أطلقت روسيا وابلا جديدا من الصواريخ على أهداف في عدة مدن أوكرانية خلال ليل الاثنين وفجر اليوم الثلاثاء، في المقابل شنت طائرات مسيّرة أوكرانيا هجمات على جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا منذ 2014، في حين أشارت تقديرات للبيت الأبيض إلى أن القوات الروسية تكبدت خسائر بشرية بلغت 100 ألف بين قتيل وجريح خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إن عددا من الأشخاص قُتلوا في الهجمات مساء الاثنين، بينهم أطفال، لكنها لم تستفض في التفاصيل. وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن 34 أصيبوا.
وأكد حاكم مقاطعة خيرسون الأوكراني أن وتيرة القصف الروسي على المقاطعة الجنوبية ارتفعت بصورة كبيرة خلال الساعات الماضية.
وأضاف أن الروس شنوا أكثر من 70 هجوما على عموم أراضي المقاطعة، وأطلقوا أكثر من 300 قذيفة مدفعية على المناطق المدنية ومواقع البنية التحتية.
وفي السياق ذاته، أفادت سلطات مقاطعة ميكولايف المجاورة بانقطاع خدمات الماء والكهرباء والاتصال عن العديد من المناطق الساحلية في المقاطعة، بسبب تكثيف القصف الروسي عليها.
وأشارت إلى أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت خلال اليوم الماضي عددا من المسيّرات الروسية التي كانت تستهدف المدينة.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قصفت “المنشآت الصناعية العسكرية الأوكرانية” باستخدام صواريخ جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى.
وأضافت في بيان أن “أهداف الضربة تحققت بعد أن تعطل عمل المنشآت التي تصنع الذخيرة والأسلحة والمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية.
هجمات أوكرانية
في المقابل، أعلن رئيس جمهورية القرم الموالي لروسيا ألكسي أوكسينوف إسقاط مسيّرة أوكرانية حاولت القيام بهجوم على الجهة الغربية من شبه الجزيرة.
وأعلن حاكم مدينة سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايف أن أسطول البحر الأسود الروسي -بدعم من الدفاعات الجوية- تصدى لهجوم أوكراني بالمسيّرات على المدينة، وأن مسيّرة واحدة على الأقل أُسقطت.
من جانبه، قال حاكم منطقة بريانسك في روسيا ألكسندر بوجوماز إن قوات أوكرانية قصفت قرية في المنطقة الواقعة على الحدود مع أوكرانيا في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، وذلك بعد يوم من انفجار تسبب في خروج قطار بضائع عن مساره هناك.
وقال بوجوماز -في منشور على قناته على تليغرام- “قصفت القوات المسلحة الأوكرانية في الصباح قرية كوركوفيتشي في منطقة ستارودوبسكي”.
ولم تعلن أوكرانيا من قبل مسؤوليتها عن شن أي هجوم داخل روسيا أو على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.
مناشدات أوكرانية
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تعزيز الدفاع الجوي لبلاده في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة على المدن الأوكرانية.
وقال زيلينسكي مساء أمس الاثنين -في خطابه الليلي بالفيديو- “نحن نعمل مع شركائنا بأكبر قدر ممكن من النشاط لجعل حماية سمائنا أكثر موثوقية”.
وأضاف أن الليلة الماضية وحدها -من منتصف الليل إلى السابعة صباحا- تمكنا من إسقاط 15 صاروخا روسيا، لكن للأسف ليس كلها”.
في الأثناء، أقر القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني بصعوبة الأوضاع على جبهات القتال، لكنه أكد أن الوضع يظل تحت السيطرة بالنسبة لقواته.
وأكد زالوجني -خلال اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي- ضرورة تعزيز قدرات منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية، وتزويد بلاده في الوقت المناسب وبأسرع وقت بالأسلحة والمعدات العسكرية وبكميات كافية.
تقديرات أميركية
وفي واشنطن، أشارت تقديرات للبيت الأبيض أمس الاثنين إلى أن القوات الروسية تكبدت خسائر بشرية بلغت 100 ألف بين قتيل وجريح خلال الأشهر الخمسة الماضية في باخموت وغيرها من مناطق أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين إن هذا العدد يشمل -بناء على تقديرات المخابرات الأميركية- أكثر من 20 ألف قتيل، نصفهم من مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة.
وتابع كيربي أن “محاولة روسيا شن هجوم خلال الشتاء في دونباس عبر باخموت بشكل رئيسي باءت بالفشل”.
وأضاف أنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي أطلقت روسيا هجوما واسعا عبر عدة جبهات، بما في ذلك باتجاه فوليدار وأفدييفكا وباخموت وكريمينا، وتعثرت معظم هذه المساعي أو فشلت، ولم تتمكن روسيا من السيطرة على أي منطقة ذات أهمية إستراتيجية.
وأشار إلى أن الروس يحققون بعض المكاسب المتزايدة في باخموت، لكن “بتكلفة رهيبة رهيبة”، وأن دفاعات أوكرانيا في المنطقة لا تزال قوية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.