واحتضنت القاهرة، قمة “دول جوار السودان”، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة رؤساء دول وحكومات دول جوار السودان، وهي ليبيا وإريتريا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان، فضلا عن عدد من المنظمات الإقليمية والعربية، من بينها الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
وتوافق زعماء القمة على أهمية حل الصراع الراهن بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالنظر للتداعيات السلبية على دولهم في المقام الأول، ولما يمثله من تهديد على المنطقة والعالم ككل.
ودعا الرئيس المصري إلى توحيد رؤى دول جوار السودان بشأن الأزمة التي يشهدها السودان، لافتا إلى أن الجارة الجنوبية “تمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
كما دعا السيسي الأطراف المتحاربة لوقف نزيف الدم السوداني، وإطلاق حوار وطني جامع يهدف إلى الوصول لحل سياسي شامل.
البيان الختامي للقمة
- أكد البيان الختامي لقمة دول جوار السودان، على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتعامل مع النزاع القائم في البلاد باعتباره شأنا داخليا.
- أعرب المشاركون عن القلق العميق إزاء العمليات العسكرية والتدهور الحاد في الوضع الأمني والإنساني في السودان.
- ناشدوا القادة، الأطراف المتحاربة وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب وتجنب إزهاق أرواح المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.
- شدد البيان على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يطيل من أمدها.
- التوافق على ضرورة التزام المجتمع المدني والدول المانحة بتقديم الدعم الذي يتم التعهد به تجاه السودان، وضرورة توفير المساعدات الإغاثية للسودان.
- الاتفاق على إنشاء آلية وزارية تعقد اجتماعها الأول في تشاد لوضع خطة عمل تنفيذية لوقف القتال والتوصل لحل شامل للأزمة في السودان.
- وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، في تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها الايجاد والاتحاد الأفريقي.
- تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار.
رؤية مصرية
وخلال القمة، طرح السيسي تصور مصر لخروج السودان من مأزقه الراهن، والذي ارتكز على 4 محاور رئيسية، تشمل:
- مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فورى ومستدام، لإطلاق النار.
- مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.
- إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.
- تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
منع التدخلات الأجنبية
دعا رئيس أريتيريا أسياس أفورقي، إلى احترام استقلال وسيادة السودان، ومنع التدخلات الخارجية، إذ سيكون للشعب السوداني سيكون له الكلمة الأخيرة في حل الأزمة الراهنة.
وعلى هذا المنوال مضى رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، الذي أكد أن إنهاء النزاع في السودان هو أولوية للدول المجاورة له، حيث تأتي القمة في وقت حرج وهي ليست منتدى جديدا، ويجب ألا يتم تجاهل الشعب السوداني في محاولات إيجاد حل للنزاع.
ودعا المجتمع الدولي لتوفير سبل التعامل مع الأزمة “الكارثية” بالسودان.
ضرورة تنفيذ الأفكار
ومن الخرطوم، شدد المحلل السياسي السوداني، المثنى عبدالقادر الفحل، في في حديث لــ”سكاي نيوز عربية”، على أهمية قمة جوار السودان بالقاهرة، والتي تأتي بعدما فشلت قمة “الإيغاد” في تحقيق أي تغييرات ملموسة على الأرض.
وحدد “الفحل” تبعات قمة جوار السودان، ومدى مساهمتها في إحداث تغيّر على الأرض، قائلا:
- التعويل على تحقيق انفراج في الصراع الراهن يعتمد بشكل أساسي على الالتزام بتنفيذ مخرجات منبر جدة بالخروج من منازل المدنيين والمؤسسات الحيوية سواءً المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، حيث يعد ذلك هو الطريق لتحقيق انفراجة في الصراع.
- يعول السودانيون على مخرجات قمة القاهرة، استنادًا لنجاح مصر في مساندة عدد من الدول بالإقليم سواءً سوريا والعراق وليبيا حيث عانت تلك البلدان من حالة عدم استقرار جراء الحروب، وساندتها مصر لمنع التدخلات الأجنبية.
ومن القاهرة، شدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد حجازى، على أن قمة “دول جوار السودان” تمثل تقديرا للبعد الإنساني والأمني، نظرا لارتباط أمن السودان بأمن مصر القومي وكذلك بأمن واستقرار دول الجوار التي باتت تتعرض لضغوط اقتصادية وأمنية وعسكرية بالغة الخطورة.
وأوضح “حجازي” أن الهدف الأساسي من تلك القمة هو الاتفاق على رؤية مشتركة لخروج السودان من حالة المواجهة لحالة التفاهم، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ووضع مصلحة الشعب السوداني في المقام الأول، ولكي يتحمل الجميع مسئولياته.
وأضاف أن القمة تمثل أملًا جديدًا للتصدي لهذا الوضع شديد الخطورة، حفاظًا على أمن واستقرار السودان وسلامة شعبه.
والجدير بالذكر أن خبر هل يقبل طرفا نزاع السودان برؤية “دول الجوار” لحل الأزمة؟ تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق التحرير في ” إشراق 24″ وأن الخبر منشور سابقًا على عالميات والمصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه وللمزيد من أخبارنا على مدار الساعة تابعونا على حساباتنا الاجتماعية في مواقع التواصل.
نشكر لكم اهتمامكم وقراءتكم لخبر هل يقبل طرفا نزاع السودان برؤية “دول الجوار” لحل الأزمة؟ تابعوا اشراق العالم 24 على قوقل نيوز للمزيد من الأخبار
الجدير بالذكر ان خبر “هل يقبل طرفا نزاع السودان برؤية “دول الجوار” لحل الأزمة؟” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق ينبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني وتم حفظ كافة حقوقه
المصدر
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.