متابعات ينبوع العرفة:
بعد الانهيار الغامض لسد كاخوفكا في الجنوب الأوكراني، الأسبوع الماضي، تبادلت كل من روسيا وأوكرانيا الاتهامات حول من استهدف السد، ومن له المصلحة في تدميره.
فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى مجدداً أمس مسؤولية روسيا تفجير السد بمنطقة خيرسون التي تسيطر عليها بلاده، وقال إن لا مصلحة لها لا سيما أنه تسبب في تبعات كارثية.
في المقابل، تتهم كييف روسيا بتفجير السد الواقع على نهر دنيبرو ضمن الحرب الدائرة بين البلدين.
هل فعلتها روسيا؟
ووسط الاتهامات المتبادلة، انقسم المحللون بين وجهتي نظر حول من دمّر السد، هل هي روسيا أم أوكرانيا، موضحين أسباب كل طرف ومصلحته من العملية.
فبعد حصول التفجير على الفور وجهت أوكرانيا أصابع الاتهام إلى روسيا، التي سيطرت قواتها على السد وأجزاء من المنطقة المحيطة.
وقال مايكل أ. هورويتز، المحلل الجيوسياسي والأمني ورئيس الاستخبارات في شركة لو بيك الاستشارية، إن تفجير السد سيجعل أي محاولة أوكرانية لعبور النهر مهمة صعبة ومستحيلة.
وأضاف أنه يقلل بشكل حاسم من مساحة خط المواجهة الذي يحتاجه الجيش الروسي للدفاع عنه، بحسب ما نقلت موقع “إن بي سي نيوز”.
كذلك أوضح هورويتز أنه “بتفجير السد، ستزيل روسيا ناقل هجوم رئيسي واحد من المعادلة”.
سد كاخوفكا (أ ب)
واتفق المسؤولون الأوكرانيون مع المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك الذي اتهم روسيا بتفجير السد بهدف “واضح” وهو “خلق عقبات أمام الأعمال الهجومية للقوات المسلحة”.
في حين لدى الحكومة الأميركية معلومات استخباراتية تميل إلى أن تكون روسيا وراء الهجوم، وفقاً لمسؤولين أميركيين ومسؤول غربي.
في موازاة ذلك، أشار الأوكرانيون إلى أن المنشأة كانت تحت السيطرة الروسية العام الماضي، مما يسهل على القوات الروسية زرع متفجرات.
وأشارت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الناس في المنطقة سمعوا دوي الانفجارات في الوقت الذي كان يُعتقد أن السد قد تضرر فيه.
هل أوكرانيا وراء الهجوم؟
في المقابل، قالت روسيا إن أوكرانيا دمرت السد لصرف الانتباه عن هجومها المضاد، بينما قال وزير الدفاع سيرغي شويغو إنها قد تسمح لكييف بنقل وحداتها من خط الجبهة في خيرسون إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
واقترح بعض المدونين العسكريين الروس المؤيدين للحرب أن تدمير السد سيفيد أوكرانيا، لأن المناطق التي تسيطر عليها روسيا ستعاني أكثر من غيرها، مما يؤدي إلى تعطيل حواجز الألغام ومواقع الخطوط الأمامية.
واتفق المحللون على أن الدفاعات الراسخة التي بنتها روسيا لأشهر ستضرب، لكنهم لم يروا دافعاً واضحاً لأوكرانيا، بحسب “إن بي سي نيوز”.
كذلك أوضح المحلل الجيوسياسي هورويتز أن تدمير السد “لا يزيل بعض الدفاعات التي بناها الجيش الروسي على طول الساحل وسيكون له بالتأكيد تأثير على العديد من المستوطنات في المناطق التي تسيطر عليها روسيا”.
ولفت إلى أن ما حدث يعد كارثة بيئية لكييف، إلى جانب التوقعات بفقدان أحد المصادر الرئيسية للطاقة في جنوب أوكرانيا.
سد كاخوفكا (أ ب)
فيما تساءل بعض المحللين عما إذا كان الفعل متعمداً أم نتيجة لإهمال متهور من قبل القوات الروسية التي تسيطر عليه.
من جانبه، قال ضابط في القوات المسلحة الأوكرانية لشبكة “سي إن إن” إن رجاله شاهدوا الجنود الروس ويهربون من مياه الفيضانات باتجاه الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.
وأضاف النقيب أندريه بيدليسني أنه عندما انفجر السد في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، “لم يتمكن أحد من الجانب الروسي من الهروب. غمرت المياه جميع الأفواج التي كان الروس في ذلك الجانب”.
تأثير الكارثة على الحرب
ومن السابق لأوانه معرفة كيف يمكن للكارثة أن تشكل الهجوم المضاد لأوكرانيا، خاصة أن كييف أبقت خططها سرية.
لكن تداعيات انهيار السد يمكن أن تعيق الهجمات البرية المخطط لها وتجبر الحكومة الأوكرانية على تركيز الاهتمام والموارد على جهود الإنقاذ بعد غمر المياه للقرى المجاورة.
يذكر أن السد يقع في مدينة نوفا كاخوفكا بمنطقة خيرسون والمدينة حالياً تحت السيطرة الروسية.
وبني السد في الحقبة السوفيتية وهو واحد من ستة سدود تقع على طول نهر دنيبرو، الذي يمتد على طول الطريق من أقصى شمال البلاد إلى البحر في الجنوب.
وتسيطر روسيا على الضفة اليسرى أو الجنوبية بينما تسيطر أوكرانيا على الضفة اليمنى أو الشمالية في منطقة خيرسون.
والسد يحوي خزانا مساويا في الحجم لبحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأميركية، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. ويطلق السكان المحليون على الخزان اسم بحر كاخوفكا لضخامته، حيث لا يمكنك رؤية الضفة الأخرى في أماكن معينة.
الجدير بالذكر ان خبر “روسيا أم أوكرانيا.. من المستفيد من تدمير سد كاخوفكا؟” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.