يعود الصحفي والمخرج العراقي ميثاق الخطيب بالذاكرة إلى الأسبوع السابق على الغزو. يقول للجزيرة “دخلت إلى غرفة المعيشة، وجدت عمي يضع شريطا لاصقا على النوافذ. سألته عن السبب. قال: حتى لا يتحول الزجاج إلى شظايا. وبينما كان يقوم عمي بعمله ذاك، كنت أرى صدام حسين في ظهوره الأخير على شاشة تلفزيون المنزل”.
في 19 مارس/ آذار 2003 بدأ تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بشن غاراته على العراق. في اليوم التالي بدأ الهجوم الأرضي. كان ميثاق الخطيب وقتها في السابعة من عمره.
في ذلك الوقت كانت عائلة الخطيب تقيم في الرمادي على بعد 110 كيلومترات إلى الغرب من بغداد. غادرت الأسرة منزلها في بداية الغزو، لكنها لم تجد في مدينة هيت التي قصدتها في محافظة الأنبار المقومات الأساسية للحياة، فعادت أدراجها إلى الرمادي، لتجد أن القوات الأميركية أقامت قاعدة عسكرية لها على بعد أمتار من المنزل.
يقول الخطيب “كان الأمر في الجوار إشكاليا للغاية بوجود قاعدة أميركية على مقربة. كنا نعيش دائما أسرى الخوف من وقوع هجوم عليها. يمكنني الآن أن أتذكر، أننا كنا نتوقعه مرة كل أسبوع”.
يشار إلى أن هجمات تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001 هي التي دفعت الولايات المتحدة لغزو أفغانستان بغرض سحق شبكات التنظيم وإطاحة زعيمه أسامة بن لادن. وفي وقت لاحق استخدمت الولايات المتحدة مزاعم امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل لتبرير غزوها للعراق باعتباره أيضا استمرارا لحربها على الإرهاب.
أطيح بصدام ونظامه، ولم يتم العثور على أسلحة دمار شامل. وبدلا من الديمقراطية الموعودة، تسبب الغزو الأميركي والدمار المصاحب له في بث الرعب في العراقيين وألحق الأذى بثقافتهم.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.