مراسلو الجزيرة نت
للمرة الثانية خلال أيام قلائل يدفع سكان حي الفتيحاب بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم أرواحهم ثمنا للبحث عن مصدر للمياه بعد خروج شبكات الإمداد من الخدمة، لفشل المهندسين والفنيين في الوصول إليها وتشغيلها في ظل استفحال القتال.
وهكذا، أصبحت مصادر المياه المتدفقة الباقية على قلتها تشكل هي الأخرى مصدر خطر كبير، في ظل هجمات مميتة تعرضت لها تجمعات المواطنين حولها وأدت إلى مقتل وجرح عدد منهم.
وفي الأسبوع الأخير، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، ولا سيما في منطقتي المهندسين والفتيحاب، مما أدى إلى انتشار حالة من الرعب بين المدنيين.
الموت أهون من العطش
وبدا أن عدم الاكتراث للمقذوفات القاتلة أهون عند الأهالي من الموت عطشا كما يقول الحاج سليمان حامد الذي لم يعد يحتمل مثل آخرين انتظار عودة المياه إلى منزله.
ويجد سليمان وآلاف غيره أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المقذوفات الخطيرة التي أطلقت على تجمعاتهم لتحصد أرواح بعضهم ويفر البعض الآخر.
وأصبحت طوابير الأهالي في العاصمة السودانية بمدنها الثلاث (الخرطوم وأم درمان وبحري) وتجمعاتهم أمام مصادر المياه المتوفرة في الأسواق هي الأخرى هدفا للقصف دون رحمة، وهو ما شبهه كثيرون بـ”الإبادة الجماعية” المستمرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وأدى القتال -بحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة- إلى فرار أكثر من 700 ألف سوداني إلى خارج مناطق العاصمة ليصبحوا نازحين داخل بلادهم.
سوق امدرمان?
منو ح يعوض الناس الفقدت بيوتها وأماكن أكل عيشها وشقاء عمرهم ؟؟؟!!
هل تجار الحرب ؟؟؟!!
اللهم أنت المنتقم الجبار.
اللهم ألطف بالسودان وأهله ويسر لهم الخروج الآمن من هذه الحرب التي أنهكتهم وجعلتهم متشردين.#لا_للحرب_في_السودان#لازم_تقيف#أدعم_محادثات_جدة pic.twitter.com/5FnugjdmL2— Sawsan M.Sinada (@SawsanMustafaS) June 9, 2023
الموت عند مصدر المياه
وأول أمس الأربعاء، قُتل نحو 30 سودانيا ونحو 70 من الأبقار و109 من الإبل في سوق المويلح لبيع الماشية غربي أم درمان إثر هجمات نفذتها طائرة حربية على السوق المكتظ بالمدنيين.
كما أصيب العشرات في استهداف تجمعات حول مصادر المياه أو في أسواق صغيرة بأطراف مدينتي الخرطوم وبحري أنشأها المواطنون للحصول على حاجاتهم اليومية.
ويقول أحد المصابين واسمه حذيفة عثمان “جئنا نطلب مياه الشرب فوجدنا آلة الموت تنتظرنا بلهفة”.
وتساءل “هل المقصود من قطع المياه أن نموت عطشا، وإلا كيف يفكرون في قصف تجمعات المدنيين في الأحياء إن كانت للتسوق أو بحثا عن مياه الشرب كحالتنا؟!”.
وغلبت الدموع الحاج كمال والد الشاب موسى -الذي أصابته مقذوفة أودت بحياته- وهو يتساءل عن مبررات استهداف المدنيين بهذا الشكل.
وأعلنت السلطات في الخرطوم سيطرة قوات الدعم السريع على أغلبية محطات توزيع المياه في العاصمة، مما يعني خروجها من الخدمة وتوقف إمدادات مياه الشرب لنحو 70% من الأحياء السكنية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.