ورد في تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية (Foreign Policy) أن الملياردير تيري غو مؤسس شركة فوكسكون (Foxconn) التايوانية للتقنية يسعى للترشح لمنصب رئيس تايوان، وبدأ يخوض حملة ترشيحه مبكرا.
وأضاف التقرير أن الملياردير غو، إذا فاز بترشيح حزبه، سيخوض انتخابات رئاسية بالغة الأهمية العام المقبل من شأنها إعادة تشكيل النظام العالمي.
وقال إن غو أعلن الشهر الماضي أنه سيسعى للحصول على ترشيح حزبه لينافس على الرئاسة التايوانية، مشيرا إلى أنه ينتمي لحزب الكومينتانغ، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، مقدما نفسه على أنه أفضل مرشح لتجنب الحرب مع الصين.
رسالة غو
وحذر غو من أن “السلام ليس أمرا مفروغا منه، والناس بحاجة لاتخاذ القرار الصحيح”، مضيفا أنه يأمل في “حل الأزمة”.
وأطلقت فورين بوليسي على غو لقب “ترامب التايواني”، لأنه على علاقة ود مع الصين التي لديها علاقات عدائية مع بلاده، مثل علاقة روسيا بأميركا في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على علاقة جيدة بموسكو.
ويعد غو أحد أغنى أغنياء تايوان، ويبلغ صافي ثروته حوالي 7 مليارات دولار، وهو يدخل المعركة في لحظة جيوسياسية مشحونة، ويعرض حوارا مع الصين لتبديد الشبح المتنامي للصراع العسكري، لكن علاقاته الشخصية والتجارية العميقة مع الصين يمكن أن تجعله رسولا غير ملائم، كما يعتقد التقرير.
وأشار التقرير إلى أن حزب الكومينتانغ يتبنى منذ العقد الأول من هذا القرن موقفا من الصين معتدلا إلى حد ما، مقارنة بالحزب الحاكم في تايوان -الحزب الديمقراطي التقدمي- بزعامة الرئيسة الحالية تساي إنغ وين، التي تؤيد الاستقلال الكامل للجزيرة. ولا تستطيع تساي الترشح مرة أخرى بسبب القيود الدستورية المتعلقة بالفترة الزمنية للولاية.
الاستعداد للحرب يجنب الحرب
ورشح الحزب الديمقراطي التقدمي لاي تشينغ تي نائب الرئيسة الحالية، الذي يُعتبر مؤيدا للاستقلال أكثر من تساي، للانتخابات في يناير/كانون الثاني المقبل. وكان لاي قد قال الشهر الماضي: “لتجنب الحرب، يجب أن تستعد للحرب”.
ويرى غو، وفقا للتقرير، أن العلاقات الودية مع بكين هي أفضل درع ضد غزو عسكري محتمل من الصين وهو، أي الغزو المحتمل، موضوع قلق متزايد بسرعة في كل من تايبيه وواشنطن.
وأعاد التقرير إلى الأذهان أن غو ترشح لرئاسة تايوان عام 2019، لكنه فشل في الفوز في الانتخابات التمهيدية داخل حزبه، الأمر الذي دفعه لترك الحزب آنذاك، لكنه أعاد جسور التواصل مؤخرا على أمل الترشح وأن تكون له حظوظ أوفر في المناخ الجيوسياسي المشحون هذه المرة.
يُذكر أن غو أسس تكتل التكنولوجيا فوكسكون عام 1974 الذي يُعتبر حاليا أكبر مصنع متعاقد لإنتاج هواتف آيفون من آبل، ولديه مصانع مترامية الأطراف في الصين تمثل الجزء الأكبر من إنتاج آيفون ويعمل بها أكثر من مليون عامل صيني.
ما يساعد الكومينتانغ
ونقل التقرير عن خاريس تمبلمان الباحث بمعهد هوفر بجامعة ستانفورد الأميركية والمتخصص في شؤون تايوان، قوله إن القلق المتزايد بسبب الأزمة بين الصين وتايوان يساعد حزب الكومينتانغ في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإن هذا الحزب يعتبر القوة السياسية التي تستطيع تلطيف العلاقات مع بكين، “وإذا كنت تعتقد أنه قد تكون هناك حرب في السنوات الخمس المقبلة، فإن حزب الكومينتانغ لديه حجة قوية جدا أمام الناخبين وهي (إذا كنت لا تريد الحرب، فصوت لنا)”.
وأضاف تمبلمان أن هناك نوعا من المليارديرات العصاميين الذين يُفترض أنهم كسبوا الكثير من المال وحققوا كل هذا النجاح على مر السنين، وأنهم يعرفون أفضل من أي شخص آخر كيفية حل المشكلات التي تواجههم، وأعرب عن اعتقاده بأن جزءا مما يحفز غو هو الشعور بأنه في موقع بارز جدا في مجتمع الأعمال والتفكير في أن بإمكانه إدارة الحكومة في تايوان بشكل أفضل من أي من “هؤلاء الأغبياء على جانبي الطيف السياسي”.
ونقل التقرير عن راسل هسياو المدير التنفيذي لمعهد تايوان العالمي ومقره واشنطن قوله: “غو يصور نفسه على أنه النسخة التايوانية لترامب”.
ولكن، على عكس ترامب، لم ينجح غو بعد في محاولة الفوز بالرئاسة، ويقول الخبراء إنه بعيد عن الفوز هذه المرة أيضا، إذ إن هو يو إيه عمدة مدينة نيو تايبيه الشمالية يُعتبر على نطاق واسع المرشح الأوفر حظا لترشيح حزب الكومينتانغ.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.