في انعكاس جديد لحالة الغضب المتزايدة داخليا ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تخيلت فنانة فرنسية خلال حفل غنائي مشهدا وحشيا لقتله، وهو الأمر الذي أثار جدلا وردود فعل متباينة.
وجاء تعبير المغنية عن أمنيتها في وقت يتعرض فيه ماكرون لحملة غضب ورفض واسعة، تضمنت مطالبات له بالاستقالة، وزادت حدتها في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع تصاعد أعمال الشغب والاحتجاجات في مدن فرنسية مختلفة.
المشهد تخيلته الفنانة إيزيا هيغلن، وهي مغنية روك وعازفة غيتار وممثلة فرنسية تبلغ من العمر 32 وبدأت مسيرتها الفنية سنة 2006، ولها موقف سياسي صريح من الرئيس ماكرون.
وخلال حفل أحيته مؤخرا بمنطقة بوليو سير مير، الواقعة جنوبي فرنسا، حكت الفنانة مشهدا متخيلا تمنت أن تراه في الحقيقة لماكرون، ووصفت فيه طريقة وحشية لقتله باستخدام عصا غليظة عليها مسامير.
وقالت الفنانة وسط احتفاء جماهيري “أعتقد أن ما يريده ويشتهيه الناس هو أن يعلقوني على ارتفاع 20 مترا مثل بينياتا بشرية عملاقة، وأن نكون جميعا مزودين بعصا ضخمة ذات مسامير، وننزله (تقصد ماكرون) ونطرحه أرضا، ولكن بكل رقة ونعومة سكان الجنوب”.
المقطع الذي انتشر بشكل واسع، أعقبه قيام مكتب المدعي العام في مدينة نيس بفتح تحقيق مع المغنية الفرنسية بتهمة “التحريض العلني على ارتكاب جريمة أو جنحة”.
حديث صادم
ومن المقرر أن تغني إيزيا هيغلن في مدينة “مرك أون بارول” شمالي فرنسا، لكن أمنيتها الأخيرة دفعت عمدة المدينة “برنار جيرار” لاعتبار قدومها “يتناقض مع قيم التجمع خلال اليوم الوطني”، مضيفا “هذا الحديث عن العنف صدمني بشدة، إنها تثير غضب كل سكان المدينة وأولئك الذين يتمسكون بقيم الجمهورية”.
ورصد برنامج “شبكات” (2023/7/10) جانبا من آراء مغردين عرب وفرنسيين على ما فعلته المغنية، ومن ذلك ما كتبه حساب حمل اسم “إكزوستوف” “إنها مفارقة لاذعة، أن الملك الذي يبكي ويقول “الكل يكرهني”، لا يفهم أبدا أن عرشه مبني على ظلال الاحتقار والخيانة التي نسجها هو نفسه”.
في حين غرد محمد قائلا “أليست حرية رأي؟.. المرأة تتخيل وتحلم أحلاما افتراضية.. هل ستحاسبون على الخيال يا بلاد الحرية والعلمانية؟”، أما مارتان بورديرو فكتب “يمكن تلخيص الجدل حول إيزيا هيغلن في جملة واحدة في الواقع. في فرنسا: “نحن تشارلي.. إلا عندما لا نتفق مع ما يقال”.
بينما غرد بريس كوتورييه منتقدا “من الواضح أن حالتها نفسية.. هذا خيال مرضي يمكن تحفيزه أيضا من خلال تعاطي المخدرات”، وعلى ذات خط النقد، كتبت روزا روزام “إذن قبل الدفاع عن إيزيا هيغلن.. فكر لمدة دقيقتين وتخيل أن مغنية صرحت بفعل الشيء نفسه معك.. هذا ليس عرضا فنيا، إنه دعوة للقتل”.
الجدل المتصاعد جراء ما قامت به الفنانة إيزيا هيغلن دفعها لإصدار بيان اعتذرت فيه للجمهور ولماكرون، وأدانت فيه جميع أشكال العنف والتحريض على العنف.
وفي ذات السياق الذي يعكس حالة الغضب من ماكرون، قامت فرقة “شاكا بونك” خلال حفلها الأخير باستعراض دمية كبيرة للرئيس الفرنسي يبدو فيها كأنه يتحكم بالآخرين ويقذف بهم إلى الهاوية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.