نظام غذائي لا يحتاج لبذل الجهد في اختيار مكوناته، أو حساب سعراته الحرارية. تصلك وجبتك ساخنة إلى باب بيتك في أوقات الإفطار والغداء والعشاء، مع دعم نفسي كامل يساعدك على المواصلة، وعدد من التفاصيل والأدوات التي من شأنها أن تحول خطة فقدان الوزن المزعجة إلى عملية سهلة، وبلا جهد يذكر.
ذلك ما تعدك به حمية “جيني كريغ” الشهيرة في كل من أستراليا ونيوزلندا والولايات المتحدة الأميركية، ويقول مسوقوها إنها تضمن فقدان نحو 7 كيلوغرامات في الأسابيع الأربعة الأولى.
حمية جيني كريغ
لفهم هذه الحمية، لا بد من التعرف على جيني كريغ نفسها، السيدة التي بدأت مسيرتها في ستينيات القرن الماضي، وكانت وقتئذ امرأة متزوجة تعاني من زيادة وزنها عقب إنجاب طفلها الثاني، وحاولت كثيرا أن تنقص وزنها من دون جدوى، حيث لم تبد قادرة على المواصلة في نظام بعينه.
وفي أوائل الستينيات، عملت في صالة ألعاب رياضية، ثم افتتحت صالة ألعاب رياضية خاصة بها، لكنها لاحظت أن ممارسة الرياضة وحدها لا تؤدي إلى فقدان الوزن على المدى الطويل. لذا، وفي عام 1983، أرادت أن تصنع شيئا متكاملا يجمع بين النظام الغذائي المستمر السهل وممارسة الرياضة، والدعم النفسي الذي يضمن المواصلة، فافتتحت وزوجها الراحل كريغ أول مركز باسم “جيني كريغ” لفقدان الوزن، في ملبورن بأستراليا.
وحققت الفكرة نجاحا ظهر في افتتاح 100 فرع في أستراليا، ومن بعدها في نيوزيلاندا، ثم الولايات المتحدة الأميركية التي باتت تضم قرابة 600 فرع الآن.
وحمية جيني كريغ هي عبارة عن خطة يتم تفصيلها لكل مشترك، بحسب طوله ووزنه وتفضيلاته الشخصية من الأطعمة وخصوصية حالته، وتقوم على أساسيات أهمها: حمية طعام محددة ومعدة مسبقا، والتوصية بتمارين معتدلة، والدعم النفسي لمساعدة المشتركين على مواصلة فقدان الوزن.
مكونات الحمية
تتضمن الوجبات المعدة مسبقا مجموعة من الأطباق الشهية، حيث كلمة السر تكمن في كمية السعرات الحرارية، وضبط الأملاح والدهون والكربوهيدرات. وتقول بعض الدراسات إن حمية جيني كريغ تؤمن للجسم ما يكفيه من الألياف والبوتاسيوم والكالسيوم، وتعتمد على مقدار معين من الملح لا يزيد على ألفي مليغرام في اليوم.
غير أن هذه الحمية لا تناسب النباتيين، حيث تحتوي أغلب الوجبات على اللحوم بأنواعها، ولا تخلو من الحلوى والمشروبات المحلاة، كما تضم أطباقا مثل:
- لحم الضأن الطري، في صلصة الطماطم الغنية بالأعشاب، والبطاطا الحلوة المهروسة، والبازلاء.
- شوربة الدجاج، والذرة الحلوة.
- مقرمشات الحبوب المتعددة بنكهة الجبن.
- كوكيز الشوفان في الفرن لوجبة الإفطار.
- دجاج كاتسو مقلي مع صلصة الكاري، على الطريقة اليابانية، ويقدم مع أرز بني متبل بالأعشاب البحرية، مع جزر وفول.
- وجبة قرع وكالي وريزوتو.
وإلى جانب الوجبات المعدة مسبقا، يمكن للمشتركين تناول الفواكه والخضروات الطازجة والألبان القليلة الدسم، مع إمكانية تناول أي كمية من الأطعمة غير النشوية كالطماطم والبروكلي والفلفل مثلا. وتحتوي قوائم جيني كريغ على 100 نوع مختلف من الأطعمة المعبأة مسبقا، بحيث يحصل المشترك على قرابة 1200 سعر حراري في اليوم.
وتضمن الحمية لعملائها فقدان ما معدله 10% من أوزانهم في العام الأول مع الالتزام التام. ومع مرور الوقت والوصول إلى الوزن المنشود، يحصل المتدرب على كتيب يضمّ وصفات الأطعمة كي يقوم بإعدادها في المنزل.
ما السرّ وراء شهرتها؟
وذاع صيت حمية جيني كريغ بسبب الأثر اللافت الذي تركته على أجساد نجمات هوليود، حيث فقدت بعض الممثلات عشرات الكيلوغرامات وتغيرت أشكالهن جذريا، وحين سُئلن عن السبب قُلن: “جيني كريغ”، بل إن بعضهن صرن سفيرات لهذه الحمية.
ومن أشهر تلك الممثلات الأميركية فاليري بيرتينيلي التي فقدت أكثر من 22 كيلوغراما من وزنها، وقد كان التغيير لافتا جدا لدى السيدة التي كان وزنها يبلغ 78 كيلوغراما، ثم صار مع الحمية 56 كيلوغراما. والأمر ذاته تكرر مع وجوه بارزة، مثل: كريستي إلي، وسارة رو التي فقدت أكثر من 20 كيلوغراما، وريبيل ويلسون التي تحولت بشكل مذهل.
هل هو نظام نافع أم ضارّ؟
حاز نظام جيني كريغ على المركز الثاني في الولايات المتحدة الأميركية كأفضل حمية غذائية في عام 2023، ويرى البعض أن هذا النظام أو أي نظام غذائي آخر يقوم على تقييد تناول الطعام، والحكم على الناس من خلال مظهرهم، هو أمر شرير ضارّ تجب مواجهته ومعارضته.
كما يرى منتقدون أن العائق الحقيقي هو تكلفة الحمية التي يبلغ حدها الأدنى 100 دولار في الأسبوع الواحد، بالإضافة إلى معاودة اكتساب الوزن بمجرد التوقف عنها.
في المقابل، يرى مدافعون أن حمية جيني كريغ نظام غذائي متوازن، يعتمد على التوصيات الغذائية للبالغين، وأن ما يميز هذا النظام حقا هو أن متبعيه لم يكونوا بحاجة إلى طهي الطعام أو التفكير بما سيتناولون، حيث تتكفل الشركة بكل شيء، وترسل الطعام المعبأ إلى المشتركين أينما كانوا، مع ضمان أنظمة للدعم النفسي.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.