قال معهد التمويل الدولي في تقرير، أمس الأربعاء، إن من المنتظر أن يتجنب الاقتصاد الأميركي الدخول في ركود هذا العام، وإن التضخم سيقترب من المستوى المستهدف، وهو ما ينطوي على آفاق إيجابية لتدفقات رؤوس الأموال على الأسواق الناشئة.
وتوقع المعهد أن تكون أميركا اللاتينية بصفة عامة من الوجهات المفضلة للاستثمارات الأجنبية في الأسواق الناشئة رغم الإشارات السلبية القادمة من الأرجنتين، وأبدى شكوكا في انسحاب الأموال من الصين وتركيا ودول أخرى.
ويتوقع المعهد نمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 1% في 2023، وهو ما سيوفر، باقترانه مع توقعات بأن يبلغ التضخم مستوى معتدلا نسبته 3.1% سنويا في نهاية العام، بيئة مواتية للاستثمار بالخارج في البلدان النامية.
ومن المتوقع بحسب تقديرات المعهد أن يزداد تدفق رؤوس الأموال الأجنبية على الأسواق الناشئة وأن يتراجع تدفق رؤوس الأموال إلى الخارج هذا العام، مما سينتج عنه تراجع صافي تدفقات رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة للخارج إلى حوالي 173 مليار دولار مقارنة مع 522 مليارا في عام 2022.
وباستثناء الصين، يقدر صافي تدفقات رؤوس الأموال بحوالي 80 مليار دولار هذا العام بعد إعلان تدفقات خارجة بقيمة 221 مليارا في عام 2022.
وجهات جديدة
وعادة ما يكون رفع أسعار الفائدة وتشديد السياسة النقدية بالأسواق المتقدمة، والتي تعتبر الولايات المتحدة أهمها، أمرا لا ينبئ بخير للأسواق الناشئة إذ يفضل المستثمرون العوائد الجذابة والمضمونة في أوقات عدم اليقين مما يدفعهم لسحب أموالهم من الدول الأقل نموا.
وبدأ المستثمرون الدخول في أنشطة جديدة بعدما تضررت الصين -وجهتهم المفضلة في الآونة الأخيرة- جراء تباطؤ شديد في النمو الاقتصادي وكذلك بسبب المخاطر السياسية المتصورة التي جعلت روسيا غير قابلة للاستثمار فيها بعد حربها على أوكرانيا في أوائل العام الماضي.
وقال معهد التمويل الدولي إن من المتوقع أن يسجل صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين لعام 2023 بأكمله أدنى مستوياته في 18 عاما.
بالنسبة لأفريقيا:
- يتوقع المعهد أن تضطر مصر لتقديم خصومات كبيرة في ظل مساعيها لبيع أصول مملوكة للدولة في إطار تعديل هيكلي تحتاج إليه، وذكر المعهد أن مفتاح هذا التعديل هو “اعتماد نظام مرن لسعر الصرف، الأمر الذي روج له “البنك المركزي” كثيرا لكنه كان حذرا بشأنه.
- أما في السعودية، فمن المتوقع ارتفاع تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية لـ4 أمثالها على أساس سنوي عند 44 مليار دولار هذا العام مع زيادة إصدارات السندات بالعملات الأجنبية، وكذلك من المتوقع زيادة التدفقات على الأسهم. وتظهر البيانات الأولية للأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري أن إصدارات السندات بالعملة الأجنبية قد تجاوز بالفعل حجم الإصدارات المماثلة للعام الماضي بأكمله.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.