مؤلف “الطريق” و”لا وطن لكبار السن”.. وفاة الكاتب الأميركي كورماك مكارثي عن 89 عاما | ثقافة


غيّب الموت الكاتب الأميركي كورماك مكارثي (89 عاما) الذي عرف النجاح متأخراً بفضل رواياته الشهيرة ومنها “كل الخيول الجميلة” (All The Pretty Horses) و”الطريق” (TheRoad) حسب ما أعلنت الدار الناشرة لمؤلفاته.

وأفادت دار النشر العملاقة “بنغوين راندوم هاوس” (Penguin Random House) في بيان بأن مكارثي -الذي عُرف بكتاباته التاريخية عن منطقة جبال الأبالاش بالشمال الأميركي و”الغرب المتوحش” القاسي- توفي لأسباب طبيعية في منزله بمدينة سانتا في بولاية نيو مكسيكو، وأضافت “نجله جون مكارثي أكد وفاته”.

وكان مكارثي المولود في 20 يوليو/تموز 1933 في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرق الولايات المتحدة) “أحد أكثر الكتاب شهرة وتأثيراً في العالم” وفق ما وصفته الدار، وقال مكارثي ذات مرة إنه لا يحترم سوى الكتاب الذين “يتعاملون مع قضايا الحياة والموت”.

ونقل البيان عن نيهار مالافيا المدير العام لدار “بنغوين راندوم هاوس” قوله إن “كورماك مكارثي غيّر مسار الأدب”.

وفاز صاحب الـ 12 رواية بعدد من الجوائز المرموقة بالولايات المتحدة، منها جائزة “بوليتزر” عام 2006 عن رواية “الطريق” إلا أن الراحل لم يفز بجائزة نوبل للآداب.

وتحكي رواية “الطريق” -التي تحولت لفيلم شهير- تفاصيل الرحلة الشاقة التي قام بها الأب وابنه الصغير على مدى عدة أشهر عبر أميركا التي اجتاحتها كارثة غير محددة دمرت الحضارة الصناعية وكل أشكال الحياة تقريبا، وأثناء هربهما من أكلة لحوم البشر يكتشفان مخبأ مليء بالطعام والملابس ويكملان الرحلة الشاقة التي يموت فيها الأب.

وحكى مكارثي قصة الرواية التي راودته فكرتها أوائل العقد الأول من القرن 21، أثناء نومه بأحد فنادق إل باسو في تكساس مع ابنه الأصغر، وتخيل المدينة بعد 100 عام “اشتعلت النيران على التلة ودمرت كل شيء”. وكتب صفحتين تغطيان الفكرة، وبعد 4 سنوات قام بتوسيع الفكرة إلى رواية، وكانت العديد من المناقشات بين الأب وابنه -في الرواية- عبارة عن محادثات حرفية أجراها مكارثي مع ابنه.

واشتهر مكارثي كذلك بروايته “لا وطن لكبار السن” (No country for old men) التي تحولت لفيلم أيضا، وتحكي قصة “عنيفة بلا هوادة في تناولها شخصية شرير شديد الهدوء، لكنه متطرف وعنيد جدا، لدرجة أن سماع صوته يشعرك بالتجمد في مكانك” كما يقول الناقد إيه أو سكوت.

ومع أن الروائي لم يعرف النجاح إلا في مرحلة متأخرة من حياته، وقد “تعلّق ملايين القراء في مختلف أنحاء العالم بشخصيات رواياته، وموضوعاته الأسطورية، والمشاعر الحميمة والصادقة التي وضعها في كل صفحة بروايات رائعة ستبقى إلى الأبد، لأجيال مقبلة” بحسب دار النشر “بنغوين راندوم هاوس”.

وكان عملاق الأدب ستيفن كينغ أول المعلّقين على رحيله، إذ اعتبر عبر تويتر أنه “لربما أعظم روائي أميركي في عصره”.

كذلك كتب المغني والعازف جيسون إيسبل على تويتر “كم منا تأثروا بمكارثي؟” مضيفا “الرقم لا يقاس”.

وكان مكارثي -الذي عاش طويلاً في فنادق متواضعة- منطويا على نفسه، ولم يدل إلا بعدد قليل من المقابلات الإعلامية.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post لن يتحدث معظم الجمهوريين في مناطق بايدن وون عن لائحة اتهام ترامب
Next post جندي أميركي يعترف بمساعدة داعش لقتل زملائه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading