاعتقال الإداري.

وقالت مؤسسات الأسرى في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تنتهج جملة من السياسات لتقييد حرية الرأي والتعبير أبرزها سياسة الاعتقال والتهديد والحبس المنزلي والاعتداءات المتكررة في ميدان العمل.

وأضافت أن العام الماضي كان المحطة الأبرز في جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين خصوصا اغتيال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال في مخيم جنين، والصحفية غفران وراسنة إلى جانب اختلاق الاحتلال روايات عدة لجرائمه للتنصل من مسؤوليته.

وحذّرت منظمة “مراسلون بلا حدود” اليوم الأربعاء في تقريرها السنوي حول حرية الصحافة من أنّ المعلومات المضلّلة تمثّل بشكلها الواسع تهديدا كبيرا لحرية الصحافة في كلّ أنحاء العالم.

وأظهر التقرير السنوي أنّ تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، بينما بقيت النرويج في الصدارة وتذيّلت كوريا الشمالية الترتيب.

ووفقا لنسخة 2023 من هذا التصنيف، فإنّ ظروف ممارسة الصحافة سيئة في 70% من الدول.

وفي نسخته الـ21 حذّر التقرير خصوصا من آثار المعلومات المضللة.

وفي ثلثي البلدان الـ180 التي شملها التصنيف، أشار المتخصصون الذين ساهموا في وضع التقرير إلى “تورط لاعبين سياسيين” في “حملات تضليل واسعة النطاق أو حملات دعائية”، وفقا للمنظمة. وهذه كانت الحال في كلّ من روسيا والهند والصين ومالي.

شكاوى الصحفيين التونسيين من ممارسات سلطات الحكومة التضييقية لا تتوقف (الفرنسية)

وعلى نطاق أوسع، سلّط تقرير المنظمة غير الحكومية “الضوء على الآثار الملحوظة لصناعة التكنولوجيا في النظام البيئي الرقمي”.

وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار إنّ “هذه الصناعة تمكّن من إنتاج المعلومات المضلّلة ونشرها وتضخيمها”.

واستشهد ديلوار بـ”أصحاب المنصّات الرقمية الذين يستمتعون بنشر دعاية أو معلومات كاذبة”.

وذكر أن هناك ظاهرة أخرى تساهم في نشر المعلومات المضللة هي المحتوى المزيف الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وقالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن “ميدجورني، وهو برنامج ذكاء اصطناعي ينتج صورا عالية الدقة، يغذّي وسائل التواصل الاجتماعي بصور مزيفة تصبح مقنعة بشكل متزايد”، مستشهدة بالصور الكاذبة لتوقيف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي “انتشرت على نطاق واسع”.

كما يشهد العالم انتشار “مواد متلاعب بها على ناطق واسع” أنتجتها شركات متخصّصة لحساب حكومات أو شركات.

وفي فبراير/شباط الماضي، كشف تحقيق واسع أجرته مجموعة الصحفيين الاستقصائيين “فوربدن ستوريز” نشاطات شركة إسرائيلية تسمى “تيم خورخي” متخصّصة في التضليل الإعلامي.

وأوضح ديلوار أنّ “المعلومات الموثوق بها تغرق في طوفان من المعلومات المضلّلة”، مضيفا “نحن نصبح أقل إدراكا للفرق بين ما هو حقيقي وما هو اصطناعي”.

تراجعات

وكانت أكبر التراجعات في التصنيف في البيرو (التي حلّت في المركز الـ110 بتراجع 33 مرتبة) والسنغال (104 بتراجع 31 مركزا) وهاييتي (99 بتراجع 29 مركزا) وتونس (121 بتراجع 27 مركزا).

وتراجعت ألمانيا (حلت في المركز الـ21) 5 مراتب ويعود ذلك، وفقا للمنظمة، إلى “عدد قياسي من أعمال العنف والتوقيفات التي طالت صحفيين”.

في المقابل، تقدّمت البرازيل (التي حلت في المركز الـ92) 18 مرتبة بعد رحيل الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو بعدما هزمه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

وفي الترتيب الإقليمي “تبقى منطقة المغرب العربي/الشرق الأوسط الأكثر خطورة على الصحفيين”، بينما لا تزال أوروبا “الأسهل من حيث الظروف لممارسة الصحافة”.

ويستند التقرير السنوي لحرية الصحافة الذي تضعه “مراسلون بلا حدود” إلى “مسح كمّي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين” من جهة، و”دراسة نوعية” من جهة أخرى.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post مطلق النار في كنيسة ألاباما ينال الحياة لقتله 3 في ‘Boomers Potluck’
Next post بيراميدز يصل مطار القاهرة استعدادا للسفر إلى أبو ظبى لخوض مباراة السوبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading