رأى المبعوث السابق الخاص للرئيس باراك أوباما إلى السودان كاميرون هدسون أن طرفي الحرب في السودان غير مستعدين لوقف القتال رغم عدم وجود تقدم في المعارك بينهما، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه غالبا ما تتم الموافقة على وقف إطلاق النار دون الالتزام بذلك.
وأضاف هدسون في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/29) أنه لا يمكن الثقة بتصريحات طرفي الحرب في السودان، ومن الضروري اللجوء إلى خيار العقوبات أو المحاسبة لإجبارهما على الالتزام بما يتم الاتفاق بشأنه.
كما أشار إلى أن مواقف طرفي المواجهات في ساحة المعركة ستؤثر بشكل مباشر على مواقفهما في طاولة المفاوضات، معتبرا أن الاستمرار في الحرب والرغبة في تحقيق النصر على الأرض لا يتركان أي فرصة لنجاح المفاوضات.
جهود مكثفة
وجاءت تصريحات المسؤول الأميركي السابق لـ”ما وراء الخبر” فيما تتواصل الجهود الدولية الرامية لوقف القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، حيث قالت الأمم المتحدة إن الجانبين رشحا ممثلين عنهما لمفاوضات محتملة في السعودية أو جنوب السودان.
وبالتزامن مع ذلك، يجري الاتحاد الأفريقي اتصالات مع الأمم المتحدة والأوروبيين لتقديم خريطة طريق لإنهاء الأزمة في السودان.
وبشأن مبادرة إيغاد، رأى الباحث المختص في الشؤون الأفريقية إبراهيم إدريس أنها الورقة الرابحة، لكونها مدعومة من مجلس الأمن والصين وروسيا وأميركا وبريطانيا.
وأشار إدريس إلى أنه لا حل سوى القبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، كما عبر عن اعتقاده بقدرة المملكة العربية السعودية على لعب دور مهم في إقناع الطرفين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وذلك بفضل العلاقات القوية التي تربطها بكليهما.
وأوضح أن الوعاء العسكري في السودان يضم الجانبين الاجتماعي والسياسي، معتبرا أن المرحلة الحالية هي حصيلة التجربة التي قادها التيار الإسلامي، معتبرا أن المعارك العسكرية تكتسي طابعا سياسيا ولها امتداد في العمق التاريخي في السودان، متوقعا أن تكون هناك إمكانية للتفاهم في الحوار القادم لتجاوز هذه الأزمة.
لا مفر من المفاوضات
من جهته، اعتبر الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام أن طرفي الحرب في السودان تيقنا من أنه لا مفر من المفاوضات، حيث رفض عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” مباشرة، ولكن الاتصالات الدولية جعلتهما يوافقان على إرسال مندوب إلى بلد لم يحدد بعد، مرجحا أن يكون السعودية.
لكنه نبه إلى أن حدة الاقتتال زادت خلال الساعات الأخيرة، حيث تتعرض منطقة أم درمان لقصف جديد، فيما تستمر الاشتباكات في الخرطوم، معتبرا أن الطرفين يحاولان تحسين مواقفهما العسكرية قبل الموافقة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
يذكر أن المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس قال إن الطرفين المتحاربين في السودان باتا أكثر انفتاحا على المفاوضات، مشددا على أن المخرج من الأزمة في السودان الآن هو التوصل إلى هدنة وآلية واضحة لمراقبة تنفيذها.
وأضاف فولكر أنه في حال رفضت أي جهة في السودان الاستجابة للحوار فإنها ستكون معزولة دوليا حتى لو انتصرت في الحرب.
من جهته، قال مصدر دبلوماسي للجزيرة إن الاتحاد الأفريقي يجري اتصالات مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقديم خريطة طريق لإنهاء الأزمة في السودان.
وتتزامن الخطوة مع قيادة الرئيس الكيني وفد وساطة إيغاد في السودان بمشاركة كل من رئيسي جيبوتي وجنوب السودان.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.