وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بريطانيا أمس الأحد، في جولة تشمل 3 دول يشارك خلالها في قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا، والتي تهدف لإبداء التضامن مع أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
ووصل بايدن إلى مطار ستانستد في شمال شرقي لندن، حيث يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مقر الحكومة اليوم الاثنين، ليتوجه بعدها لزيارة الملك تشارلز الثالث في قلعة وندسور.
وستكون المحادثات مع الملك -والتي من المتوقع أن تتضمن مبادرات تتعلق بالمناخ- فرصة لبايدن للتعرف بدرجة أكبر إلى الرجل الذي خلف والدته الملكة إليزابيث التي توفيت في سبتمبر/أيلول الماضي.
وكان بايدن قد اجتمع مع الملكة الراحلة في يونيو/حزيران 2021 في وندسور، حيث ناقشا عددا من القضايا التي لا تزال ذات أولوية قصوى اليوم مثل روسيا والصين.
وسيتوجه بايدن إلى العاصمة الليتوانية فيلنيوس مساء اليوم الاثنين، لإجراء محادثات مع قادة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) يومي الثلاثاء والأربعاء.
ويسعى بايدن وزعماء باقي الدول الأعضاء في الحلف إلى إظهار الدعم لكييف وإعطاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة عما يتعين عليه فعله لنيل عضوية الحلف في المستقبل.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) لاستعراض رحلته حث بايدن على توخي الحذر في الوقت الحالي بخصوص مساعي كييف للانضمام إلى الحلف، قائلا إن من الممكن أن ينجر الحلف إلى الحرب مع روسيا بسبب اتفاق الدفاع المتبادل.
وقال بايدن “لا أعتقد بوجود إجماع داخل حلف الأطلسي بشأن ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إليه في هذه اللحظة، في خضم الحرب”.
أما زيلينسكي فقد أكد أن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف ستبعث رسالة مفادها أن الحلف لا يخشى موسكو.
وأضاف في مقابلة أذيعت أمس الأحد أن أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية واضحة في ظل عدم انضمامها إلى الحلف، وأن ذلك سيكون أحد أهدافه في فيلنيوس.
وأفاد زيلينسكي لشبكة “إيه بي سي” (ABC) “سأكون هناك وسأفعل كل ما بوسعي من أجل الإسراع بهذا الحل -إذا جاز التعبير- للحصول على اتفاق مع شركائنا”.
انضمام السويد
وفي سياق متصل، سلطت مكالمة هاتفية بين بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الضوء على التحديات التي تقف حجر عثرة أمام التضامن بين الدول الأعضاء في الحلف وعددها 31 دولة، إذ لا يزال سعي السويد لنيل عضوية الحلف نقطة خلاف.
وستكون عضوية السويد في الحلف جزءا من جدول الأعمال في فيلنيوس، إذ تحول هنغاريا وتركيا دون انضمامها إليه، ويتعين موافقة جميع الدول الأعضاء في الحلف قبل انضمام أي عضو جديد.
ويحظى خطاب يلقيه بايدن في جامعة فيلنيوس مساء بعد غد الأربعاء بأهمية كبيرة أثناء زيارته إلى ليتوانيا.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين إن الخطاب سيغطي رؤية بايدن “لأميركا قوية وواثقة يحيط بها حلفاء وشركاء أقوياء واثقون من أنفسهم لمواجهة التحديات الكبيرة في عصرنا، من العدوان الروسي في أوكرانيا إلى أزمة المناخ”.
كما أن أحد أهداف بايدن من رحلته هو أن يظهر للمواطن الأميركي أهمية استمرار الدعم لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية، وكان بعض منافسيه الجمهوريين في السباق لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024 الرئاسية قد عبروا عن شكوكهم إزاء إستراتيجيته.
وستكون محطة بايدن الأخيرة في هلسنكي، حيث سيجري محادثات مع قادة فنلندا أحدث عضو في الحلف، وسيحضر قمة لزعماء الولايات المتحدة ودول شمال أوروبا.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.