بدأ ملتقى فلسطين السادس للرواية العربية أمس الاثنين في متحف ياسر عرفات بمدينة رام الله في الضفة الغربية، الذي شمل إعلان أسماء الفائزين بجائزة ودرع الكاتب والصحفي الراحل غسان كنفاني.
ويتضمن برنامج الملتقى الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية ويمتد حتى 13 يوليو/تموز تنظيم 10 ندوات في رام الله ونابلس وبيرزيت وبيت لحم وجنين، بمشاركة ضيوف من اليمن والمغرب ومصر وتشاد والأردن وتونس وسلطنة عمان.
ملتقى فلسطين السادس للرواية العربية pic.twitter.com/xnM5qBUcnJ
— وزارة الثقافة الفلسطينية The Palestinian Ministry (@palestinemoc) July 9, 2023
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف “للمرة السادسة يتم تنظيم ملتقى الرواية العربية في فلسطين، وخلال السنوات الخمس الماضية وبشكل دوري ودون انقطاع يتم تنظيم هذا الملتقى بعد أن تم تحديد تاريخه بشكل دائم في ذكرى استشهاد غسان كنفاني رائد الرواية الفلسطينية وأحد أركان الكتابة السردية العربية في القرن العشرين”.
وأضاف أن “مستقبل الرواية العربية مرتبط بالموضوع العربي وقضايا العرب المتعددة التي يصوغها واقع الأقطار المختلفة، وهو مرتبط بالفنيات والجماليات والتداخلات مع الأجناس المختلفة والعلاقات المتشابكة ثقافيا التي لا بد أن تجيب على السؤال الخالد حول الحاجة للسرد لمقدرته على تغطية نواقص كثيرة في وعينا ونمونا الثقافي”.
احتفاء بالراحل أحمد عمر شاهين
وأشار أبو سيف إلى أن الملتقى يحتفي هذا العام بالكاتب والمترجم الفلسطيني الراحل أحمد عمر شاهين، ابن مدينة يافا، حيث جرى تخصيص ندوة لمناقشة أعماله وكتاباته وفكره مثل “توائم الخوف”، “الآخرون”، “المندل”.
وأردف قائلا إن شاهين كتب عن الخروج من يافا وعن الشوق لها، كما أعيدت طباعة روايته “بيت للرجم بيت للصلاة” (صدرت لأول مرة عام 1989) التي روى فيها ما شاهده بأم عينه من نكبة يافا عام 1948، وهو “تقليد نسعى كل عام لأن نحافظ عليه من أجل إثراء الذاكرة السردية وتعزيز التواصل بين الأجيال”.
فوز “الديناصور” لعمرو حسين
من جانبه، أعلن الأديب الفلسطيني إبراهيم السعافين رئيس لجنة تحكيم جائزة غسان كنفاني للرواية العربية فوز الكاتب المصري عمرو حسين بالجائزة في دورتها الثانية عن رواية “الديناصور” الصادرة عن دار دون للنشر والتوزيع.
وقال السعافين إن “اللجنة ارتأت أن هذه الرواية تنهض على حركة محسوبة بين أصوات الرواة من خلال حبكة محكمة، وتعكس هموم العصر وقضاياه بنقلات سردية بسيطة وسلسة، ولغة مشبعة باستخداماتها الحية المتدفقة في عالم التلاقي والتباعد بين الأجيال المتعددة”.
وأضاف “هي رواية متماسكة ممتعة، تقوم على تقابل بين عالمين قديم وجديد وجيلين وطريقتين في الرؤية، ونطل منها على ماض وحاضر، وعلى قضايا التغيير والتحول والتحقق وعدم التحقق في تجربة الحب التي لم تكتمل وربما لن تكتمل أبدا”.
وكانت الجائزة ذهبت في دورتها الأولى العام الماضي للسوري المغيرة الهويدي عن رواية “قماش أسود” الصادرة عن منشورات تكوين.
درع كنفاني ليحيى يخلف
وفي ختام الفعالية، أعلن رئيس اللجنة المنظمة للملتقى عبد السلام عطاري منح درع غسان كنفاني لعام 2023 للكاتب والروائي الفلسطيني يحيى يخلف.
وقال عطاري عن يحيى يخلف إنه “رجل كتب فعشق فاستحق منذ أن امتطى المهرة حكاية للريح، وكانت جديلة الصبايا كنخل البحيرة تطير، وعاصفة الغور غبار السنين ومتن اللغة، منذ أن شرع رمح القول في وجه المحتل، وسار بين أزقة الكفاح الشائكة المعتمة، ورمى خلف ظهره حلكة الليل، ورفع معاني الكلام من عمق أودية القهر والظلم والجهل والاستغلال، ليعطي قدحة تشعل الدرب نورا ونارا ومسارات للباحثين عن الحرية والخلاص”.
وأردف “ثمة أفعال وأعمال سجلها وحاك بساطها المتين وخيوطها المتقنة كوجه الشمس التي لفحت جبهته يافعا في نجران، كحرارة الغور في جوف البحث عن صدى صوت البلاد القريب. القريب كصوت القلب حين يدق في جب الحب”.
وأضاف: “هو الكثير، بما ظل من بداية اللجوء، والقليل مما ظل من يقين طلات غدنا القريب المشرق على قباب القدس، ومن صفحات ما كتب من قصص وروايات، وما ابتل من ماء السماء والبحيرة العتيقة والقرية المقيمة ما أقام الوجد في ذاكرته الحية، ووجه تلك المرأة الوردة، وليله الطويل، والتفاح الذي تعطرت به الوعر، والنهر استحم والبحيرة التي ما زالت تنتظر ابتسامة العاشق العتيق”.
من جانبه، قال الروائي يحيى يخلف إن “هذه القامات تضيء مواضيع حول الأجناس الأدبية، وتنوع آليات السرد ومستقبل الرواية في ظل التحولات والمتغيرات، ومن خلال شهادات وتجارب روائية، وتداول الرواية التاريخية، وأدب المعتقلات بين الواقع والمتخيل، وعادات الكتابة الجديدة بما في ذلك مفهوم الهوية في الرواية العربية، وأنماط الكتابة الكلاسيكية، والأجناس الأدبية في الرواية العربية بين النقد والتجربة، وتنوع السرد في الرواية العربية في ظل التحولات الحياتية”.
وتعقد ندوات الملتقى العشر في مركز خليل السكاكيني ومنتدى “شارك” الشبابي وجامعة فلسطين التقنية برام الله، وفي جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وفي مكتبة سراج في بيرزيت، وجامعة فلسطين التقنية-فرع العروب، والديوان الثقافي الساحوري ببيت لحم، وقاعة المحافظة في جنين، وفي قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.