14/6/2023–|آخر تحديث: 14/6/202312:00 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
فشل البرلمان اللبناني مجددا وللمرة الثانية عشرة في اختيار رئيس جديد للجمهورية بعد التصويت الذي جرى اليوم الأربعاء عقب اكتمال النصاب الدستوري، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين حزب الله وخصومه، وينذر بإطالة عمر الشغور الرئاسي.
وانعقدت الجلسة بعد اكتمال النصاب الذي يتطلب حضور 86 نائباً من أصل مجموع النواب في المجلس وعددهم 128 نائباً.
وحصل المرشح جهاد أزعور وزير المالية السابق على 59 صوتا، فيما المرشح المدعوم من حزب الله سليمان فرنجية على 51 صوتا.
ويحتاج المرشح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين -أي 86 صوتا- للفوز، وتصبح الغالبية المطلوبة إذا جرت دورة ثانية 65 صوتا من 128 هو عدد أعضاء البرلمان؛ لكن النصاب يتطلب الثلثين في الدورتين.
وهذه هي المرة الثانية عشرة التي يجتمع فيها مجلس النواب لشغل مقعد الرئاسة، وهو المنصب المخصص لأحد أفراد الطائفة المسيحية المارونية، بموجب نظام المحاصصة الطائفية في لبنان، في وقت لا يحظى فيه أي فريق بأكثرية تمكنه منفردا من إيصال مرشحه إلى المنصب.
والمنصب شاغر منذ أكتوبر/ تشرين الأول عندما انتهت ولاية ميشال عون المتحالف مع حزب الله.
إلا أن إجماع كتل سياسية وازنة على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة الوزير السابق سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله، أعاد خلط الأوراق الرئاسية ودفع رئيس البرلمان نبيه بري إلى تحديد موعد لجلسة انتخاب جديدة.
جهاد أزعور
وارتفعت أسهم أزعور -الذي انضم إلى صندوق النقد الدولي عام 2017، وشغل منصب وزير المالية اللبناني بين عامي 2005 و2008- في الأسابيع الأخيرة إثر اتصالات مكثفة انتهت بإعلان كتل رئيسية ونواب معارضين لفرنجية تأييدهم لترشيح أزعور.
وإثر ذلك، أعلن النائب ميشال معوض -أول من خاض السباق الرئاسي ونال العدد الأكبر من الأصوات خلال الجلسات السابقة من دون أن يحقق الأكثرية المطلوبة- تراجعه عن ترشحه لصالح أزعور.
ويعد حزب القوات اللبنانية ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، والتيار الوطني الحر حليف حزب الله المسيحي الأبرز الرافض لوصول فرنجية، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط؛ من أبرز داعمي أزعور.
وبعد دعم ترشيحه، تنحى أزعور مؤقتا عن مهامه مديرا لقسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، وقال في أول تعليق له إنه يريد لترشحه أن يكون “مساهمة في الحل وليس عنصرا يُضاف إلى عناصر الأزمة”.
وأكد أنه “ليس تحديا لأحد”، في ردٍّ على حزب الله الذي وصف عدد من نوابه أزعور بمرشح “المواجهة” و”التحدي”.
من جهته، أعلن حزب الله أن كتلته ستصوت لصالح فرنجية، إلى جانب حركة أمل التي يتزعمها بري، مع كتل أخرى صغيرة.
وقال رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد -الاثنين الماضي- إن من يدعمون ترشيح أزعور، من دون تسميته، “لا يريدون إيصاله إلى رئاسة الجمهورية، وإنما يستخدمونه فقط لمنع أن يصل مرشح المقاومة”، في إشارة إلى فرنجية.
وأكد فرنجية -في كلمة الأحد- أنه سيكون “رئيسا لكل اللبنانيين” رغم تحالفه مع حزب الله وصداقته مع الرئيس السوري بشار الأسد. ووجه انتقادات لاذعة لمعارضي ترشيحه الذين يصفونه بـ”مرشح الممانعة” في إشارة إلى حزب الله. وقال في كلمة “أذكّرهم (أنهم) في 2016 دعموا مرشح الممانعة الرئيس ميشال عون”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.