تعد المخاطر بشكل عام كل ما يمثل نوعا من التهديد، ونحن نعيش دائما بقدر معين من المخاطر في الحياة والعمل. ولكن عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإدارة المخاطر تعني احتمال حدوث خسائر تتعلق بالعائد المتوقع على أي استثمار معين.
بعبارة بسيطة، مخاطر الاستثمار هي مقياس مستوى عدم اليقين في تحقيق العوائد وفقا لتوقعات المستثمر.
وإدارة مخاطر الاستثمار تعد جزءا أصيلا من خطة دراسة الجدوى، ويجب أن تشمل الخطة تحديد ماهية هذه المخاطر، وما أنواعها في الاستثمارات؟ وكيف يمكن إدارة مخاطر الاستثمار بشكل صحيح؟ ويجب أن تشير دراسة الجدوى بوضوح إلى كيفية تحويل المخاطر من سلبية إلى إيجابية تعمل لصالح المستثمر.
ونشر موقع “إنفستوبيديا” (Investopedia) تقريرا كتبه جيمس شين، شرح فيه كيفية إدارة المخاطر في الاستثمار والتداول، ويصف الكاتب المخاطر بأنها الجزء غير الممتع الذي يجب أن يتعلمه المستثمر. وحدّد أنواع مخاطر الاستثمار كما يلي:
مخاطر الائتمان
وهي المخاطر التي تواجه المشروع نتيجة عدم القدرة على سداد حقوق الدين أو دفع الفائدة على رأس المال.
مخاطر التضخم
هي مخاطر فقدان القدرة الشرائية. فالتضخم يضعف العوائد ويقلل من قيمة النقود، وإذا كان عائد الاستثمار أقل من التضخم، يكون المستثمر في خطر.
مخاطر السيولة
وتشمل المخاوف التي تواجه المشروع بسبب قلة السيولة في السوق.
وبيّن الكاتب الفرق بين مخاطر الاستثمار عامة والمخاطر حسب نوع الاستثمار خاصة، وأكد عدم وجود أصل خال من المخاطر، حيث تختلف المخاطر باختلاف الأصول مثل النقد والسندات والأسهم.
وينظر إلى الأسهم على أنها من بين الأصول الأكثر خطورة، حيث يمكن أن تكون أسواق الأسهم غير متوقعة إلى حد كبير.
يعتبر الاستثمار في الأسواق المتقدمة، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، آمنا نسبيا مقارنة بأسواق الأسهم الأخرى، في حين أن الأسواق الناشئة مثل البرازيل والصين والهند من المرجح أن تكون أكثر تقلبا.
إدارة المخاطر.. فن الاستثمار دون مجازفة
وفي تقرير آخر نشره موقع “تايكر تيب” (Tickertape) كتبه كيفين لوند، شرح فيه 3 ركائز أساسية، هي قوام عملية إدارة المخاطر في استثمار المحافظ المالية، وتتمثل في: التعرف على متغيرات إدارة المخاطر التي يمكن التحكم فيها، وتحديد مقدار إجمالي رأس المال الذي يريد المستثمر المخاطرة به ومقدار ما يراد المخاطرة به في كل صفقة على حدة، وتقليل آثار خسارة الصفقات بدل تعظيم الربح.
كما يقدم المقال نصائح مهمة لإدارة مخاطر المحافظ، ويؤكد أن الفشل في إدارة المخاطر هو الجانب الوحيد الأكثر أهمية في التداول، وهو أمر -كما يقول الكاتب- غالبا ما يتجاهله المستثمرون في المدى القصير، وأن توظيف تقنيات إدارة المخاطر يمكن أن يؤدي إلى ظروف تداول مختلفة أكثر أمانا وأفضل من عدم وجود إستراتيجيات مخاطر على الإطلاق.
ويستعرض التقرير متغيرات إدارة المخاطر التي يمكن للمستثمر التحكم فيها، ويؤكد أن إدارة مخاطر المراكز المالية لا يجب أن تكون أمرا صعبا، بل يجب أن تكون أمرا منطقيا للمستثمر بهدف التأكد من أن تداولا واحدا أو سلسلة من التداولات في شهر أو عام لا تحدث خسارة كبيرة، لدرجة أنه لا يمكنك الاستمرار في التداول.
مخاطر محددة
القاعدة العامة تقول إنه يجب على المتداولين تحديد مقدار ما يرغبون في المخاطرة به. على سبيل المثال، هب أنك قررت ألا تخاطر بأكثر من 20% من رأس مالك التجاري. وهذا يترك لك 80% من رأس مالك الأساسي لمواصلة التداول في محاولة لتعويض أي خسائر.
ولكن كم يجب أن تخاطر به عند كل تداول؟ تلك نقطة أخرى يجب أن تفكر فيها. مثلا، قد تقرر عدم المخاطرة بأكثر من 5% من رأس مالك التجاري في أي صفقة، وهذا يعني أنه يمكنك القيام بأربع صفقات، كل منها تخاطر فيها بنسبة 5% من رأس مالك، ويكون لديك أقصى خطر إجمالي قدره 20%.
بطبيعة الحال، فإن تحديد الحد الأقصى للخسارة لحسابك يفترض أنه يمكنك تحديد الحد الأقصى للخسارة في تداولك.
يمكنك استخدام منصة “ثنكورسويم” (thinkorswim) للتعرف على العديد من الإستراتيجيات المختلفة للتداول، ومراجعة الخسارة القصوى المحتملة قبل وضع التداول. سيكون أحد المناهج التي يجب أخذها في الاعتبار هو أخذ 5% من رأس المال التجاري الخاص بك، وتقسيمه على الحد الأقصى لخسارة المركز. هذا سيعطيك عددا مستهدفا من عدد التداولات.
في بعض الأحيان قد يكون تقليل آثار خسارة الصفقات بدلا من تعظيم المكاسب عملا ذكيا.
إذا كنت تستخدم مجموعة من المعايير لتحديد الصفقات التي تريد وضعها، سواء كانت تستند إلى الاحتمالات أو التقلبات السعرية أو التحليل الفني أو التحليل الأساسي، فإن كل عملية تداول لديها القدرة نفسها على كسب أو خسارة المال.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.