بالحرب الباردة.. ألماني تحول لرمز الصمود بوجه موسكو

متابعات ينبوع العرفة:

عقب تدهور العلاقات بين الحلفاء السابقين بالحرب العالمية الثانية، اتجه الإتحاد السوفيتي يوم 24 حزيران/يونيو 1948 لقطع جميع الطرق المؤدية لبرلين الغربية معلنا بذلك بداية ما عرف بحصار برلين الذي صنّف حينها كواحد من أهم الأحداث بالحرب الباردة.

وأملا في مواصلة نقل الإمدادات نحو هذه المنطقة المحاصرة والقابعة تحت نفوذهم، لم يتردد الأميركيون والبريطانيون والفرنسيون في إنشاء جسر جوي لتموين برلين الغربية بمستلزماتها الغذائية والطاقية. وبفضل ذلك، اتجه السوفييت بعد نحو 10 أشهر لإنهاء حصارهم لتعود الحياة لطبيعتها ببرلين الغربية.

وفي خضم هذا الحصار، برز عمدة برلين الغربية إرنست رويتير (Ernst Reuter) كواحد من أبرز وجوه الرافضة للهيمنة السوفيتية على المنطقة. فبعد أن كان مؤيدا للفكر البلشفي بالسابق، تحول رويتير لمعارض بارز لتوجهات وطموحات موسكو بالمنطقة.

تأثر بالبلشفيين والتقى لينين وستالين

خلال فترة الحرب العالمية الأولى، التحق إرنست رويتير، المولود يوم 29 تموز/يوليو 1889 بمدينة أبينرا (Aabenraa) التابعة للإمبراطورية الألمانية بتلك الفترة، بالجيش الألماني قبل أن يرسل للقتال ضد الروس على الجبهة الشرقية. وعقب إصابته على ساحة القتال، وقع رويتير أسيرا بقبضة الجيش الروسي.

أثناء فترة اعتقاله، احتك رويتير بالجنود الروس وتأثر بالفكر البلشفي والقيم الثورية التي تغلغلت بالإمبراطورية الروسية بتلك الفترة. ومع نجاح الثورة البلشفية، ثمّن المسؤولون البلشفيون دور وقدرات إرنست رويتير الذي التقى بوقت ما كل من لينين وستالين. لاحقا، حصل رويتير على مكانة هامة وعيّن مفوضا للشعب على ما عرف حينها بجمهورية فولغا الاشتراكية السوفيتية الألمانية ذاتية الحكم.

وعلى الرغم من تكليف لينين له بتشكيل جبهة مؤيدة للبلشفيين ببرلين، طرد إرنست رويتير من الحزب الشيوعي بسبب خلافات داخلية. ومع صعود النازيين، فرّ الأخير من ألمانيا تزامنا مع تحمّله بأفكار معادية لموسكو.

شعبية بفضل حصار برلين

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عاد إرنست رويتير لألمانيا. وبفضل الشعبية التي حضي بها، انتخب الأخير عمدة لبرلين الغربية خلال شهر حزيران/يونيو 1947. وبالتزامن مع ذلك، رفض الإتحاد السوفيتي الإعتراف بسلطته على المنطقة تزامنا مع وصفه بالمعارض والخائن.

ومع بداية الحصار السوفيتي على برلين الغربية، تحوّل إرنست رويتر لرمز الوحدة بالنسبة لسكان المدينة الذين التفوا حوله وعملوا بنصائحه. وأمام بقايا قصر الرايخستاغ (Reichstag) المدمر، ألقى إرنست رويتر كلمة يوم 9 أيلول/سبتمبر 1948 أمام نحو 300 ألف من سكان برلين الغربية الذين تجمهروا لدعمه وسماع توجيهاته. وبخطابه هذا، حثّ رويتر العالم لعدم التخلي عن برلين الغربية ودعمها. وفي المقابل، استنكر الأخير الحصار السوفيتي المفروض على برلين الغربية واتهم موسكو بإحتجاز سكانها والمتاجرة بمعاناتهم.

بفضل ما قام به أثناء فترة الحصار، كسب رويتر شعبية كبيرة سمحت له بالحفاظ على منصبه لحين وفاته عام 1953. وأثناء فترة رويتر، شهدت برلين الغربية تأسيس جامعة برلين الحرة واعتماد إصلاحات عديدة. بالتزامن مع ذلك، دعا الأخير سلطات المدينة لتوفير الحماية والغذاء لسكان ألمانيا الشرقية الفارين نحو برلين.


الجدير بالذكر ان خبر “بالحرب الباردة.. ألماني تحول لرمز الصمود بوجه موسكو” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post جدة تحتضن أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى
Next post أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليوم الأربعاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading