انتخابات تركيا.. دلالات نتائجها الأولية وتأثيراتها على المشهد السياسي | البرامج


تباينت قراءة ضيفَي برنامج ما وراء الخبر، لنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية الأولية التي جرت أمس الأحد، من حيث دلالاتها وانعكاساتها، حيث اعتبر كل منهما تلك النتائج، تدل على نجاح التحالف الذي يمثله في تلك المنافسة.

وفي حلقة البرنامج بتاريخ (2023/5/15)، أكد كل من رسول طوسون، البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية التركي والقيادي فيه، وأيفر يازكان كوبال، مسؤولة المرأة في حزب الشعب الجمهوري بمدينة إسطنبول، أن تلك النتائج تصب في صالح تحالف كل منهما، وتعكس نجاحه في كسب قطاعات واسعة من الشارع التركي.

جاء ذلك على خلفية إعلان رئيس المجلس الأعلى للانتخابات التركية أحمد ينار، إجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية بين مرشحيها، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف الشعب، كمال كليجدار أوغلو، في 28 الشهر الجاري، بعد إظهار النتائج الأولية للانتخابات عدم حصول أي منهما على النسبة الكافية للفوز.

وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة التركية، وفق ينار، أن أردوغان حصل على 49.51 % من أصوات الناخبين، بينما حصد منافسه كليجدار أوغلو، 44.88% من الأصوات.

وتشير نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت مع الاقتراع الرئاسي إلى تقدم تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى بنسبة 49.46%، بينما حصل تحالف الشعب المعارض بقيادة كمال كليجدار أوغلو على 35.02% من أصوات الناخبين.

تقدم واضح

وفي حديثه للبرنامج، قال طوسون، إن هذه النتائج الأولية، تؤكد فوز تحالف الجمهور وخسارة تحالف الأمة، وهذا يظهر بشكل واضح في نتيجة الانتخابات البرلمانية وحيازة تحالف الجمهور على الأغلبية، وكذلك في التقدم الكبير للرئيس أردوغان مرشح التحالف في انتخابات الرئاسة.

ومبررا عدم حسم أردوغان لانتخابات الرئاسة في جولتها الأولى، أضاف البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، أن الرئيس لم يكن ينافس تحالف الأمة وحده، بل كان يواجه القوى الإمبريالية العالمية، ومن ثم فإن تحقيقه هذا التقدم وإن لم يحسم المنافسة في جولتها الأولى يعد نجاحا بارزا، حيث لم يكن يفصله عن الحسم سوى نصف في المئة.

ويرى أن الدعاية التي قامت عليها حملة تحالف الأمة بالدعوة للتغيير لم تنجح في تحقيق أهدافها، حيث أجهض فوز تحالف الجمهور بأغلبية البرلمان مساعي تغيير نظام الحكم، لافتا في هذا السياق إلى أن حزب الشعب الجمهوري تراجع تأييده بين شرائح الناخبين، وإن زادت مقاعده لأن عددا منها لصالح مرشحي أحزاب أخرى.

ويرى طوسون أن هذه الانتخابات سيكون لها تأثيرات وتداعيات في السياسة الداخلية تمس قضايا متعددة، في مقدمتها الوضع الاقتصادي والمناطق المنكوبة بالزلزال والحرب ضد الإرهاب، وكذلك في السياسة الخارجية، والتي تعتمد في برنامج الرئيس أردوغان، مبدأ الاستقلالية وعدم التبعية لأي محور في المنطقة.

تصاعد تدريجي

في المقابل، ترى أيفر يازكان كوبال، مسؤولة المرأة في حزب الشعب الجمهوري بإسطنبول، أن نتائج الانتخابات الأولية تشير بوضوح إلى انخفاض في نتائج حزب العدالة والتنمية الموجود في السلطة منذ 20 عاما، بينما هناك تصاعد تدريجي في نتائج أحزاب المعارضة.

واعتبرت في حديثها لما وراء الخبر، أن الجولة الأولى من الانتخابات لم تكن في مناخ عادل متكافئ، ومع ذلك نجح تحالف الشعب في تحقيق نجاح كبير ربما لم تعكسه الأرقام، لكن سيظهر أثره على المدى الطويل.

وأرجعت القيادية في حزب الشعب الجمهوري، ارتفاع سقف المستهدفات المعلنة قبل الجولة الأولى، إلى الحماس العالي الذي كان يسيطر على أحزاب التحالف، معتبرة في ذات الوقت، أنه كان من الخطأ التركيز على الانتخابات الرئاسية على حساب الانتخابات البرلمانية.

ومع تأكيدها على إمكانية تحقيق مرشح تحالف الأمة الفوز في الجولة الثانية، إلا أنها توقعت أن يتخلل فترة الدعاية تصرفات غير أخلاقية تجعل المنافسة غير عادلة، ما قد ينتج عنها نتائج غير صحيحة وإن كانت قانونية.

Previous post يوقع DeSantis مشروع قانون إلغاء تمويل برامج التنوع في كليات فلوريدا
Next post التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يستقبل المبعوث الأذري في الرياض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *