أعلن الجيش السوداني الاثنين سيطرته على شارع الأربعين في أم درمان، في المقابل أكدت قوات الدعم السريع سيطرتها على حامية عسكرية شمال دارفور، في وقت اتهمت فيه الأمم المتحدة الأطراف المتصارعة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين ومهاجمة المستشفيات.
وأفاد شهود عيان بتجدد المعارك العنيفة والقصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وقال مراسل الجزيرة إن أصوات الأسلحة الثقيلة لم تتوقف في شارع الغابة، والمنطقة الصناعية، والحلة الجديدة، غربي الخرطوم. كما شهدت مناطق أم درمان اشتباكات وسُمع دوي انفجارات متتالية جنوبي المدينة، وفي منطقة بحري شمالي الخرطوم.
وتأتي الاشتباكات رغم دعوة السعودية والولايات المتحدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأحد، إلى الاتفاق على وقف جديد “فعال” لإطلاق النار بعد انتهاء هدنة مساء السبت الماضي رعتها الدولتان.
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا، وارتكاب خروقات خلال سلسلة من الهدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
كر وفر
على صعيد متصل، قالت مصادر عسكرية في الجيش السوداني للجزيرة إنّ قوات الجيش سيطرت على شارع الأربعين في أم درمان بالعاصمة الخرطوم.
وأوضحت المصادر أن حيي “العباسية” و”بانت العمدة”، المتاخمين لشارع الأربعين، شهدا اشتباكات، تمكن خلالها الجيش من تدمير سيارة تتبع للدعم السريع، والسيطرة على سيارتين، بالإضافة إلى تمشيط شارع الأربعين.
وفي وقت سابق الاثنين، أكد الجيش السوداني للجزيرة استعادة السيطرة على قاعدة النجومي العسكرية في جبل أولياء جنوبي الخرطوم، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع الاثنين السيطرة على حامية اللواء 22 مشاة في مدينة كتم بولاية شمال دارفور بالسودان.
وبثت قوات الدعم السريع عبر حسابها بموقع فيسبوك فيديو يظهر عناصرها داخل الحامية وتفقد قائدها جميع المنشآت.
من جانبه، قال يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع إن رؤية الدعم السريع للحل ترتكز على ضرورة معالجة جذور الحرب بما يؤسس لاستدامة السلام والاستقرار في ظل حكم مدني ديمقراطي.
وجدد عزت -أثناء لقائه برئيس البرلمان الكيني موسى ويتانجولا- القول بأن الحرب مفروضة على قوات الدعم السريع من قيادات الجيش السوداني الانقلابية وعناصر للنظام البائد.
اتهامات أممية
سياسيا، اتهمت بعثة الأمم المتحدة في السودان، الاثنين، الأطراف المتصارعة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، علاوة على عمليات قتل وشن هجمات على المدنيين والمستشفيات.
وقالت في بيان إن مسؤولي حقوق الإنسان وثقوا عشرات الحوادث، بما في ذلك القتل والاعتقالات وحالات الاختفاء المحتملة والهجمات على المستشفيات والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، التي ارتكبتها أطراف النزاع.
وأضافت أنه يتم حاليا التواصل مع طرفي النزاع من أجل اتخاذ إجراءات ضد الجناة، ولحماية المدنيين وممتلكاتهم.
وفي السياق، وصفت البعثة الوضع في العاصمة الخرطوم وأم درمان وبحري بأنه مقلق للغاية، في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأشارت إلى أن الوضع أيضا مستمر في التدهور في كل من غرب دارفور، وغارسيلا (وسط دارفور) وكتم (شمال دارفور)، مما أثر على المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين حوصر العديد منهم بين الطرفين المتصارعين.
والأحد دعت السعودية والولايات المتحدة كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الاتفاق على وقف جديد “فعال” لإطلاق النار.
وتشهد الخرطوم ومدن أخرى، منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.