قد تحتاج الأم إلى توظيف مربية أو جليسة أطفال، سواء لأنها أمٌّ عاملة حتى لو كان العمل بدوام جزئي، أو لاحتياجها إلى شخص يقوم برعاية الأطفال بصورة مؤقتة لغرض محدد المدة، أو حتى للحصول على وقت خاص للرعاية الذاتية.
وفي رحلة البحث عن مربية أو جليسة أطفال، تقع الأم في حيرة السؤال الأهم: من الأنسب لرعاية أطفالي، المربية أم جليسة الأطفال؟ لذلك قد تجدين الإجابة في التقرير التالي.
الفرق بين المربية وجليسة الأطفال
قبل الاختيار، يجب أن تعرفي الفرق بين المربية وجليسة الأطفال. فالمربية تعمل بدوام كلي أو جزئي، وغالبا ما يتم اختيارها بناء على شهاداتها العلمية المتخصصة أو خبرتها في مجال تربية الأطفال، حيث تتولى رعاية الطفل جسديا واجتماعيا وعاطفيا، كما يكون لها دور في مساعدة الطفل أكاديميا. أي أن المربية تكون جزءا من عملية تربية الطفل وتنشئته، ويمكن أن تكون مقيمة في المنزل مع الأسرة، أو خارجه إذا كانت تعمل بدوام جزئي.
أما جليسة الأطفال، فيتم توظيفها بنظام الساعات، وتُستدعى حين الاحتياج إليها، مثل رعاية الأطفال عند خروج الوالدين من المنزل. وتتركز حدود عملها في مراقبة الطفل والحفاظ عليه آمنا إلى حين عودة والدته.
مَن الأنسب للتوظيف؟
لتسهيل الاختيار بين توظيف جليسة أطفال أم مربية، فكري في عدد ساعات الرعاية التي يحتاجها طفلك، وحدود تعامل المربية أو جليسة الأطفال معه، ثم حددي ميزانيتك.
إذا كنتِ تحتاجين عدد ساعات رعاية محدودة من أجل مراقبة طفلك فقط، فجليسة الأطفال سوف تكون مناسبة للوظيفة، أما إذا كنتِ تحتاجين إلى مساعدة في تربية طفلك، فاختاري مربية في حدود ميزانيتك، إما بدوام كلي أو جزئي.
العثور على جليسة أطفال أو مربية محترفة
العثور على جليسة أطفال أمر ليس صعبا على الإطلاق، فجليسة الأطفال لا تحتاج إلى مؤهلات كبيرة، كما أنها تعمل بشكل حرّ مما يسهّل توظيفها لدى أكثر من عميل، وبالتالي يكون من الأسهل سؤال الأهل والأصدقاء المقربين عن توصيات لجليسة أطفال عملت بالفعل مع أطفالهم، كما يمكن توظيف جليسة أطفال من دار الرعاية النهارية التي يذهب إليها طفلك، أو يمكن الاستعانة بالتطبيقات التي توفر هذه الخدمة.
أما البحث عن مربية فيكون أصعب قليلا، حيث إنك تبحثين عن موظفة بمؤهلات علمية وتربوية وصفات شخصية تناسب قواعد أسرتك، وبالتالي قد لا تكون توصيات الأصدقاء كافية، مما يدفعكِ للبحث بشكل أكثر احترافية، مثل مكاتب الخدمات التي توفر مربيات بمؤهلات علمية وتربوية، أو طلب توصيات من دار الرعاية النهارية أو برنامج ما بعد المدرسة، أو نشر إعلان على تطبيقات التواصل الاجتماعي، وهو ما يحتاج منكِ بذل مجهود للتحقق من مؤهلات المربية، عبر عمل لقاء احترافي معها للتأكد من أنها جديرة بالثقة لتصبح مربية طفلك.
ما الأسئلة التي يجب توجيهها للمربية قبل توظيفها؟
تعتبر المربية فردا من أفراد الأسرة، فهي جزء من عملية تربية الطفل وتنشئته، كما أنها تقضي سنوات مع الأسرة، لذا يجب التأكد من أنها جديرة بالثقة، وأنها بالكفاءة الكافية لتولي هذه المسؤولية الكبيرة.
وقبل توظيف المربية عليكِ عقد لقاء عمل معها، يحضره جميع أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال الذين سيكونون تحت رعايتها، ثم توجيه أسئلة لها. وفيما يأتي أمثلة لأهم الأسئلة التي يمكن طرحها على مربية الأطفال قبل اتخاذ قرار توظيفها:
- ما مؤهلاتك العلمية والتربوية، سواء الشهادات أو الدورات التدريبية؟ (مع التأكد منها).
- أخبريني عن تجربتك السابقة في العمل مربية أطفال.
- هل أنتِ مدخنة أو لديكِ أي عادات غير صحية؟
- ما مهاراتك الإضافية غير تربية الأطفال؟ (مثل مهارات الإسعافات الأولية، أو القدرة على قيادة السيارة).
- ما أساليب الانضباط التي تعتمدين عليها في تربية الطفل؟
- ما الأنشطة التي تجيدين ممارستها مع الأطفال؟
- كيف تتعاملين عند الخلاف مع الأبوين في أساليب التربية؟
- ما مدى قدرتك على اتخاذ قرار طارئ يخص الطفل دون الرجوع للأبوين؟ (مثال: القرارات الطارئة التي تتعلق بأمان الطفل وصحته).
- ما الأشياء التي تزعجك في العمل؟
- ما الراتب الذي تتوقعينه؟
الإجابات عن الأسئلة السابقة، وأي أسئلة أخرى قد ترغبين في طرحها، هي ما سيحدد لكِ ما إذا كانت المربية مناسبة لكِ أم لا، مع الوضع في الاعتبار أن ارتياح طفلك لها وموافقته عليها، شرط أساسي لقبولها في الوظيفة.
تدريب جليسة الأطفال أو المربية
تدريب جليسة الأطفال أو المربية يكون عبر توضيح بعض الأمور التي يجب أن تعرفها حتى تؤدي عملها بكفاءة، وأهمها:
- وسائل التواصل مع الوالدين، سواء أرقام الهواتف أو العناوين التي يمكن بها الوصول إليهما في حالات الطوارئ.
- إجراءات السلامة والأمان في المنزل، مثل أماكن وجود المواد الخطرة، وأماكن طفايات الحريق، ووسائل تأمين الطفل.
- روتين الطفل، مثل مواعيد النوم والقيلولة ومواعيد الطعام والوجبات الخفيفة.
- قواعد المنزل، وتشمل القواعد التي يلتزم بها الطفل، مثل عدد الساعات المسموح له بها استخدام الأجهزة الذكية، وأيضا القواعد التي تلتزم بها المربية أو جليسة الأطفال مثل عدم استقبال ضيوفها في المنزل، أو الخروج من دون استئذان.
- الاختيارات التي تتوفر أمامها عند حدوث أي أمر طارئ، مثل الحوادث.
سمات المربية المحترفة
هناك بعض السمات التي تتمتع بها المربية المحترفة، وتجعلكِ مطمئنة إلى اختيارك، أهمها:
- طفلك يحبها ويستمتع بوقته معها.
- تحترم مواعيدها.
- على تواصل جيد معكِ.
- تستلمين منها طفلك نظيفاً وآمناً.
- تهتم بتفاصيل الطفل، وتبحث عن راحته وتطوير مهاراته.
وفي النهاية، فإن المؤشر الأهم في استمرار عمل المربية، هو ارتياح طفلك وسعادته، ومدى تطوره ونمو مهاراته في وجودها.
وبالرغم من أهمية المربية في حياة الطفل، فإن الدور الرئيسي في تربية وتنشئة الطفل يكون للأم، وبالتالي يمكن الاستعانة بالمربية لكن دون الاعتماد عليها بالكامل في تربية الطفل، كما يجب على الأم متابعة عمل المربية وفرض قواعد التربية التي تتناسب مع القيم الأخلاقية والدينية للأسرة، وذلك للحفاظ على أمن الطفل وسلامة نشأته.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.