قد يكون الزوج جيدا وذا ميزات كثيرة، لكنه يصير شخصا آخر عندما يغضب، ويؤثر غضبه وصراخه على زوجته بصورة كبيرة وعلى جو البيت وعلى الأطفال. وتجهل كثير من النساء أسباب نوبات غضب الزوج، وكيفية التعامل معها وسبل إيقاف صوته المرتفع.
لماذا يصرخ؟
يعد الصراخ المصاحب للغضب طريقة لفظية عدوانية للتعبير عن النفس، ويحدث غالبا عند التوتر أو الانفعالات العاطفية. وعلى الرغم من أن الصراخ ليس الطريقة الصحيحة للتواصل، فإنه يبعث برسالة تؤكد أن الشخص الغاضب محبط أو عاطفي أو بحاجة إلى الاهتمام.
وحسب موقع “غايز ستف كاونسلينغ” (Guystuffcounseling)، فإن هناك عوامل أساسية تؤدي إلى نوبات الغضب هذه، ومنها:
-
عدم الرضا عن نفسه
عندما يشعر شخص ما بالفشل، أو يرى أن أداءه لا يرقى إلى المستوى المطلوب، فإن ذلك يمكن أن يخلق إحباطا وغضبا قد ينتقل إلى من حوله من خلال الصراخ.
الإجهاد الخارجي يمكن أن يخلق ضغطا داخليا على الزوج لا يستطيع التعبير عنه، سواء كان ضغط العمل أو الأسرة أو الضغط المادي والالتزامات المالية، فتكون إحدى الوسائل التي يمكن أن يبدأ بها الضغط للتحرر هي من خلال الصراخ.
غالبا ما ينتقد الرجل الذي يعاني من الاكتئاب الأشخاص من حوله، وربما كان الغضب والصراخ المستمر علامة على الاكتئاب.
-
أزمة منتصف العمر
هناك عدد من الأعراض المصاحبة لأزمة منتصف العمر، ويمكن أن يكون أحد هذه الأعراض نوبات غضب وصراخ.
ما يراه الأطفال هو ما يعتقدون أنه طبيعي، فإذا كان الزوج يصرخ كثيرا فقد يكون ذلك بسبب نشأته في بيت وجد فيه والديه أو أحدهما يصرخ على الآخر باستمرار.
-
الفشل في تنظيم المشاعر
عادة ما يفرض المجتمع على الأولاد، الذكور تحديدا، قمع مشاعرهم مثل الحزن والبكاء، وحتى المشاعر السعيدة مثل الحب، وأن يستقبلوا الألم والمصاعب صامدين.
يمكن للرجال قمع عواطفهم لفترة طويلة قبل أن ينفجروا، وفي لحظة الانفجار يدخلون في نوبات غضب عنيفة لأنهم لم يعتادوا تنظيم مشاعرهم والتعبير عنها.
التأثيرات النفسية والعاطفية
يعد الصراخ للتعبير عن المشاعر السلبية إساءة لفظية وعاطفية تؤثر على الصحة العقلية والعلاقات بين أفراد الأسرة، وتؤثر سلبا على نمو الأطفال الجسدي والذهني.
وعند غضب الزوج، في البداية قد تشعر الزوجة بالضيق أو الحزن أو الخوف أو التهديد أو الرعب من غضب زوجها وصراخه عليها. ومع مرور الوقت، سيبدأ نمط الصراخ في التأثير على صحتها العقلية. ووفقا لموقع “هابيير هيومان” (Happierhuman)، تعاني الزوجة في تلك الحالة من العجز أو انعدام القيمة بسبب تدني احترام الذات، وتبدأ بالقلق والخوف من زوجها، خاصة إذا كان مزاجه غير متوقع.
ومع استمرار الغضب وتكرار الصراخ يمكن أن تعاني الزوجة من اضطراب ما بعد الصدمة، وانهيار التواصل، وفقدان الثقة، وفقدان المودة، وتآكل الزواج بشكل عام.
كيف توقفينه؟
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الزوج يغضب ويصرخ في وجه زوجته، لكن ذلك لا يعني أن على الزوجة أن تتفهم الأمر في جميع الأوقات، بخاصة مع تكراره واستمراره.
ينصح موقع “ماريدج” (Marriage) باتخاذ عدد من الخطوات لإيقاف الزوج ومنعه من الصراخ المستمر على زوجته، منها:
1- البقاء هادئة
الهدوء هو الحل الأول الذي يجب على الزوجة الالتزام به لتبقي الأمور تحت السيطرة وتسعى لتهدئة الزوج، فالرد على صراخه بالصراخ سيفاقم الأمور.
2- البحث عن الخيارات الممكنة
يجب أن تكون هناك بعض الخيارات الممكنة التي من شأنها أن تهدئ من غضب الزوج، وزوجته أكثر من يعرفه ويعرف المخرج من أزمته.
على الزوجة التفكير في الطرق الممكنة للتعامل مع الموقف وأفضل الخيارات لتهدئة الزوج، سواء الانسحاب وقت غضبه أو اقتراح تأجيل مناقشة الأمر إلى وقت آخر.
3- تحليل الوضع
في بعض الأحيان من المهم تحليل الموقف، فقد يكون هناك شيء ما أثار انزعاج الزوج ودفعه إلى الصراخ، وعلى الزوجة أن تعرف سبب ذلك الموقف وتكتشف جذور المشكلة، وآنذاك يمكن تجنب مثل هذا الموقف في المستقبل.
4- عدم الاتفاق مع كل ما يقوله
عندما يغضب الزوج ويصرخ في وجه زوجته، فمن المحتمل أنه يلومها على أشياء كثيرة، وبالموافقة على لومه يشعر الزوج بأنه على حق ولديه مبرر للغضب والصراخ، لذا على الزوجة أن تهدأ وتحاول تهدئته لكن دون الموافقة على ما يقول.
5- وضع حدود
يمكن أن يغضب الزوج ويصرخ في وقت من الأوقات، لكن ليس من الجيد أن يعتاد ذلك.
وبعد تهدئة الموقف، من الضروري أن تجلس الزوجة مع زوجها ويضعا حدودا من غير المقبول تجاوزها، وتفهمه الزوجة أنها لن تتسامح مع مثل ذلك السلوك طوال الوقت.
6- التعبير عن المشاعر وطلب التوقف
من المهم أن تخبر الزوجة زوجها في فترة الهدوء بماذا تشعر به عند صراخه عليها، وكيف يؤثر ذلك الغضب على مشاعرها وحياتها وعلى أطفالهما، وتطلب منه التوقف فورا عن ذلك الفعل.
7- دعم إضافي
قد تكون بعض المساعدة الإضافية ضرورية جدا، سواء من شخص موثوق لدى الطرفين أو متخصص في العلاقات الزوجية وإدارة الغضب، وعلى الزوج أن يدرك أن الدعم الإضافي ضرورة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.