متابعات ينبوع العرفة:
كاد الموت القادر على الوصول إلى الإنسان أينما احتمى وكان، ولو في بروج مشيّدة، أن ينال أمس من فتاة إسبانية فاجأها كوكتيل فيضاني من أمطار شديدة وسيول وانجرافات لوحول مائية عنيفة، ضربت مدينة Zaragoza عاصمة منطقة “أراغون” الذاتية الحكم بالشمال الشرقي الإسباني، فاحتمت بسيارتها.
ويبدو أن السيول جرفت السيارة، أو عملت صاحبتها بنصيحة السلطات، فقادتها إلى حيث أوقفتها عند جذع شجرة، إلا أن داخلها امتلأ بعد دقائق بمياه ووحول هددت الفتاة بالموت اختناقا، فأسرعت وفتحت الباب وخرجت منه إلى سطحها وبقيت فيه تبحث عن طريقة تفرّ بها من موت كاد يكون حاسما عليها، بحسب ما نراها في فيديو تعرضه “العربية.نت” أدناه، وفي غيره يظهر أشخاص عند طرف آخر من المشهد يشجعونها على الثبات ويخبرونها بأنهم طلبوا نجدة لإنقاذها، في وقت جعل البث التلفزيوني المباشر من المشهد مثيرا أكثر، على حد ما ورد عنها بوسائل إعلام محلية.
والغريب أن ما حدث، كان في منطقة معروفة باسم Barranco de la Muerte أو “هاوية الموت” لكثرة ما شهدت حوادث اصطدامات بين السيارات، وانقلاب بعضها من منحدر إلى الأسفل، لذلك شيّدت السلطات نفقين، حلت بهما المشكلة إلى حد بعيد، لكن الاسم استمر كما كان، وفق الوارد بصحيفة Heraldo de Aragón المشيرة بتقرير نشرته اليوم إلى أن العاصفة التي ضربت المدينة المعروفة عربيا باسم “سرقسطة” ستستمر اليوم أيضا.
ثم جاء العون والمدد
وكانت سلطات المدينة وجهت نداءات ونصائح عبر المحطات الإذاعية لسائقي السيارات بأن لا يخرجوا منها وسط السيول والانجرافات، بل قيادتها لتعلق في الشوارع والطرق التي غمرتها المياه بجذوع الأشجار، ثم الخروج منها إلى أسطح سياراتهم، والصعود منها إلى القسم العلوي من شجرة لتجنب انجرافهم بالمياه، وهو ما فعلته الفتاة تماما، لكنها عجزت عن القيام بما يبعدها عن الخطر طوال أكثر من ساعتين، إلى أن جاءها العون والمدد في اللحظات الأخيرة من فريق إنقاذ وصل بسيارة إطفاء وانتشلها رجاله مما كانت فيه، بحسب ما يظهر في فيديو آخر أدناه.
ومع أن أمس الخميس مر من دون ضحايا، سوى إصابات وجروح معظمها متوسط، إلا أن “المياه الوحلية غمرت عشرات المنازل والمباني والأقبية والمتاجر” فيما حطم البرد الثلجي المتساقط بحجم كبير الكثير من الزجاج، وأحدث انبعاجات في أسطح السيارات، فكلفت السلطات أكثر من 200 عنصر للمضي إلى المناطق المتضررة. كما حشدت عشرات الجنود والمتطوعين لتنظيف ما تراكم من طين في الشوارع ومفترقات الطرق.
ويتوقع خبراء “وكالة الأرصاد الجوية” بأن يستمر العصف الرعدي على “سرقسطة” وجيرانها اليوم الجمعة أيضا، مع هبوب رياح قوية، وأمطار يمكن وصول مقدارها إلى 15 لترا في المتر المربع الواحد، وأن لا يتم ترميم وإصلاح ما تعطل من إشارات مرور في المدينة، الاثنين المقبل. أما الفتاة التي خطف خبرها الأضواء، فيبحث الإعلام المحلي عنها للخروج من مقابلات معها بأكثر من قصة.
الجدير بالذكر ان خبر “شاهد إسبانية هددها طوفان السيول وكيف أنقذوها في اللحظة الأخيرة” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.