وقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مؤخرا مرسوما يفرض الأداء الكامل للنشيد الوطني بمقاطعه الخمسة، ليشمل مقطعا يتضمن كلمات تحمل وعيدا لفرنسا، وكان هذا المقطع قد أثار غضب باريس في وقت سابق.
ويذكر أن الجزائر انتزعت استقلالها من فرنسا عام 1962 بعد 132 عاما من النضال ضد الاستعمار الفرنسي، حيث اعتبرت تلك الفترة دامية في تاريخ البلد العربي وبقيت جرحا غائرا في قلب كل جزائري رغم مرور الأجيال.
والنشيد الوطني الجزائري يعد الوحيد الذي يذكر دولة أخرى في كلماته، حيث يتضمن أحد مقاطعه هذه الجمل “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب.. وطويناه كما يطوى الكتاب.. يا فرنسا إن ذا يوم الحساب.. فاستعدي وخذي منا الجواب.. إن في ثورتنا فصل الخطاب.. وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.. فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا”.
وكان هذا المقطع يُغنى أحيانا، وأحيانا أخرى تكتفي الجهات الجزائرية بعرض جزء من النشيد فقط لاختصاره، لكن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وقّع المرسوم الذي يفرض الأداء الكامل للنشيد بمقاطعه الخمسة.
ويمكن أداء الصيغة المختصرة في مناسبات معينة كاستقبال رؤساء الدول خلال الزيارات الرسمية، أو الخطابات التي يوجهها الرئيس إلى الأمة، والمراسيم العسكرية بوزارة الدفاع وغيرها.
غضب فرنسي
وكان المقطع قد أثار “غضب فرنسا”، واعترض عليه الوفد الفرنسي المفاوض قبيل توقيع معاهدة “إيفيان” مع الحكومة الجزائرية المؤقتة حينها التي اعترفت باستقلال الجزائر، لكن طلبها رُفض.
وقد حُذف المقطع في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد خلال الثمانينيات من القرن الماضي، بعد ذلك قرر الرئيس الجزائري الأسبق اليمين زروال إعادته بشكل نهائي عام 1995.
وفي عام 2007، حُذف المقطع من النشيد الوطني الجزائري من الكتب المدرسية، مما أثار استياء كبيرا في الجزائر حينها.
ورصد برنامج “شبكات” (2023/6/12) جانبا من تفاعل الجزائريين مع هذا المرسوم، ومن ذلك ما غرد به حذيفة “نشيد الجزائر الوطني شيء فخم بدون هالمقطع، لكن تخيل الآن العظمة. جميل”.
في حين يرى ربيعة أن المقطع لم يُحذف يوما، وإنما أمر الرئيس تبون بأن يعزف النشيد الوطني كاملا عكس ما كان معمولا به سابقا بعزف جزء منه، ومن ثم يرى أنه “موضوع داخلي غير مهم ليعرفه العالم لدرجة (أن) قنوات عالمية تنشره”.
كذلك أبدى هشام هادف تعجبه من الحديث عن حذفه، وكتب “منذ كنا في الابتدائية ونحن ننشد المقطع وحتى وقت الخدمة الوطنية العسكرية كنا ننشده كاملا، أول مرة أعرف أن المقطع محذوف”.
مؤكدا عدم الحذف، غرد محمد كريبات “المقطع لم يحذف أصلا، إذا أردتم الدليل شاهدوا فيديو يوم تسلم الرئيس تبون مهامه عام 2019”.
وبالفعل، يظهر فيديو مراسم تنصيب تبون وتأديته اليمين الدستورية، عام 2019، عزف النشيد الوطني الجزائري كاملا بما فيه المقطع الذي يذكر فرنسا.
يشار إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان من المقرر أن يزور فرنسا في مايو/أيار الماضي، لكنه أجّل زيارته دون ذكر أسباب.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.