قال الجيش السوداني إنه سيطر على 3 مناطق وسط الخرطوم إحداها جنوب القصر الرئاسي كانت تحت قبضة قوات الدعم السريع، في حين يدخل مساء اليوم الاثنين وقف جديد لإطلاق للنار حيز التنفيذ بناء على اتفاق جدة، والذي تضمن آلية مراقبة دولية بإشراف سعودي أميركي.
وأورد الإعلام العسكري التابع للجيش -مساء أمس- مقاطع فيديو لسيطرة الجيش أمس على منطقة السوق العربي ومناطق الرميلة وأبو حمامة وسط الخرطوم.
وأوضح ضباط تحدثوا في مقاطع الفيديو أن “قوات الجيش سيطرت تماما على منطقة السوق العربي والمناطق المجاورة والتي تقع جنوب القصر الرئاسي بالخرطوم”.
وفي بيان له أمس، قال الناطق الرسمي باسم الجيش إن الموقف العملياتي مستقر بجميع أنحاء البلاد، عدا مناوشات مع “المليشيا المتمردة بأجزاء من العاصمة”.
وأضاف الناطق العسكري أن قوات الجيش “وجهت ضربات لتجمعات من المليشيا المتمردة شمال ووسط الخرطوم بحري وجنوب الخرطوم، نتج عنها تدمير عدد كبير من السيارات المسلحة والشاحنات المحملة بالذخائر، وقتلى وجرحى من المتمردين”.
تمشيط #القوات_المسلحة_السودانية وقوات الإحتياطي المركزي لمنطقة #الخرطوم شمال منطقة السوق العربي في إطار معركة الحسم
الأحد ٢١ مايو ٢٠٢٣م pic.twitter.com/dLQkmSXr9G
— القوات المسلحة السودانية – الإعلام العسكري (@GHQSudan) May 21, 2023
ولم يرد من “الدعم السريع” حتى الساعة أي بيان يتحدث عن الوضع في المناطق الثلاث التي قال الجيش إنه سيطر عليها.
تجدد المعارك
وصباح اليوم، تجددت المعارك بين الجيش وقوات الدعم في مواقع مختلفة من الخرطوم، وذكر مراسلو الجزيرة أن سلسلة انفجارات وقعت وسط العاصمة وبعض أحياء وسط وجنوب مدينة أم درمان.
كما شهدت أحياء المهندسين والمنصورة والبستان جنوب أم درمان -الساعات الأولى من ليل أمس- معارك محتدمة بين الجيش و”الدعم السريع” استخدمت فيها أسلحة ثقيلة.
في حين خيم هدوء حذر أمس بمدينة نيالا في إقليم دارفور (غرب) بعد معارك دامية بين الجيش و”الدعم السريع” أوقعت 18 قتيلا.
وقال بيان سعودي أميركي أمس إن اتفاق وقف النار بالسودان سيدخل حيز التنفيذ في التاسعة و45 دقيقة ليلا اليوم الاثنين بتوقيت الخرطوم (11 و45 ليلا بتوقيت غرينتش) وهو الاتفاق الذي وقعه ممثلون عن الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية أول أمس.
آلية مراقبة
وأضاف البيان أن الاتفاق ستدعمه آلية مراقبة مدعومة دوليا من السعودية والولايات المتحدة، وذلك لأول مرة منذ بدء المواجهات بين الجيش و”الدعم السريع” منتصف أبريل/نيسان الماضي. ووفقا لنص اتفاق جدة، ستتولى لجنة (مؤلفة من 3 ممثلين عن كل من طرفي الصراع، و3 أعضاء من السعودية ومثلهم من الولايات المتحدة) مراقبة وقف إطلاق النار.
وقال البيان السعودي الأميركي إن وقف النار “يمكن تمديده بموافقة الطرفَين” وأوضح أن طرفي النزاع اتفقا أيضا على “إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية” كما اتفقا على تسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية، مما يسمح بتدفق المساعدات دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان المحتاجين.
وقد أعلن طرفا النزاع في السودان التزامهما بالهدنة المرتقبة، وفقا لاتفاق جدة الجديد، وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله إن الاتفاق في جدة سيقتصر على الترتيبات الخاصة لحماية المدنيين والمستشفيات، ولا يتطرق للقضايا السياسية.
وقال مصدران دبلوماسي مطلع وآخر رفيع في قوات الدعم السريع للجزيرة إن ممثلين لوفدي الجيش و”الدعم السريع” المشاركين في مفاوضات جدة سيظلان في جدة، إلى جانب عدد من الوسطاء من أجل ترتيب إدخال المساعدات الإنسانية، والتأكد من الالتزام بوقف إطلاق النار.
واتفاق وقف إطلاق النار ينضاف لسلسلة من الهدن التي لم تصمد في السودان، إذ اتفق الطرفان على ما يقرب من 12 هدنة خرقت كلها بعد دقائق على دخولها حيز التنفيذ.
والجمعة الماضية، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد ضحايا المعارك بالسودان بلغ 705 قتلى و5287 جريحا، بينهم 203 قتلى و3254 جريحا في ولاية الخرطوم، كما فر 1.1 مليون شخص من ديارهم، سواء داخل السودان أو إلى الدول المجاورة، مما أجج أزمة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.