يرتبط استخدام عدد من المنتجات التي يدخل الألمنيوم في تكوينها بمخاوف من تسببها في أمراض مختلفة من بينها السرطان، وتثار من حين لآخر تساؤلات عن الحدود الآمنة لاستخدام تلك المنتجات. نستعرض في هذا التقرير أبرز المنتجات التي تحتوي على الألمنيوم، وهل تعتبر منتجات مثل رقائق الألمنيوم ومزيلات العرق مضرة بالصحة؟
ما الألمنيوم؟
الألمنيوم معدن خفيف الوزن، أبيض فضي، وهو أكثر المعادن وفرة في القشرة الأرضية، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.
ويعد الألمنيوم عنصرا تفاعليا للغاية، ولا يوجد أبدا في حالة حرّة في الطبيعة، بل يُعثر عليه مع عناصر أخرى أبرزها الأكسجين والسيليكون والفلور.
الألمنيوم في المنتجات الاستهلاكية
يوجد الألمنيوم في عدد من المنتجات الاستهلاكية، من أهمها:
- مضادات الحموضة.
- الأسبرين المعادل (Buffered Aspirin)، وهو مزيج من الأسبرين ومضاد للحموضة (مثل هيدروكسيد الألمنيوم)، حيث يساعد مضاد الحموضة في تقليل حرقة المعدة واضطرابها الذي قد يسببه الأسبرين.
- الإضافات الغذائية.
- مضادات التعرق.
- مستحضرات التجميل.
الطبخ في ورق الألمنيوم
رقائق الألمنيوم، أو ما تعرف أيضا باسم رقائق القصدير، هي عبارة عن ورقة رقيقة لامعة من معدن الألمنيوم، يتم تصنيعها عن طريق دحرجة ألواح كبيرة من الألمنيوم حتى يصبح سمكها أقل من 0.2 ملم.
يستخدم الناس ورق الألمنيوم لتخزين الطعام وتغطية أسطح الخبز وتغليف الأطعمة مثل اللحوم، لمنع فقدان الرطوبة أثناء الطهي.
لا تعتبر رقائق الألمنيوم خطرة، ويمكن أن يؤدي الطهي باستخدامها إلى زيادة كمية الألمنيوم في طعامك. ومع ذلك، فإن هذه الكميات صغيرة جدا ويعتبرها الباحثون آمنة، وذلك وفقا لتقرير بموقع “هيلث لاين” (Health Line).
وإذا كنت قلقا من كمية الألمنيوم في نظامك الغذائي، فقد ترغب في التوقف عن الطهي باستخدام رقائق الألمنيوم. ومع ذلك، فإن من المحتمل أن تكون كمية الألمنيوم التي يساهم بها ورق القصدير في نظامك الغذائي ضئيلة. ونظرا لأنك ربما تأكل أقل بكثير من كمية الألمنيوم التي تعتبر آمنة، فإن تجنب رقائق الألمنيوم أثناء الطهي لن يكون ضروريا.
هل تضرّ أواني الألمنيوم بالصحة؟
عموما لا، فمثلا تقول الحكومة الكندية في منشور بشأن الاستخدام الآمن لأواني الطبخ، إنه “عادة ما يستهلك الكنديون حوالي 10 مليغرامات من الألمنيوم يوميا، معظمها من الطعام. وتوفر الأواني والمقالي المصنوعة من الألمنيوم مليغراما واحدا فقط من تلك الكمية. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن البالغين يمكن أن يستهلكوا أكثر من 50 مليغراما من الألمنيوم يوميا دون ضرر”.
الألمنيوم في الغذاء
عادة ما يكون الألمنيوم من الغذاء غير ضار، وتظهر بعض الدراسات أن الذين تعرضوا لمستويات عالية منه قد يصابون بمرض ألزهايمر، لكن دراسات أخرى لم تجد أن هذا الأمر صحيح.
بعض المصابين بأمراض الكلى يخزنون الكثير من الألمنيوم في أجسامهم، لأن المرض يتسبب في تقليل كمية الألمنيوم التي تتم إزالتها من الجسم في البول، وفي بعض الأحيان، يصاب هؤلاء بأمراض العظام أو الدماغ التي يعتقد الأطباء أنها ناجمة عن الألمنيوم الزائد.
وعلى الرغم من أن المنتجات الفموية المحتوية على الألمنيوم -التي لا تحتاج إلى وصفة طبية- تعتبر آمنة على الأفراد الأصحاء عند تناول الجرعات الموصى بها (مثل مضادات الحموضة)، فقد لوحظت بعض الآثار الضارة بعد الاستخدام الطويل الأمد لدى بعضهم.
عموما، لا يعتبر التعرض لمستويات الألمنيوم الموجودة بشكل طبيعي في الطعام والماء وأشكال الألمنيوم الموجودة في الأواني المصنوعة من الألمنيوم، ضارا.
قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على إضافات الألمنيوم أو الطهي المتكرر للأطعمة الحمضية في أواني الألمنيوم إلى تعريض الشخص لمستويات أعلى من الألمنيوم، مقارنة بمن يستهلك عموما الأطعمة غير المصنعة ويستخدم أواني مصنوعة من مواد أخرى مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أو الزجاج.
ومع ذلك، فإن مستويات الألمنيوم الموجودة في الأطعمة المصنعة والأطعمة المطبوخة في أواني الألمنيوم، تعتبر آمنة بشكل عام.
الألمنيوم والسرطان
لم يثبت أن للألمنيوم دورا في الإصابة بالسرطان، أما كون عمال مصهر الألمنيوم يتعرضون لخطر الإصابة بالسرطان بشكل أكبر، فإن هذا سببه تعرضهم لمواد كيميائية أخرى، وليس الألمنيوم.
وقال الدكتور روبرت يوكل، أستاذ علم السموم بجامعة كنتاكي الذي يدرس الألمنيوم -في تصريح لموقع “يو إس إيه تودي” (USA Today)- “استنتج بشكل عام أنه لا يوجد دليل جيد على أن الألمنيوم يسبب السرطان”.
هل الألمنيوم في اللقاحات مضرّ؟
لا، إذ تقول منظمة الصحة العالمية إن اللقاحات قد تحتوي على عوامل مساعدة، وقد تكون بكمية قليلة جدا من أملاح الألمنيوم (مثل فوسفات الألمنيوم أو هيدروكسيد الألمنيوم أو كبريتات البوتاسيوم والألمنيوم)، وقد ثبت أن الألمنيوم لا يسبب أي مشاكل صحية في الأمد الطويل.
المستوى المسموح به من الألمنيوم يوميا
وفقا لمنظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فإن المستويات التي تقل عن 2 ملغ لكل 1 كغم من وزن الجسم في الأسبوع، من غير المحتمل أن تسبب مشاكل صحية.
الألمنيوم في مزيل العرق
يجب أن نفرق بين منتجين:
- مضادات التعرق (Antiperspirants)، وهي تحتوي على الألمنيوم لتقليل إفراز العرق.
- مزيلات العرق (Deodorants)، وليس الألمنيوم من مكوناتها.
وفقا لموقع “هيلث لاين”، ليس واضحا ما إذا كان الألمنيوم في مضادات التعرق يمكن أن يتراكم في جسمك، ومن المرجح أن تحصل على الألمنيوم من مصادر أخرى مثل الأدوية. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي يربط بشكل مباشر بين الألمنيوم والسرطانات أو غيرها من الحالات الصحية.
ومع ذلك، يرى خبراء أن استخدام مضادات التعرق ليست فكرة جيدة للجميع، مثل الذين يعانون من أمراض الكلى الحادة، حيث تكون قدرة الكلى على طرح الألمنيوم من الجسم أقل، مما قد يؤدي إلى تراكمه فيه.
إذا كنت تعاني من مرض في الكلى، فتحقق دائما من المكونات الموجودة على المنتجات قبل شرائها أو استخدامها.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.