موسكو تايمز: من يؤيدون الحرب الروسية هم أكثر من يكتوون بنيرانها | سياسة


ذكرت صحيفة “موسكو تايمز” (Moscow Times) الروسية المستقلة أن السكان في المناطق الروسية الحدودية المتأثرة بالحرب مع أوكرانيا يؤيدون استمرارها أكثر ممن هم في المناطق الروسية البعيدة عنها.

وقالت الصحيفة -التي تصدر باللغة الإنجليزية- في تقرير للكاتب أليكسي غوسيف إن استطلاعات رأي حديثة أظهرت أن دعم “العملية العسكرية الخاصة” الروسية في أوكرانيا أعلى في المناطق القريبة من الجبهة.

وأوضح التقرير أن متوسط التأييد للحرب على المستوى القومي بلغ 60%، فيما نجده في المناطق الحدودية المتاخمة لأوكرانيا والتي اكتوت بنيران الحرب أعلى بشكل ملحوظ، ففي بيلغورود بلغ 69% وفي كورسك 77% وفي بريانسك 66%.

يبدو مخالفا للمنطق

وتساءل التقرير عن سبب هذا التأييد الذي يبدو مخالفا للمنطق نظرا إلى أن التوقعات تقول إن سكان هذه المناطق يجب أن يكونوا أكثر حرصا على المطالبة بوقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات السلام.

وأورد التقرير كثيرا من المعلومات التي تفسر هذا الموقف، والتي تشمل التاريخ والميول السياسية للمناطق الحدودية المتأثرة، والتي كانت تعرف في التسعينيات باسم “الحزام الأحمر” المعارض لتفكيك الاتحاد السوفياتي السابق، وغير ذلك.

ومن هذه التفسيرات أن الشعور بكراهية “المعتدي” -أي القوات المسلحة الأوكرانية- لدى هؤلاء السكان يدفعهم تلقائيا إلى دعم الرد العسكري من الجيش الروسي، بالإضافة إلى أن الهجمات على مناطقهم من شأنها تأكيد الرواية الدعائية الروسية التي تقول “لولا أن هاجمناهم لهاجمونا أولا”.

أقارب وجيران

وعلقت الصحيفة بأنه قد يبدو من المدهش أن يكون هذا التفسير متينا في المناطق التي لطالما كانت تتمتع بعلاقات تاريخية واقتصادية وحتى عائلية قوية مع المناطق الأوكرانية المجاورة.

ونظرا إلى أن العديد من الأشخاص في بيلغورود وكورسك وبريانسك لديهم أصدقاء وأقارب على الجانب الآخر من الحدود فمن المنطقي الافتراض أن هذه الروابط يجب أن تقلل على الأقل فعالية الدعاية، لكن من المفارقات أن القرب من الجبهة لا يؤدي إلا إلى زيادة الدعم الشعبي “للعملية العسكرية الخاصة”.

وأضاف التقرير إلى التفسيرات أن روسيا بدأت في حشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا في ربيع 2021، لذلك حتى قبل الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022 أصبح وجود العسكريين والمعدات في المناطق الحدودية الثلاث أمرا مألوفا وجزءا من الحياة اليومية.

تطبيع مع البيئة العسكرية

وقال التقرير إن الناس في المناطق الثلاث اعتادوا على عمليات فحص الوثائق المنتظمة والطائرات العسكرية التي تحلق فوق المباني السكنية، ولذلك ليس من المستغرب أنه في هذا الجو بدأ نوع من التطبيع الذاتي مع البيئة العسكرية بين السكان المحليين.

وهناك عامل آخر في توحيد الرأي العام المؤيد لاستمرار الحرب الروسية وهو تدفق اللاجئين الأوكرانيين، إذ يقول 37% من سكان بيلغورود و25% في المنطقتين الأخريين إنهم ساعدوا الأوكرانيين الفارين من الحرب.

ويميل الأوكرانيون الذين يلتمسون اللجوء في روسيا إلى أن يكونوا مؤيدين مسبقا لروسيا أو مجبرين على إخفاء موقفهم تجاه الحرب والالتزام بالخط الرسمي للسلطات الروسية، وبالتالي يبدو أنهم يؤكدون الدعاية الروسية لأولئك الذين يعيشون في المناطق الحدودية.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post غروسي في أوكرانيا لتفقّد “بؤرة” أكبر خطر نووي
Next post 10 أيام من المساعي.. هل تنتهي بلقاء البرهان وحميدتي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading