في بادرة فريدة من نوعها، أثار الشاب اليمني غازي الشرماني موجة تفاعل واسعة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تمكن من تصميم ما قال إنها أول سيارة رياضية يمنية مطابقة للمواصفات الفنية بالبلاد، وتنافس مركبة كندية رياضية شهيرة.
وسلط برنامج “شبكات” (2023/8/29) الضوء على قصة الشرماني البالغ من العمر 35 عاما، والذي درس في معهد تقني ويعمل بمدينة عدن مهندسا ميكانيكيا. غير أنه عمل في ورشته المتواضعة فوق سطح منزله، وبإمكانات بسيطة على تصميم ما قال إنه أول سيارة رياضية يمنية تعمل بالبنزين.
وبسبب محدودية الإمكانيات، فقد لجأ الشرماني لتجميع القطع اللازمة من مواد متوفرة بالسوق المحلي، وقام بتصميم السيارة وبدأ بأعمال الحدادة والخراطة والدهانات وتصميم الشبكة الكهربائية للسيارة.
واستغرقت فترة العمل نحو شهرين وكلفته ألفي دولار لتصبح سيارة جاهزة بمختلف التجهيزات، وأطلق عليها اسم “فالكون” أي الصقر. كما ركب عليها محرك دايو صغير من 3 أسطوانات وقوته 800 “سي سي” يكفي لأن تسير السيارة بسرعة 120 كيلومترا في الساعة.
ولا يخفي المهندس الشاب طموحه بأن يفتح خط إنتاج لهذا النوع من السيارات، ويتمكن من تنزيلها إلى السوق المحلية، خاصة أن هذه السيارة حصلت على رقم لوحة يمنية، مما يعني أنها مرخصة حسب مواصفات البلاد الفنية.
وقد استوحيت الفكرة من السيارة الرياضية “كان إم مافريك آر إكس آر إس” الكندية المصممة للظروف القاسية والطرق الوعرة، ويبلغ سعرها نحو 44 ألف دولار، بينما يطمح الشرماني أن يقدم بديلاً لهذه المركبة بمبلغ 4 آلاف دولار فقط.
إنجاز من رحم العدم
عبر رواد منصات التواصل في اليمن عن تشجيعهم الكبير وفخرهم بالإنجاز الذي حققه المهندس الطموح، وطالب الكثيرون منهم أجهزة الدولة بتقديم الدعم له ولأمثاله من الشباب المبدعين.
وبهذا السياق، كتب عبد الله مشيدا بهذه التجربة، وقال مغردا “من رحم المعاناة يولد الإبداع، تجسدت هذه المقولة حرفيا في المهندس الشرماني، وهو يُصرّ على تحقيق حلمه، في صناعة أول سيارة رياضية يمنية، تتحدى ظروف بلده”.
كما طالب مهدي العوسجي بتشجيع مثل هذه المبادرات وقال “وين تجار المولات والمستشفيات.. يدعمونه ويفتحون له مصنع سيارات”.
ودعا المواني لضرورة تشجيع مثل هذه المبادرات للنهوض باقتصاد البلاد، وقال “هناك الكثير من المبدعين يجب الأخذ بأيديهم ودعمهم وتوفير كافة الإمكانات التي يحتاجونها للنهوض بالاقتصاد وتشغيل الأيدي العاملة التي صارت مكتوفة”.
كما حث عبد العزيز على تشجيع الشاب ودعمه قائل: “نتمنى تشجيعه في هذا الجانب حتى يصبح مخترعا حقيقيا وفعليا. فما نراه بهذه المركبة ليس اختراعا بل توليف العديد من القطع وجمعها من محركات مختلفة، لتصبح عربية أو مركبة غير مؤهلة للخطوط الطويلة كونها تفتقد للنظريات العلمية والقوانين الفيزيائية اللازمة”.
أما نوح الضالعي فتساءل عن عوامل الأمان في السيارة وقال “هل يوجد وسائل السلامة في السيارة من إيرباج وحزام أمان ونظام الفرامل وحاسوب السيارة وقراءة العدادات الصحية؟”.
ويبدو أن وزير الشباب والرياضة نايف البكري استجاب لمطالب النشطاء، حيث أعلن أنه التقى الشرماني، وقال في تغريدة “وجهت قطاع الشباب لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للشرماني، ومخاطبة الجهات ذات العلاقة والصلة لإخراج إصدار للسيارة وإخضاعها للإجراءات المتبعة وفق القوانين النافذة في البلد”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.