ما السن الملائمة لإعطاء الرضيع ماء الشرب؟ | مرأة


قد تمارس بعض الأمهات سلوكا خاطئا، ويقدمن الماء للرضع في وقت مبكر، خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو خلال فصل الصيف، ظنا منهن أن الماء لن يضرهم، ويخلصهم من الشعور بالعطش، غير أن شرب الماء بكميات كبيرة ربما يسبب تغيرات فسيولوجية كبيرة للرضيع وقد يشكل تهديدا لحياته.

متى نقدم الماء للرضيع؟

تحذر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من إعطاء الرضيع أي سوائل بجانب حليب الأم أو الحليب الصناعي في الأشهر الستة الأولى، وتوصي بإدخال الماء في نظامه الغذائي بعد 6 أشهر تزامنا مع تقديم الأطعمة الصلبة.

وتقول الدكتورة كريستينا جونز، طبيبة الأطفال، إن حليب الأم والحليب الصناعي يعتبران طعاما وشرابا كافيين للطفل، ويوفران جميع العناصر الغذائية من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات اللازمة لنمو سليم.

 وتوضح “مع ارتفاع درجة حرارة الجو أو إصابة الطفل بالحمى أو حتى ظهور أعراض الجفاف عليه، يُنصح بزيادة عدد الرضعات قدر المستطاع لتحقيق مستوى كاف من ترطيب جسم الطفل”، وتنصح جونز بعدم إدخال الماء للرضيع بأي حال قبل إتمامه 6 أشهر من دون استشارة الطبيب”، وفقا لموقع بارنتس Parents.

تحذر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من إعطاء الرضيع أي سوائل بجانب حليب الأم أو الحليب الصناعي في الأشهر الستة الأولى
معدة المولود صغيرة جدا ولا تستطيع تحمل أكثر من ملعقة واحدة صغيرة أو ملعقتين من السوائل (غيتي إيميجز)

لماذا لا يعتبر الماء مناسبا للأطفال أقل من 6 أشهر؟

بحسب موقع هيلث لاين، فإن معدة المولود صغيرة جدا ولا تستطيع تحمل أكثر من ملعقة واحدة صغيرة أو ملعقتين من السوائل (5 مل إلى 10 مل)، ويُستحسن أن تمتلئ هذه المعدة الضئيلة بحليب الأم أو الحليب الصناعي.

تنمو معدة الطفل تدريجيا خلال الأشهر الستة الأولى، وتتحول سعتها بعد شهر من 2.7 إلى 5 أونصات (80 مل إلى 150 مل)، وتسع في عمر 6 أشهر 7 أونصات (207 مل)، وهذا يفسر سبب إعطاء مقدار من الماء للرضيع بعد الأشهر الستة الأولى.

مخاطر تقديم الماء للرضيع

تتعدد مخاطر إعطاء الماء للرضيع قبل عمر 6 أشهر بحسب موقع فري ويل فاميلي ومنها:

  • سوء التغذية: تمتلئ معدة الطفل بالماء ويقل اهتمامه بالرضاعة، الأمر الذي يحول دون إمداده بما يكفي من العناصر الغذائية، وبالأخص عنصر الحديد الذي يسبب نقصه فقرا في الدم.
  • فقدان الوزن: يحتاج الرضيع إلى عدد معين من الرضعات، تمده بالسعرات الحرارية اللازمة لإكسابه وزنا مناسبا لعمره، ومع اعتياد شرب المياه تقل شهيته للرضاعة.
  • قلة إدرار اللبن: تقليل فترات الرضاعة يسبب انخفاضا في إدرار اللبن عند الأمهات، وبمرور الوقت تضطر الأم للفطام المبكر.
  • تسمم الماء: يؤدي تناول الرضيع كمية زائدة من الماء إلى انخفاض الصوديوم في الدم وعدم قدرة الكلى على التخلص من الماء الزائد، وتظهر أعراض مثل الغثيان والقيء وتورم في الأطراف وانتفاخ الوجه، وفي الحالات القصوى يؤدي تسمم الماء إلى نوبات وغيبوبة ويحتاج الطفل للرعاية الطبية العاجلة.

ويجب الحذر عند تخفيف الحليب الصناعي بالماء واتباع التعليمات والكميات الموصي بها على العبوة، يؤدي خلط الكثير من الحليب إلى إصابة الطفل بالإمساك أو الجفاف، وعلى العكس، يفضي الكثير من الماء إلى سوء التغذية أو الإصابة بتسمم الماء، بحسب موقع هيلث لاين.

من عمر 6 أشهر حتى عام

توضح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن شرب الماء من عمر 6 أشهر حتى عام هو أمر اختياري، وأن الغرض منه في هذه المرحلة هو تعرف الطفل على مذاق الماء وتدريبه على المهارات الحركية اللازمة لتحريك الكوب وابتلاع الماء، وتنفي أن يكون الغرض هو إحلال الماء محل الحليب الصناعي أو حليب الأم، الذي يحتوي على أكثر من 80% من الماء.

وتحدد الأكاديمية أقصى كمية ماء يمكن أن يحصل عليها الطفل من عمر 6 أشهر حتى عام بحوالي نصف كوب على مدار اليوم، وتزداد الكمية تدريجيا في عامه الثاني.

المياه المعدنية تعد المشروب المثالي خلال فصل الصيف؛ نظرا لأنها تزخر بالمعادن، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: Silke Heyer/dpa-tmn/dpa
لا ينصح بتقديم المياه المعدنية المعبأة قبل إتمام الطفل عامه الأول (وكالة الأنباء الألمانية)

كيف نقدم الماء للطفل؟

ينبغي تقديم الماء للطفل في بادئ الأمر في أكواب مزودة بصمام أمان، وفوهة من السيليكون أو البلاستيك الخالي من مادة البيسفينول (BPA)، ويوصي خبراء التغذية بتخطي هذه المرحلة سريعا وتقديم الماء للطفل في كوب الارتشاف العادي لسلامة أسنانه وتجنب إصابته بتراكب العضة (overbite) أو تقدم الفك العلوي، بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة.

يتطلب شرب الماء مهارات حركية لعضلات اللسان، وهي عملية لا تعد سهلة بالنسبة للرضيع وتختلف عن ديناميكية الرضاعة، وفي بداية الأمر يبدأ الطفل في السعال مع تساقط الماء من فمه وعدم القدرة على احتوائه، وتتحسن مهارة ارتشاف الماء تدريجيا، ولكن إذا استمر الطفل في السعال والاختناق عند شرب الماء بعد فترة تدريب طويلة، فلا بد من استشارة الطبيب.

ويصنف استبيان الأعمار ومراحل التطور التابع للجمعية الأميركية لطب الأطفال مهارة الشرب عند الأطفال من 18 إلى 24 شهرا، مع توقع حدوث انسكابات من حين لآخر حتى عمر 3 سنوات حتى تتحسن مهارات الحركة والتركيز عند الطفل.

boil water
في حالة استخدام الغلاية الكهربائية يجب غلي الماء حتى انتهاء دورة الغليان (شترستوك)

الماء المناسب للرضيع

تقلق الأمهات بشأن سلامة مياه الصنبور لأنها قد تحتوي على تركيزات عالية من الفلورايد أو الرصاص غير الآمن للأطفال، ويقدم قطاع الصحة بولاية تسمانيا الأسترالية  مجموعة من النصائح قبل تقديم الماء للرضيع:

  • يجب غلي ماء الصنبور حتى درجة الغليان في وعاء من المعدن أو الزجاج.
  • وفي حالة استخدام الغلاية الكهربائية يجب غلي الماء حتى انتهاء دورة الغليان.
  • يُترك الماء يبرد لمدة 30 دقيقة حتى يصل إلى درجة حرارة الغرفة تقريبا.
  • يعبأ الماء في زجاجة نظيفة ومعقمة، وإن لم يستخدم في اليوم نفسه يجب التخلص منه.
  • لا داعي لغلي الماء عندما يبلغ الطفل عامه الأول. يمكن استبدال الماء المغلي بالماء المقطر، لضمان خلوه من الشوائب والبكتيريا الضارة.
  • لا ينصح بتقديم المياه المعدنية المعبأة قبل إتمام الطفل عامه الأول لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من الصوديوم والكبريتات.

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post أريزونا تحد من المساكن الجديدة حول فينيكس بسبب تضاؤل ​​إمدادات المياه
Next post اتحاد الطائرة يخطط لإقامة دورة للحكام والمدربين على هامش بطولة أفريقيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading