دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة حضور أوروبا وبشدة في قضية تايوان، في وقت تقدمت فيه الصين بشكوى احتجاجية على تصريحات رئيس كوريا الجنوبية بشأن أزمة تايوان التي استهل رئيس غواتيمالا أليخاندرو زيارته لها متجاهلا تحذيرات بكين.
وطالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بضرورة “حضور أوروبا وبشدة في قضية تايوان”، مؤكدا أن القضية “تهمنا على صعيد الاقتصاد والتجارة التكنولوجيا”. كما دعا القوات البحرية للدول الأعضاء في التكتل إلى القيام بدوريات في مضيق تايوان.
وقال بوريل في مقال نشرته صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية اليوم الأحد “تايوان جزء ثابت من محيطنا الإستراتيجي لضمان السلام والدفاع عن مصالحنا، وهذا المضيق الأكثر إستراتيجية في العالم، خاصة فيما يتعلق بالتجارة يجب أن نكون حاضرين هناك من خلال عمليات حرية الملاحة”.
وكان جوزيب بوريل قد قال الثلاثاء في افتتاح جلسة بالبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ حول الصين إن “تايوان بالغة الأهمية لأوروبا”. وذلك بعد أسبوعين من تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد زيارته الصين، ورفض فيها “منطق الكتل” بشأن قضية تايوان، وحث أوروبا على “ألا تكون تابعا” للولايات المتحدة أو الصين.
وبعد يومين من زيارة ماكرون للصين في مطلع أبريل/ نيسان الماضي عبرت فرقاطة مراقبة فرنسية مضيق تايوان أثناء تنقلها من فيتنام إلى كوريا الجنوبية. وكان هذا العبور “في المياه الدولية بموجب حرية الملاحة” جزءا من مهمة مخطط لها منذ فترة طويلة، بحسب ما قالت قيادة أركان الجيش الفرنسي.
بكين تشكو سول
وفي بكين، أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأحد أنها قدمت شكوى لدى سول على خلفية تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول “الخاطئة” حول تايوان، في وقت يشتد فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين.
وتبادلت بكين وسول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة رويترز مع يون في وقت سابق هذا الشهر اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان “مسألة دولية” على غرار كوريا الشمالية، ملقيا مسؤولية التوتر المتصاعد على “محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة”.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية الطلب على لسان سون ويدونغ مساعد وزير الخارجية الخميس الماضي، وقدمت شكوى لدى السفير الكوري الجنوبي على خلفية تصريحات يون. وقال سون للسفير إن تصريحات يون “مرفوضة تماما”، وعبر عن “استياء عميق”، وفق الوزارة.
يأتي البيان الصيني قبيل زيارة رسمية سيجريها يون إلى الحليف الرئيسي الولايات المتحدة التي تقول بكين إنها تسلح تايوان وتشجع المسؤولين السياسيين المؤيدين للاستقلال.
وقال سون إن قضية تايوان مسألة “تخص الصينيين ولا يمكن السماح لأي قوة بالتدخل”، داعيا سول “للالتزام بمبدأ صين واحدة والحذر في الكلام والأفعال المتعلقة بالمسألة التايوانية”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين قد انتقد في وقت سابق تصريحات يون، مشيرا إلى “حقيقة عالمية معروفة” مفادها أن مسألة تايوان لا تُقارن بالتوترات في شبه الجزيرة الكورية.
غواتيمالا تتجاهل الصين
على صعيد متصل، تجاهل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جياماتي تحذيرات بكين وتوجه إلى تايوان، في زيارة دعم للجزيرة التي تتطلع لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع دول أميركا اللاتينية.
ويتضمن جدول زيارة الرئيس الغواتيمالي التي تستمر حتى الخميس المقبل إلقاء كلمة أمام الكونغرس التايواني ومعاينة شركة تكنولوجيا جنوب تايبيه وحضور مناسبة للترويج لمنتجات البن الغواتيمالي، وفق ما أفاد به مكتب رئيسة تايوان.
واستبق جياماتي الزيارة بنشر فيديو على تويتر قال فيه “نحن ذاهبون إلى تايوان لنرسل للعالم أيضا رسالة واضحة أن للدول الحق في الحكم الذاتي”. وأعلن جياماتي عن زيارته بعد أسبوعين فقط من استقباله رئيسة تايوان تساي إنغ-وين في غواتيمالا سيتي، حيث تعهد بمواصلة دعم “الشركاء الديمقراطيين”.
وحذرت بكين الأربعاء حكومة جياماتي من “مساعدة الأشرار ومخالفة الاتجاه العالمي العام وتطلع الشعب الغواتيمالي لتحقيق مصلحته”. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين في مؤتمر صحفي دوري “لا يوجد مسار لاستقلال تايوان، وأي تحرك يتجاهل الاتجاهات العالمية والعدالة الدولية ويتشبث بعناد بالمواقف الخاطئة مصيره الفشل”.
وقال جياماتي الذي أعاد التأكيد على اعتراف بلاده “بسيادة تايوان” إن الدول الشريكة ستوقع اتفاقيات لتعزيز صادرات غواتيمالا من البن والسكر ومنتجات أخرى.
وأضاف أن تايوان ستساعد في تمويل هيئات الإغاثة في بلاده وستقدم 1.5 مليون دولار لتحديث نظام تكييف الهواء في مطار غواتيمالا سيتي.
وكانت تايوان قد أشارت إلى أن هندوراس التي قطعت علاقاتها مع الجزيرة قد طلبت أموالا للتراجع عن خطوتها، مؤكدة أنها “لن تدخل في منافسة دبلوماسية مالية عديمة الجدوى مع الصين”.
ومنذ انقطاع العلاقات مع هندوراس، لم يتبق سوى 13 دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان.
وفي أميركا اللاتينية نقلت نيكاراغوا والسلفادور وبنما وكوستاريكا “ولاءها” إلى بكين خلال الأعوام بين 2007 و2021.
يذكر أن بكين تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادة الجزيرة ولو بالقوة إن لزم الأمر.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.