النوع الجديد من الموزاصور الذي اكتشفه العلماء أول مرة بالمغرب، هو عبارة عن سحلية تعيش في البحر من عصر الديناصورات، لها أسنان غريبة متشابكة تختلف عن تلك التي توجد في أية زواحف معروفة.
توصل فريق بحث دولي إلى اكتشاف نوع جديد من زواحف الموزاصور النادرة في المغرب أطلق عليها “ستيلادينز ميستريوسوس” (Stelladens mysteriosus)، لها أسنان غريبة على عكس تلك الموجودة في أي زواحف معروفة، وذلك في منقطة ولاد عبدون بمدينة خريبكة وسط المغرب.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة “فوسيلز” (Fossils) العلمية يوم 17 مايو/أيار الماضي، وتكون فريق البحث من باحثين من جامعة باث البريطانية، ومن المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا، ومن متحف التاريخ الطبيعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة بلباو الإسبانية.
نوع غير مسبوق
ووفق البيان الصحفي الصادر من جامعة باث، فإن النوع الجديد من الموزاصور الذي اكتشفه العلماء أول مرة في المغرب هو عبارة عن سحلية تعيش في البحر من عصر الديناصورات، لها أسنان غريبة ومتشابكة تختلف عن تلك التي توجد في أية زواحف معروفة.
ويصف الدكتور نيك لونغريتش قائد فريق البحث من مركز ميلنر للتطور بجامعة باث، ضمن البيان الصحفي، هذا الاكتشاف قائلا “إنه مفاجأة. إنه ليس مثل أي حيوان زاحف، أو أي زواحف، أو حتى أي حيوان فقاري رأيناه من قبل”.
وإلى جانبه، قالت الدكتورة ناتالي بارديت المتخصصة في الزواحف البحرية من متحف التاريخ الطبيعي في باريس، “لقد اشتغلت على الموزاصورات في المغرب لأكثر من 20 عاما، ولم أرَ أي شيء مثل هذا من قبل، لقد كنت في حيرة وذهول على السواء”.
وينتمي هذا النوع الجديد من الموزاصور إلى العصر الطباشيري المتأخر، حيث كان حجمه ضعف حجم الدلفين، وكان لديه ترتيب أسنان فريد مع خطوط تشبه الشفرة تتدلى أسفل الأسنان مرتبة على شكل نجمة.
وبحسب الدراسة العلمية، فقد أشار فريق البحث إلى أن هذا الموزاصور والزواحف البحرية الأخرى كانت تتطور بسرعة حتى قبل 66 مليون سنة مضت، عندما تم القضاء عليها من قبل كويكب جنبا إلى جنب مع الديناصورات وحوالي 90% من جميع الأنواع على الأرض.
إستراتيجية خاصة في التغذية
ووفق الدراسة، استنتج فريق البحث أن هذا النوع الجديد من الموزاصور كان لديه نظام غذائي غير عادي وعالي التخصص، وإستراتيجية خاصة للقبض على الفريسة، بحيث تبين لفريق البحث أنه لا توجد نظائر معروفة قريبة من تكوين الأسنان الفريدة لدى “ستيلادينز ميستريوسوس”، سواء كانت موجودة أو منقرضة.
لكن حتى الآن، لم يتضح للعلماء ماذا كان يأكل بالضبط. وفي هذا الإطار، قال الدكتور لونغريتش “ليست لدينا أدنى فكرة عما كان يأكله هذا الحيوان، لأننا لا نعرف بوجود أي حيوان مماثل على قيد الحياة اليوم، أو من السجل الأحفوري. من الممكن أن يكون قد وجد طريقة فريدة للتغذية”.
عاش الموزاصور جنبا إلى جنب مع الديناصورات لكنه لم يكن منها، بل كان سحلية عملاقة، قريبة من تنين الكومودو، والثعابين، والإيغوانات التي تكيفت للعيش في البحر. وتطورت الموزاصورات قبل حوالي 100 مليون سنة، وتنوعت حتى 66 مليون سنة مضت، عندما ضرب كويكب عملاق شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، مغرقا العالم في الظلام.
ضمن تنوع طبيعي مذهل
وتظهر الدراسة الجديدة أنه حتى بعد سنوات من العمل على العصر الطباشيري بالمغرب، يستمر اكتشاف أنواع جديدة، وقد يكون السبب هو أن معظم الأنواع نادرة، وهو ما اعتبره فريق البحث إضافة إلى الأدلة على التنوع المذهل لهذه الزواحف البحرية قبل 66 مليون سنة.
ويتوقع فريق البحث الذي أنجز الدراسة أنه في نظام بيئي متنوع جدا، قد يستغرق العثور على كل الأنواع النادرة عقودا. ويقول لونغريتش “إننا لم نقترب حتى من العثور على كل شيء في هذه العائلة، وهذا هو ثالث نوع جديد يظهر لنا في هذا العام فقط، إن حجم التنوع في نهاية العصر الطباشيري مذهل”.
وعلى الرغم من أن العلماء قد ناقشوا دور التغيرات البيئية نحو نهاية العصر الطباشيري في الانقراض، فإن الاكتشافات الأخيرة بالمغرب تشير إلى أن الموزاصورات كانت تتطور بسرعة، وفق الدراسة العلمية.
ويقول نور الدين جليل الأستاذ المغربي والباحث في متحف التاريخ الطبيعي بفرنسا، المشارك في الاكتشاف، إن “المواقع في المغرب تقدم صورة لا مثيل لها عن التنوع البيولوجي المدهش الذي كان موجودا قبل نهاية العصر الطباشيري”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.