طالب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني من المستوطنين ومن حكومة الاحتلال، عبر فرض عقوبات على إسرائيل ومقاطعتها، داعيا السلطة الفلسطينية إلى تغيير عقيدتها الأمنية ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وقال البرغوثي إن الفلسطينيين يريدون أكثر من مجرد إدانات تصدرها بعض الجهات الدولية لممارسات الاحتلال، بل المطلوب تحركات عملية، منها فرض العقوبات والمقاطعة وإصدار قرارات ضد المستوطنين الذين يحمل بعضهم جنسيات دول غربية.
وجاء كلام الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية تعليقا على تصريح ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين بورغسدرف، في حديثه للجزيرة الذي وصف فيه هجوم المستوطنين على الفلسطينيين بالعمل الإرهابي.
وقال بورغسدرف إن المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وبُنيت على أراض فلسطينية. كما اعتبر أن الأسباب الجذرية للتصعيد في الضفة هي العنف والتوسع بدافع الاستيطان.
ولفت البرغوثي -في حديثه لحلقة (2023/6/23) من برنامج “ما وراء الخبر”- إلى أن الفلسطينيين لا يريدون تكرار تجربة الحرم الإبراهيمي، حيث تحدث المجتمع الدولي حينها عن حماية الفلسطينيين، لكنه أرسل مراقبين طردتهم إسرائيل.
ومن جهته، وصف أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي موقف الممثل الأوروبي بالرمزي، لكنه لا يستهان به، وقال إنه لأول مرة يُظهر الاتحاد الأوروبي عدم قبوله بالممارسات الإسرائيلية، مؤكدا أن مثل هذه المواقف بدأت تظهر منذ وصول حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل.
وتحدث عبيدي عن مواقف كتل حزبية داخل البرلمان الأوروبي وداخل برلمانات الدول الأوروبية ترى ضرورة أن يتجاوز الأوروبيون دور الممول، وأن يسدوا الفراغ الذي تركته إدارة الرئيس جو بايدن بشأن القضية الفلسطينيين، غير أن الحكومات التنفيذية في أوروبا ترفض التجاوب مع هذه المواقف.
ويعتقد ضيف برنامج “ما وراء الخبر” أن معركة الرأي العام في أوروبا مهمة جدا للتأثير على الحكومات في مسألة حماية الشعب الفلسطيني، بشرط أن تتحرك السلطة الفلسطينية على مستوى المحاكم الدولية.
نتنياهو شريك واشنطن
وعلى صعيد الموقف الأميركي بشأن توسيع الاستيطان الإسرائيلي وهجمات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، أقر الدبلوماسي الأميركي السابق لدى إسرائيل الدكتور تشارلز دان بأن إدارة الرئيس بايدن لن تنتقد إسرائيل، ولا تزال تعتبر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو شريكا للولايات المتحدة.
كما استبعد أن تنظر إدارة بايدن في مسألة الأسلحة الأميركية التي يستخدمها جيش الاحتلال لقمع الفلسطينيين في الضفة الغربية، قائلا إن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي كبير، وإدارة بايدن لن تميل للقيام بذلك لأن أعضاء الكونغرس سينتقدونها.
ويذكر أن ألمانيا سحبت دعمها للإعلان المشترك الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية، بدعم من 27 دولة، لإدانة عمل لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان الأممية التي تتناول الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن سبب التغيير المفاجئ في موقف برلين هو إعلان الحكومة الإسرائيلية -الأحد الماضي- بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ومنح صلاحيات بذلك الشأن لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
كما ندد سفراء وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان ودول أميركا الجنوبية -اليوم الجمعة- بهجمات نفّذها مستوطنون على عدد من البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مطالبين إسرائيل بـ”منعها”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.