دعا الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا، في زيارته الأولى للصين، البلدان في جميع أنحاء العالم للتخلي عن الدولار الأميركي لصالح التداول بعملة مشتركة أو عملات وطنية موجودة، وهو ما فعلته البرازيل في تجارتها الخاصة مع الصين قبل أسابيع فقط.
ونشرت مجلة “نيوزويك” (newsweek) الأميركية تقريرا يقول إن الرئيس البرازيلي تساءل عن السبب في كون دول العالم مجبورة على دعم تجارتها بالدولار، ولا يمكنها أن تقوم بتجارتها من خلال عملاتها الخاصة.
وأدلى بهذه التصريحات في بنك التنمية الجديد الذي يعمل كمؤسسة مالية لتحالف بريكس غير الرسمي مقرها شنغهاي، وتم إنشاء مجموعة بريكس لأول مرة منذ حوالي 16 عاما، ويضم التكتل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، مع قائمة متزايدة من الدول التي تسعى إلى إقامة شراكات معها.
ونقل التقرير عن زونغ يوان زوي ليو، من مجلس العلاقات الخارجية، قولها إن بنك التنمية الوطني هو مثال رائع فيما يتعلق ببنوك التنمية المتعددة الأطراف غير الغربية التي تحاول تعزيز آلية تمويل التنمية البديلة التي لا يهيمن عليها الدولار أو المعيار الأميركي أو الغربي.
هيمنة الدولار
ويستهلك الارتباط بالدولار الأميركي أموال الدول، فرسوم التحويل لها تأثير سلبي، خاصة عندما تتم التجارة بأحجام كبيرة، كما هو الحال بين أعضاء البريكس، ولهذا فإنه إذا كانت هناك طرق لخفض تكاليف المعاملات، لتقليل مخاطر العملة أو سعر الصرف، فستكون الدول على استعداد للقيام بذلك، وفق ما قالته ليو.
ويرى جادل ياروسلاف ليسوفوليك، مؤسس بريكس وعضو مجلس الشؤون الدولية الروسي، أن استخدام العملات الوطنية قد ينظر إليه من قبل بعض البلدان كوسيلة لخفض تكاليف المعاملات المرتبطة بالتحويلات إلى الدولار، فضلا عن تقليل العملة حالات عدم التطابق التي غالبا ما تصاحب المستويات المرتفعة من الدولرة.
ووفق ليسوفوليك، يمثل الدولار حوالي 58% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، في حين يمثل اليورو 20% من تلك الاحتياطيات، والين 6% والجنيه الإسترليني بنحو 5%، وأخيرا يشكل الرنمينبي الصيني أقل بقليل من 3% من احتياطيات النقد العالمي.
وقال ليسوفوليك إن أحد الأسباب الرئيسية للتحول نحو استخدام العملات الوطنية هو استخدام الدولار الأميركي في فرض عقوبات على دول أخرى، مضيفا أن استخدام الدولار في فرض قيود اقتصادية قد أحدث تأثيرا قويا لبلدان الجنوب العالمي، وأدى إلى بذل جهود من جانبهم لتنويع مجموعة العملات التي يمكن استخدامها في العالم.
وقمة البريكس الأخيرة التي عقدت في بكين في يوليو/تموز من العام الماضي، استقطبت حوالي 19 من قادة العالم وشهدت طلبين جديدين من الأرجنتين وإيران للانضمام إلى الكتلة، كما ظهر الاهتمام بالمجموعة من قبل السعودية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.