مضيق كيرتش.. صلة وصل ومحور صراع بين أوكرانيا وروسيا | الموسوعة


يقع مضيق كيرتش في أوروبا الشرقية، بين شبه جزيرة كيرتش غربا، وشبه جزيرة تامان الروسية شرقا، ويربط البحر الأسود ببحر آزوف، ويشكّل حلقة وصل حيوية في السلسلة التي تربط بحر قزوين والقلب القاري بالبحر المتوسط والمحيطات المفتوحة.

بدأت المستعمرات البشرية تستوطن ساحله منذ القرن التاسع قبل الميلاد، وتعاقبت عليه دول وشعوب كُثر، كالسيمريين والسكثيين والقوط والهون والرومان والبيزنطيين والترك والروس، وشكل عبر القرون موضع نزاع دام. ومنذ عام 2014 والصراع للسيطرة عليه محتدم بين روسيا وأوكرانيا.

ويعد المضيق طريقا ملاحيا مهما، يسهم بشكل أساسي في حركة التجارة الدولية، فهو الممر البحري الوحيد للموانئ الرئيسية الروسية والأوكرانية الواقعة على ساحل بحر آزوف، ومنه إلى البحر الأسود وما وراءه، وبعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم أصبح المضيق يلعب دورا رئيسيّا في ربط البر الروسي بشبه الجزيرة.

الأهمية

يعد مضيق كيرتش طريقا ملاحيا مهما، ويشكل حلقة وصل حيوية في السلسلة التي تربط بحر قزوين والقلب القاري بالبحر المتوسط، فمن جهة، يتصل بحر آزوف ببحر قزوين عبر نهر الدون وقناة فولغا-دون ونهر الفولغا، ومن الجهة الأخرى يتصل بالبحر الأسود وما وراءه عبر مضيق كيرتش.

ويمثل المضيق ممرا مهما للتجارة الدولية، وتتصاعد الأهمية التجارية له لـ3 أسباب رئيسية:

  1. تمتلك كيرتش بنية تحتية رئيسية للمضيق، بما في ذلك محطات السكك الحديدية والعديد من الموانئ ومطار صغير ومجمعات صناعية للتعدين وبناء السفن.
  2. تستضيف كيرتش أسطولا مهما لصيد الأسماك، ومركزا لتصنيع العديد من منتجات الأسماك.
  3. يشكل مضيق كيرتش طريقا رئيسيا للطاقة، ونقل المنتجات النفطية والمعادن والحبوب والخشب والملح من روسيا وأوكرانيا باتجاه الجنوب عبر البحر الأسود، علاوة على أن قاع البحر الأسود وبحر آزوف، وخاصة في جنوب مضيق كيرتش، غني باحتياطيات النفط.

وكذلك تعد المدن الواقعة على طول مضيق كيرتش وجهات شهيرة لقضاء العطلات، حيث تتمتع بشواطئ رملية ممتدة، وكنائس وقلاع تاريخية، إضافة إلى المنتجعات ومجمعات التسوق والمتاحف الفنية.

ويشكل المضيق أهمية خاصة لروسيا، فبعد استيلائها على شبه جزيرة القرم، أصبح المضيق يلعب دورا أساسيا في توريد الوقود والغذاء والسلع الرئيسية الأخرى إلى القرم، ثم أصبح طريق إمداد رئيسيا للقوات الروسية بعد إطلاق الحملة العسكرية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط عام 2022.

Kerch, Crimea - September 8, 2022: Kerch Strait. Ships off the cristani and in the strait
مضيق كيرتش اشتهر في العصور القديمة باسم “مضيق البوسفور السيمري” (شترستوك)

الموقع والجغرافيا

يقع في أوروبا الشرقية، بين شبه جزيرة كيرتش في القرم غربا، وشبه جزيرة تامان الروسية شرقا، وهو المسطح المائي الوحيد الذي يربط بحر آزوف بالبحر الأسود.

يبلغ طوله حوالي 41 كيلومترا، ويتراوح عرضه بين 4 و15 كيلومترا، وهو يتسع عند الطرف الجنوبي، الذي يفتح على البحر الأسود، بينما يضيق شمالا في الجانب الذي يتصل ببحر آزوف، وتشير بعض التقديرات إلى أن عرضه في أضيق نقطة عند الطرف الشمالي يتراوح بين 3 و5 كيلومترات.

والمضيق عبارة عن قناة ضحلة، يتراوح عمقها بين 5 أمتار و13 مترا، وقد يصل أحيانا إلى 18 مترا من جانب البحر الأسود، ويتناقص العمق تدريجيا كلما اقتربنا من منتصف المضيق، ويصبح أكثر ضحالة.

ويتكون القاع بشكل أساسي من الرمال، وأحيانا يغطى بطبقة من الرواسب العضوية، وغالبا ما تكون مغطاة بأعشاب بحرية مثل عشبة الأنقليس (حزامية البحر)، وقد يحدث إغلاق لأجزاء كبيرة من المضيق بسبب الرواسب، لذلك فإن عمليات التجريف المنتظمة مطلوبة، للحفاظ على طرق الشحن الحيوية مفتوحة بين البحر الأسود وبحر آزوف.

وفي منتصف مضيق كيرتش توجد جزيرة توزلا، وهي جزيرة منخفضة ورملية ذات نباتات ساحلية، وتعتبر قناة كيرتش-ينيكالسكي، التي تم بناؤها عام 1877، الممر المائي الوحيد عبر مضيق كيرتش الذي يمكن الملاحة فيه بواسطة السفن الكبيرة، ويمكن للسفن الصغيرة استخدام الممرات الواقعة شرق القناة.

المناخ

ينتمي مناخ مضيق كيرتش وسواحله إلى المناخ الرطب شبه الاستوائي، فيكون الصيف فيه دافئا ورطبا، أما الشتاء فهو طويل وبارد جدا وعاصف وغائم غالبا.

وتتراوح درجات الحرارة السنوية عادة بين سالب درجة مئوية في الشتاء، و27 درجة مئوية في الصيف، ويعتبر شهر يوليو/تموز الأشد حرارة، أما شهر فبراير/شباط فهو الأبرد بين شهور السنة.

وتهطل الأمطار على مدار العام في كيرتش، ويمثل نوفمبر/تشرين الثاني الشهر الأكثر هطولا، أما مايو/أيار فتكون فيه أقل نسبة هطول.

الحياة البيولوجية

يمثل مضيق كيرتش ممرا لهجرة الكائنات البحرية، بما في ذلك العديد من أنواع الأسماك، ونوعان فرعيان من الحيتان، وخنازير البحر والدلافين قارورية الأنف، وخلال فصل الربيع تهاجر الأنشوجة وخنازير البحر إلى مناطق التغذية الكبيرة في بحر آزوف، ثم تصل إلى البحر الأسود في الخريف.

وخليج تامان يعتبر موطنا لمجموعات الدلافين قارورية الأنف الساحلية، التي تتكون من مئات الأفراد، وتشتمل المياه خلال الموسم الدافئ على مجموعة من الأسماك، أهمها: القوبيون والأنشوجة والبوري والرنجة والإسبرط وسمك الترس (الطربوت) والماكريل الحصان.

Common bottlenose dolphin, tursiops truncatus, Atlantic bottlenose dolphin
خليج تامان يعد موطنا لمجموعات الدلافين قارورية الأنف الساحلية (شترستوك)

التسمية

عُرف المضيق في العصور القديمة باسم “مضيق البوسفور السيمري”، كما عُرف أيضا باسم “المضيق السيمري”، وذلك نسبة إلى البدو الرحل السيمريين الذين سكنوا سواحل المضيق، وأطلق عليه فيما بعد اسم “يني كالي” (Yenikale) وهو لفظ تركي يعني القلعة الجديدة، وذلك نسبة إلى القلعة التي بناها الأتراك في مدينة كيرتش.

ثم أصبح المضيق مشهورا باسم مضيق كيرش نسبة إلى “كيرتش” المدينة الأكثر أهمية على ساحله.

التاريخ

كانت المنطقة الواقعة حول المضيق مأهولة بالبدو الرحل السيمريين منذ القرن التاسع قبل الميلاد، ثم بدأ تأسيس المدن على ساحله منذ نهاية القرن السابع قبل الميلاد، على يد البحارة اليونانيين، وكانت أُولى هذه المدن قائمة في موضع مدينة كيرتش الآن، وقد تطورت لتصبح موقعا مهما ومركزا للصيد والتجارة، وفي القرون التالية تم إنشاء العديد من المدن الأخرى على طول الساحل.

وبحلول عام 480 قبل الميلاد، تأسست مملكة البوسفور (دولة يونانية سكيثية كانت تضم مدنا على جانبي المضيق) وأصبحت مدينة كيرتش عاصمة لها، وفي منتصف القرن الأول قبل الميلاد سيطر عليها الرومان، ثم تعرضت المنطقة لهجوم القوط، وقام الهون بعد ذلك بتدمير المدينة سنة 375 ميلادية.

انتعشت المدينة إبان حكم البيزنطيين الذين سيطروا على المنطقة منذ القرن السادس، وبنوا قلعة البوسفور وأسسوا مقر الأبرشية المسيحية هناك، ثم استولى الخزر الأتراك على المدينة في القرن السابع، وأطلقوا عليها اسم كارشا.

ومنذ القرن العاشر، كانت المنطقة مستوطنة سلافية تدعى كورتشيف تابعة لإمارة تموتاراكان، وكانت كورشيف مركز التجارة بين روسيا وشبه جزيرة القرم والقوقاز، ثم غزاها المغول في القرن الثالث عشر، وحين وصل تجار البندقية إلى المدينة سعيا للتجارة مع الشرق أطلقوا عليها اسم “بوسفور”، ثم لم تلبث أن وقعت تحت سيطرة جمهورية جنوة، وكانت حينئذ بمثابة ميناء بحري.

وفي عام 1475 انتقلت المدينة إلى الدولة العثمانية، وبنوا بالقرب منها قلعة سُميت “يني كالي”، وبقيت المنطقة تحت الحكم التركي حتى عام 1774، حيث خضعت للإمبراطورية الروسية.

مسرح للصراع الألماني الروسي

أثناء الحرب العالمية الثانية أصبحت شبه جزيرة كيرتش مسرحا للقتال بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا، واستطاعت ألمانيا أن تسيطر عليها مرتين، حيث استولت عليها لأول مرة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1941، ولكنها ما لبثت أن فقدتها في 30 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، مع خسائر فادحة.

ثم استطاع الألمان السيطرة عليها مرة أخرى في مايو/أيار 1942، وأحضروا المعدات لإنشاء جسر للسكك الحديدية فوق مضيق كيرتش بطول 3 أميال، وقد شرعوا في بنائه بالفعل، طمعا في التوسع باتجاه القوقاز، ولكن المشروع الألماني لم ير النور إثر المعارك الضارية في شبه جزيرة كيرتش، والتي أدت إلى استعادة الجيش السوفياتي المنطقة في مايو/أيار 1944.

غير أن المعارك الدامية التي دارت 4 مرات في المدينة، أدت إلى خسائر هائلة في المباني والأرواح، الأمر الذي استدعى إعادة بناء كيرتش بالكامل بعد انتهاء الحرب، وباستخدام المواد الألمانية أتمت روسيا الجسر في نوفمبر/تشرين الثاني 1944، لكنه انهار خلال بضعة أشهر، عندما أدت حركة الجليد الطافي إلى إتلاف الدعامات.

النزاع الروسي الأوكراني

كانت مواجهات الحرب العالمية الثانية هي الصفحة الأكثر اشتعالا في تاريخ مضيق كيرتش في تلك الآونة، أعقبتها حقبة طويلة من الهدوء في العصر السوفياتي، وقد بقيت كيرتش جزءا من روسيا حتى عام 1954، حين تنازل عنها الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف ضمن شبه جزيرة القرم إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية آنذاك.

وكان بحر آزوف ومضيق كيرتش طوال الحقبة السوفياتية جزءا من المياه الداخلية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وبعد تفككه عام 1991 تغير الوضع للمسطحين المائيين.

فقد أعلنت أوكرانيا استقلالها في العام نفسه، وامتدت سيادتها إلى الشاطئ الغربي لبحر آزوف، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، والسواحل الغربية لمضيق كيرتش.

ولم يتم إنشاء الحدود البحرية بين روسيا وأوكرانيا في بحر آزوف، وظلت هذه القضية موضع خلاف بين الدولتين، حتى عام 1999، حين أعلنت أوكرانيا من جانب واحد خط الحدود في مضيق كيرتش، والذي كان من شأنه أن يضع جزيرة توزلا على الجانب الأوكراني من المضيق.

وفي عام 2003 اكتسبت المفاوضات الروسية الأوكرانية زخما جديدا، حيث حلت الدولتان جزءا من خلافاتهما البحرية وفقا لاتفاقية التعاون بشأن استخدام بحر آزوف ومضيق كيرتش.

وأعلنت الاتفاقية أن بحر آزوف ومضيق كيرتش هما “مياه داخلية” مشتركة، وتقاسمتهما الدولتان بشكل قانوني بموجب الاتفاقية، ولكن مسألة ترسيم الحدود تُركت لاتفاقية منفصلة مستقبلية لم يتم إبرامها بعد على الرغم من المفاوضات.

ولم يبدِ المجتمع الدولي اهتماما بالصراع الدائر في المنطقة إلا بعد عام 2014، حين سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم وضمتها إلى أراضيها عقب استفتاء، وأصبح شِقَّا مضيق كيرتش تحت سيطرتها.

جسر القرم “جسر كيرتش”

بمجرد أن أحكمت روسيا سيطرتها على القرم، شرعت مباشرة في بناء “جسر القرم” الذي طالما اعتبرته حلما تاريخيا، ومع دخول البناء حيز التنفيذ الفعلي في أبريل/نيسان عام 2015، تجاهلت روسيا اتفاقية التعاون التي أبرمتها مع أوكرانيا عام 2003، وأخذت بممارسة حقوق السيادة على مضيق كيرش وبحر آزوف.

وأخضعت روسيا السفن الأوكرانية لإجراءات صارمة من أجل العبور، وتنفيذ عمليات إغلاق دوري للمضيق والبحر، مانعة أي سفن أخرى من المرور إلى بحر آزوف، باستثناء السفن الحربية الروسية خلال فترات زمنية معينة.

وفي مايو/أيار 2018 افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جسر القرم الذي بُني فوق مضيق كيرتش، والذي يربط مقاطعة كراسنودار كراي الروسية (شبه جزيرة تامان) بجزيرة القرم من خلال جسرين، أحدهما طريق بري لمرور المركبات، وآخر للسكك الحديدية.

وأصبح الجسر سلاحا فعالا لتضييق الخناق على أوكرانيا، فمع ارتفاع يبلغ 33 مترا فقط، فإنه يضع قيودا على العديد من السفن التجارية كبيرة الحجم -خاصة سفن باناماكس التي تمثل 23% من حركة الشحن في المنطقة- والتي تعبر إلى الموانئ الأوكرانية مثل ماريوبول وبرديانسك اللذين يمثلان شريانا حيويّا للشرق الأوكراني.

وانضم إلى القيود الفنية التي فرضها الجسر تقييد الملاحة عبر المضيق من خلال ممارسات إدارية صارمة، تشمل وجوب الإخطار المسبق والترخيص بالمرور.

وبلغت التوترات بشأن حقوق المرور في مضيق كيرتش ذروتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، عندما منعت روسيا مرور 3 سفن بحرية أوكرانية من عبور المضيق واحتجزتها واعتقلت طواقمها.

وزادت وتيرة الصراع بعد اندلاع الحرب الأوكرانية-الروسية في فبراير/شباط عام 2022، وتعرض جسر القرم للهجوم من قبل أوكرانيا لأكثر من مرة، وأدى انفجار ضخم إلى تدمير جزء منه، وقُدِّر حجم الأضرار بنحو 10 ملايين دولار.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن جسر القرم هدف عسكري مشروع، ووصفه بأنه الطريق الذي يُستخدم لتغذية الحرب بالذخيرة.

كما استهدفت طائرات مُسيَّرة أوكرانية ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش، وألحقت بها أضرارا، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر، وحينئذ توعدت روسيا أوكرانيا بالعقاب.

الموانئ

يمثل مضيق كيرتش موقعا إستراتيجيا مهما بين بحرَي آزوف والأسود، وتعتبر الموانئ التي تقع على المضيق مراكز تجارية رئيسية، توفر وصولا سريعا ومريحا إلى أسواق البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط وما يتصل بهما من بحار ويابسة، لذلك أُنشئ عليه عدد من الموانئ، أهمها:

ميناء كيرتش

يقع في خليج كيرتش، على الساحل الغربي للمضيق، وهو مجمع دولي للشحن، يعالج مجموعة واسعة من البضائع السائبة والعامة، ويتمتع بخبرة في التعامل مع البضائع السائلة والحاويات، ويبلغ حجم المناولة فيه حوالي مليونين و500 ألف طن من البضائع سنويا، وتسمح قدراته بمعالجة ما يصل إلى 3 ملايين طن في السنة.

كما يضم محطة ركاب وميناء للصيد، ويرتبط بالطرق السريعة الدولية، وتوفر العَبارة التي تَعبر شبه جزيرة القرم إلى القوقاز وصولا مباشرا إلى البنية التحتية للنقل شمال منطقة القوقاز في الاتحاد الروسي، كما يربط خط سكة حديد كيرتش الميناء مع المناطق الصناعية في أوكرانيا وروسيا.

ميناء القوقاز

يقع في كراسنودارسكي كراي في روسيا، على طريق كيرتش-يني كالي، بين البحر الأسود وبحر آزوف.

وتشمل حركة الشحن النفط الخام والسلع النفطية الخفيفة وزيوت التشحيم وزيوت الوقود والبتروكيماويات والأسمدة المعدنية، ويتعامل مع حوالي 8 ملايين طن من البضائع، كما يتعامل أيضا مع حركة عبارات الركاب “رو-رو” (Ro-Ro) إلى كيرتش، والنقل بالسيارات.

ميناء تامان

يقع على الجانب الروسي من مضيق كيرتش، جنوب مدينة تامان، ويعتمد على البنية التحتية نفسها للطرق التي يستخدمها جسر القرم، الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي لروسيا.

ويتعامل الميناء مع مجموعة متنوعة من البضائع؛ مثل الحبوب والنفط والمواد الكيميائية والبضائع السائبة والغاز المسال.

كارثة عام 2007

يشكل مضيق كيرتش منطقة كثيفة الحركة، مع أنشطة متزايدة باستمرار لنقل السفن التي تحتوي في الغالب على الفحم والكبريت والنفط الخام، وهو ما يجعل التلوث الناجم عن تسرب النفط في مضيق كيرتش مزمنا، بالإضافة إلى خطر وقوع حوادث ضخمة تمثل تهديدا كبيرا للبيئة.

ومن أشهر المآسي التي وقعت في المضيق، حادثة عام 2007، حيث ضربت عاصفة قوية مضيق كيرتش يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وهبت رياح بلغت سرعتها 35 مترا في الثانية، وأمواج يصل ارتفاعها إلى 5 أمتار، وأدت العاصفة إلى إلحاق أضرار بالغة بـ13 سفينة، وتسبب الحادث في خسائر بالأرواح والممتلكات وأضرار بيئية.

وقد نجم عن الكارثة غرق 4 سفن، كانت تحمل النفط والكبريت، ووفقا للبيانات التي قدمتها وزارة النقل الأوكرانية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2007، بلغ إجمالي كمية التسرب الفوري 1300 طن من زيت الوقود الثقيل، و2.3 طن من زيوت التشحيم، و25 طنا من زيت وقود الديزل البحري، و5.5 أطنان من وقود التدفئة.

وقد أعاقت الظروف الجوية في البحر، من الرياح العاتية والأمواج المرتفعة، أي جهود تنظيف في البحر خلال الساعات الـ24 الأولى، مما أدى إلى نقل النفط إلى الشواطئ على جانبي مضيق كيرتش.

وقد تسربت كمية كبيرة من النفط في الماء، الأمر الذي أدى إلى تأثير بيولوجي واسع النطاق على الكائنات الحية المائية، حيث اختلط النفط مع الرواسب بفعل الاضطراب القوي للعاصفة، واستقرت بعض مكونات هذا النفط في قاع البحر، ما يعني أضرارا فسيولوجية طويلة المدى للكائنات الحية التي تعيش في الرواسب والأعشاب البحرية.

كما كان له تأثير على الحيوانات الساحلية وشبه الساحلية، والنباتات بطنيات الأقدام، والقشريات والطحالب والأعشاب البحرية، وقد أدت الكارثة إلى موت عدد كبير من الطيور البحرية، خلال المرحلة الحادة من التسرب النفطي.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post “المصرية للمنتجعات السياحية” تخسر دعوى برد 5.7مليون دولار لشركة عبر المتوسط
Next post حمدى النقاز يجتمع مع مسئولى الإسماعيلى لحسم ملف المستحقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading