طفل يستلقي على الأرض في المتجر أو الشارع أو بالمنزل، ويصرخ ويركل ويبكي وقد يلقي الأشياء من حوله، وربما يحبس أنفاسه؛ هذا المشهد نراه كثيرا من حولنا، قد تكون لاحظته على الأطفال في محيطك أو تكون أنت أحد أبطاله بوصفك أبا أو أما لهذا الطفل.
وقد تلاحقك أيضا نظرات الدهشة والضيق والاستنكار من الغرباء الذين يرون في هذا “التصرف غير اللائق” تقصيرا من الأبوين في تربية الطفل، ولكن هل تعرف ما يمر به هذا الطفل حقا؟ إنها نوبات الغضب، فلماذا تحدث؟ وكيف يمكن التحكم فيها؟
ما نوبة الغضب؟
تعرف نوبة الغضب بأنها انفجار عاطفي يعبر عن الإحباط، وهي أمر طبيعي وشائع، خاصة مع الأطفال في الثانية والثالثة من عمرهم. وتحدث عادةً بشكل أقل تكرارًا في سن الرابعة، وتقل تدريجيا مع نمو الطفل عقليا وإدراكيا، إذ يمكنه التعبير عن احتياجاته بصورة أكثر وضوحا.
لماذا يعاني الطفل من نوبات الغضب؟
- المحفزات العاطفية:
السبب الأكثر احتمالا لنوبات الغضب هو أن طفلك الذي يبلغ من العمر عامين أو 3 أعوام تخالجه مشاعر أكبر من أن يعبر عنها بالكلمات، أو أعظم من أن يتعامل معها بمفرده.
ويحاط الأطفال الصغار من قبل آبائهم وأوليائهم أو الكبار في بيئتهم -خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة- بمشاعر كثيرة منها الجيدة والسيئة، وليست لديهم بعدُ القدرة على فهمها وإدارتها، لأن الأجزاء الخاصة بذلك في الدماغ لم تتطور بعد.
- المحفزات الجسدية:
الإرهاق والجوع وعدم الراحة من المحفزات المتكررة لنوبات الغضب.
- السلوك المعزز:
اعتمادًا على كيفية استجابتك، قد يتعلم طفلك أن نوبة الغضب هي طريقة للحصول على ما يريد.
إدارة نوبات غضب الطفل
بمرور الوقت، يمكنك تعليم طفلك كيفية التعبير عن المشاعر بطرق مناسبة، ويمكن تجربة هذه الإستراتيجيات:
- تغيير مجال اهتمام الطفل:
إذا كان طفلك في حالة غضب كاملة، يمكن أن تعرضي عليه اللعب بألعابه المفضلة، أو تأخذيه إلى مكان يحب الذهاب إليه.
- البساطة والهدوء:
يمكن أن تساعد نبرة صوتك في تهدئة طفلك، اختاري كلمات بسيطة وواضحة وحاولي تهدئة روعه.
- القرب من الطفل:
قد تكون عاصفة المشاعر التي يشعر بها طفلك مخيفة له، ويحتاج إلى معرفة أنك بالقرب منه، لذا لا يجوز أن تتجاهلي مشاعره أو أن تتركيه، لأن ذلك قد يفاقم مخاوفه.
يمكن التحكم في نوبات غضب الطفل بعناقه، ولا تحاولي إجباره على التوقف عن الركل أو أي حركات غاضبة، والعناق سيساعدك على تقييد حركة جسمه.
لا تتعجلي في إبعاد طفلك عن حضنك، اتركيه يشعر بالأمان والراحة قبل أن تحاولي معرفة سبب غضبه وتسأليه عن مطالبه.
قد يكون كل ما يحتاجه طفلك هو لفت الانتباه لبعض الوقت أو حتى التأكد من أنك تتفهمين مشاعره، لذلك فإن إظهار التعاطف خطوة أساسية في الحد من المشاعر السلبية لديه.
- إعطاء الأولوية للسلامة:
إذا تصاعدت نوبة غضب طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة إلى درجة أنه يضرب أو يعض الآخرين أو الحيوانات الأليفة، أو يرمي الأشياء، أو يصرخ من دون توقف، فاحمليه وانقليه إلى مكان آمن، حتى لا يؤذي نفسه أو الآخرين.
ما لا يجب فعله عند نوبة غضب الطفل
لا تفقدي أعصابك، بغض النظر عن مدى استفزاز سلوك طفلك والحرج من نظرات المحيطين وتعليقاتهم، ولا تصرخي في وجهه أو تهدديه.
وخلال حالة الغضب الشديدة، يكون طفلك غير قادر على الاستماع إليك والنقاش معك، فعقله في هذه الحالة لن يكون قادرًا على معالجة الأمور وفق المنطق.
متى تجب استشارة الطبيب؟
قد تصبح استشارة الطبيب ضرورية في بعض الحالات، لأن نوبات الغضب إشارة إلى وجود مشكلة صحية لدى طفلك، لا سيما إذا زادت شدتها أو عددها أو حدثت من دون سبب واضح.
انتبهي أيضا إذا بدأ طفلك في إيذاء نفسه أو الآخرين، أو تضمنت نوبات غضبه سلوكا شديد العدوانية مثل رمي أو تكسير الأشياء، أو إذا تجاوزت نوبة غضبه أكثر من 25 دقيقة.
يمكن لطبيب طفلك التأكد من عدم وجود مشكلة جسدية أو نفسية تسهم في نوبات غضبه، ويمكنه تقديم اقتراحات للتعامل مع مثل هذه المواقف.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.