تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان، وفي حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 200 ألف شخص نزحوا الأسبوع الماضي فقط، أعلنت الصين وكوريا الجنوبية تقديم مساعدات إنسانية للسودان.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات حربية تابعة للجيش استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم البحري. وحاولت المضادات الأرضية التابعة للدعم السريع التصدي لها.
وفي أم درمان، تجدد القصف المدفعي في عدة مواقع، بينما اندلعت اشتباكات متقطعة وسط أم درمان وجنوبها.
وفي دارفور، نقلت وكالة رويترز عن جهات تراقب الصراع في السودان أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية سيطرت على بلدة في إقليم جنوب دارفور، مما تسبب في اندلاع اشتباكات وحدوث عمليات نهب وبدء موجة نزوح جديدة.
وتسببت اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش بأنحاء بلدة كاس في فرار نحو 5 آلاف أسرة، بعضها من مخيمات للنازحين، حسب نظام تتبع تديره المنظمة الدولية للهجرة.
ظهور جديد للبرهان
وفي سياق متصل، أظهرت صور حديثة رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان خلال ترؤسه اجتماعا للقيادة العليا للقوات المسلحة السودانية في العاصمة الخرطوم.
وظهر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مساء أمس الاثنين، حاملا سلاحا رشاشا ومسدسا وقنبلة يدوية، وهو يترأس اجتماعا عسكريا بمركز القيادة والسيطرة للجيش وسط العاصمة الخرطوم، مع دخول الاشتباكات مع قوات الدعم السريع شهرها الرابع.
وكان آخر ظهور للبرهان يوم 28 يونيو/حزيران الماضي خلال خطاب متلفز بمناسبة عيد الأضحى، سبقه ظهور آخر يوم 30 مايو/أيار بينما كان يتفقد القوات المرابطة ببعض المواقع في الخرطوم، وفق بيان للجيش.
ونشرت القوات المسلحة مقطع فيديو البرهان بعد ساعات من تسجيل صوتي لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي قال فيه إنه رغم الانتصارات التي تحققها قواته فإنه جاهز لقبول خيار الحل السياسي.
وأضاف حميدتي أن الحرب التي تجاوزت 3 أشهر ضاعفت من معاناة السودانيين، لا سيما في الخرطوم ودارفور.
قلق أممي
دوليا، أعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان عن قلقها إزاء القتال الذي يدور بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة عبد العزيز الحلو في ولاية جنوب كردفان.
وحثت البعثة، في تعميم صحفي، طرفي القتال على وقف العمليات العسكرية فورا من أجل تهدئة الوضع ومنع توسع الصراع واستئناف المفاوضات.
وذكّر البيان جميع الأطراف بالتزاماتها، بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بكفالة سلامة جميع المدنيين.
من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أرقام المنظمة الدولية للهجرة تؤكد نزوح 2.6 مليون شخص داخل السودان منذ بداية الصراع، في حين بلغ عدد من فروا إلى خارج البلاد 730 ألف شخص عبروا الحدود إلى دول الجوار.
وفي وقت سابق، قال مرصد نزاع السودان -الذي مقره الولايات المتحدة- إن الدعم السريع وقوات موالية نفذت هجوما استهدف تدمير 26 مجتمعا قبليا على الأقل في إقليم دارفور، مما اضطر ما لا يقل عن 668 ألف مدني إلى النزوح منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
مساعدات آسيوية
إنسانيا، قالت الخارجية الصينية إنها ستقدم مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 10 ملايين يوان، أي ما يناهز 1.5 مليون دولار، إلى جانب نحو 900 طن من المساعدات الغذائية أغسطس/آب المقبل.
وأضافت الخارجية الصينية -في بيان- أن السودان يمر في الوقت الراهن بفترة صعبة، ويحتاج بشكل عاجل إلى الدعم والمساعدة من المجتمع الدولي.
بدورها، أعلنت جمعية الصليب الأحمر الكورية الجنوبية، اليوم الثلاثاء، تقديمها مساعدات بقيمة 466 ألف دولار للسودان.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب” أن الجمعية اتخذت قرار تقديم المساعدات بعد مناقشة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بناء على طلب السفارة السودانية لدى سول.
وأشارت الوكالة إلى أن الأموال المقدمة ستستخدم في توفير الأطقم والمعدات الطبية والأدوية للمستشفيات بالمناطق المتضررة في السودان، بالإضافة إلى المواد الغذائية والضروريات اليومية للنازحين والأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح.
ويتبادل الجيش والدعم السريع اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
ومع دخول المعارك شهرها الرابع، تخطت حصيلة اشتباكات السودان 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.