قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا تواصل إجلاء قواتها وموالين لها في بلدات ومناطق بمقاطعتي خيرسون وزاباروجيا جنوبي أوكرانيا، في حين أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاطها صاروخا روسيا باليستيا من طراز “كينجال” قبل يومين فوق سماء العاصمة كييف.
ودعا “إيفان فيدوروف” عمدة ميليتوبول الأوكراني في مقاطعة زاباروجيا سكان من وصفها بالمناطق المحتلة مؤقتا، إلى الابتعاد عن تجمعات وآليات الروس.
وأضاف العمدة أن هناك نزوحا جماعيا للروس من خيرسون وزاباروجيا نحو شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا منذ العام 2014.
وكانت سلطات القرم الموالية لروسيا قد أعلنت في وقت سابق تفعيل منظومات الدفاع الجوي في شمال شبه الجزيرة. ولم تحدد سلطات القرم طبيعة الأجسام التي تصدت لها الدفاعات الجوية.
ويتصاعد الحديث في الأيام القليلة الماضية عن هجوم مضاد كبير وشيك تشنه القوات الأوكرانية على القوات الروسية ينطلق من مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا.
وكانت السلطات الموالية لروسيا في زاباروجيا أعلنت أمس الجمعة إخلاء جزئيا في 18 بلدة تسيطر عليها موسكو في المقاطعة.
وكتب يفغيني باليتسكي المسؤول الذي عينته روسيا عن منطقة زاباروجيا على منصة تليغرام “في الأيام القليلة الماضية، كثّف العدو قصفه على البلدات القريبة من خط الجبهة”.
وأضاف باليتسكي “لهذا السبب، اتُّخذ قرار بإبعاد الأطفال مع ذويهم في الدرجة الأولى، إضافة للمسنين والمعوقين ومرضى المستشفيات، من نيران العدو ونقلهم الى داخل المنطقة”، مؤكدا أن عمليات الإجلاء ستكون “مؤقتة”.
وبين المناطق المعنية بالإجلاء مدينة إنيرغودار حيث تقع محطة زاباروجيا النووية التي يسيطر عليها الجيش الروسي منذ مارس/آذار 2022، وهي أكبر محطة نووية في أوكرانيا وفي أوروبا.
صاروخ كينجال
قال الجيش الأوكراني اليوم السبت، إنه أسقط لأول مرة منذ بدء الحرب صاروخ بالستيا روسيا فرط صوتي من طراز “كينجال” (Kinzhal) فوق سماء كييف.
وأوضح قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك أن بلاده أسقطت أول أمس الخميس ليلا الصاروخ “كينجال” (معناه بالروسية الخنجر) بواسطة منظومة الدفاع الجوي الأميركية “باتريوت” (Patriot)، وأضاف أن الصاروخ أطلق من الأراضي الروسية من طائرة مقاتلة من طراز ميغ-31 كي (MiG-31K).
وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية عبر تطبيق تيليغرام “أهنئ الشعب الأوكراني على هذا الحدث التاريخي. نعم، لقد أسقطنا صاروخ كينجال الذي لا مثيل له”.
وكانت موسكو كشفت عن الصاروخ في العام 2018 بوصفه أحد 6 أسلحة من الجيل السادس من الصواريخ، وحينها قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه لا يمكن لأي نظام دفاع صاروخي في العالم إسقاط “كينجال”.
ولم تعلق موسكو لحد الساعة على بيان كييف بشأن إسقاط الصاروخ فرط صوتي.
و”كينجال” صاروخ يطلق من الجو ويمكن أن تصل سرعته إلى 12 ألفا و350 كلم في الساعة، وهو قادر على حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية، وتشير تقارير إلى أن مداه يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر.
يوم النصر
وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية في إفادتها اليوم عن حرب أوكرانيا إن موسكو ألغت مسيرات يوم النصر المقررة الثلاثاء المقبل في 6 مناطق روسية وشبه جزيرة القرم و21 مدينة، بسبب مخاوف أمنية.
واحتفالات يوم النصر تخلد ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأضافت الاستخبارات البريطانية أنه من المرجح أن يستمر الاحتفال بيوم النصر في موسكو، ولكن على نطاق أصغر.
Latest Defence Intelligence update on the situation in Ukraine – 6 May 2023.
Find out more about Defence Intelligence’s use of language: https://t.co/7fNDKdzCOF
?? #StandWithUkraine ?? pic.twitter.com/lsD4aRxEH2
— Ministry of Defence ?? (@DefenceHQ) May 6, 2023
وذكرت أن توقيت الهجوم بالطائرتين المسيرتين على مبنى الكرملين قبل أيام من يوم النصر “يظهر ضعف روسيا المتزايد أمام مثل هذه الهجمات، وزاد من تقييم القيادة الروسية للمخاطر الأمنية المحدقة باحتفالات يوم النصر”.
وفي سياق متصل، أوردت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء أن السلطات الروسية اعتقلت 5 أشخاص خططوا لاستفزازات في يوم النصر الثلاثاء المقبل.
وأوضحت الوكالة أن الأمر يتعلق بمنظمة أرتبودغوتوفكا التي تصنفها موسكو إرهابية كانت تخطط لتنظيم استعراض وهمي خلال احتفالات يوم النصر، وتطلق خلاله بالونات للتشويش على عمل منظومات الدفاع الجوي الروسية.
جبهة باخموت
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القوات الروسية تحاول السيطرة على باخموت بالكامل بحلول التاسع من مايو/أيار الجاري، الذي يتزامن من احتفالات يوم النصر.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس الجمعة أنها بدأت هجوما جديدا بدعم من القوات المحمولة جوا للسيطرة على المدينة، وأن قواتها تواصل التقدم في الجزء الغربي من باخموت.
وفي سياق متصل، أكد مالك شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين استمرار تقدم قواته في مدينة باخموت رغم نقص الذخيرة، ورغم إعلانه أمس انسحاب قواته من المدينة بحلول التاسع من الشهر الحالي.
وكشف بريغوجين أن معدات وآليات وأسلحة ومسيرات غربية بدأت تصل بشكل متزايد إلى جبهة باخموت. وقال بريغوجين في تسجيل مصور من مدينة باخموت إن ما تبقى تحت سيطرة الأوكرانيين من المدينة لا يتجاوز 2.5 كيلومتر مربع.
مشهد مرعب لمدينة باخموت قبل قليل بعد قصف عنيف من الجانب الروسي بأسلحة وُصفت بأنها محرمة دولياً.
القصف كان على الجيب الأخير الذي يسيطر عليه الجيش الأوكراني لحرقهم والسيطرة عليها بالكامل.
المدينة أصبحت وكأنها شعلة من النار. pic.twitter.com/VlIxviI46y
— إياد الحمود (@Eyaaaad) May 5, 2023
ونشرت مواقع عسكرية روسية وأوكرانية صورا قالت إنها لاستهداف مواقع أوكرانية في باخموت بقذائف حارقة، وذكر حساب فاغنر على تليغرام أنه جرى استهداف القوات الأوكرانية المبتقية في باخموت بقذائف حارقة أطلقت من راجمات صواريخ غراد.
اتفاق الحبوب
وفشلت أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة أمس الجمعة في السماح لسفن جديدة بنقل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بموجب اتفاق هددت موسكو بالانسحاب منه بحلول 18 مايو/أيار، بسبب ما تواجهه روسيا من عقبات في تصدير الحبوب والأسمدة بسبب العقوبات الغربية.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين إن عمليات التفتيش اليومية مستمرة للسفن التي حصلت على تصريح في وقت سابق.
ويشكل مسؤولون من الأطراف الأربعة (أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة) مركز التنسيق المشترك بإسطنبول المعني بتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود المبرم في يوليو/تموز الماضي.
وفي جزء من رسالة اطلعت عليها رويترز، أبلغت روسيا نظراءها في مركز التنسيق المشترك الشهر الماضي بأنها لن توافق على أي سفن جديدة ما لم يضمن مشغلوها عبورها بحلول 18 مايو/أيار، وهو “التاريخ المتوقع… لإغلاق (الاتفاق)”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.