وجهت الأمم المتحدة انتقادات إلى باريس على خلفية هجمات ضد مهاجرين وتنميط عنصري وأعمال عنف تمارسها الشرطة، وذلك خلال اجتماع عقده مجلس حقوق الإنسان في الهيئة الأممية للنظر في سجل فرنسا على هذا الصعيد.
ويتعين على الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة أن تقدم تقارير منتظمة عن أوضاع حقوق الإنسان على أراضيها وأن ترضخ للتوصيات.
ودعت دول عدة -بينها الولايات المتحدة وتونس- فرنسا إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة العنف والتمييز العنصري.
وقالت ممثلة الولايات المتحدة كيلي بيلينغسلي “نوصي فرنسا بتعزيز جهودها على صعيد مكافحة الجرائم والتهديدات بالعنف بدافع الكراهية الدينية، مثل معاداة السامية والكراهية للمسلمين”.
ونددت البرازيل واليابان بـ”التنميط العنصري من جانب قوات الأمن”، في حين دعت جنوب أفريقيا باريس إلى “اتخاذ تدابير تضمن حيادية تحقيقات تجريها كيانات خارج نطاق الشرطة في كل الحوادث العنصرية التي تتعلق بشرطيين”.
ولم ترد إيزابيل روم رئيسة الوفد الفرنسي وزيرة حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين مباشرة على الانتقادات، لكنها قالت إن العنصرية ومعاداة السامية هما “سم للجمهورية”.
عنف الشرطة
وسلطت وفود دول عدة -بينها السويد والنرويج والدانمارك- الضوء على عنف الشرطة خلال عمليات حفظ الأمن، خصوصا أثناء المظاهرات.
ودعا وفد ليختنشتاين إلى تحقيق مستقل في هذه التجاوزات، فيما دعت لوكسمبورغ باريس إلى “مراجعة سياستها على صعيد الحفاظ على النظام”، فيما طالبت ماليزيا بـ”معاقبة المسؤولين”.
كذلك سعت روسيا وفنزويلا وإيران -وهي 3 دول غالبا ما تدين الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتهاكاتها الخطيرة لحقوق الإنسان- إلى توجيه انتقادات لعنف الشرطة.
وأعربت ممثلة روسيا كريستينا سوكاتشيفا عن “قلق إزاء الإجراءات القاسية والعنيفة في بعض الأحيان التي تهدف إلى تفريق مواطنين سلميين”.
وحتى في الداخل الفرنسي تضاعفت الانتقادات لاستخدام القوة التي اعتبرت مفرطة في الأشهر الأخيرة ضد المتظاهرين المعارضين لتعديل النظام التقاعدي.
وخلال الجلسة المخصصة لردود الوفد الفرنسي قالت صابرين باليم -وهي مستشارة قانونية في وزارة الداخلية- إن “استخدام القوة” كان “ضمن إطار صارم”، مشيرة إلى “معاقبة المخطئين”.
وذكرت أن عناصر قوات الأمن أُلزموا بوضع شارات تحمل أرقام تعريف فردية، مما يضمن “تتبع أفعالهم”.
وشدد وزير الداخلية جيرالد دارمانان على وجوب وضع الشارات “في كل الظروف”.
تغطية الوجه
وحضت دول عدة فرنسا على بذل جهود للدفاع عن حقوق المرأة، وشدد بعضها -مثل إسبانيا والمملكة المتحدة- على العنف المنزلي.
وشددت دول أخرى على حقوق المرأة المسلمة، مثل ماليزيا التي دعت فرنسا إلى “الإسراع” في تغيير القوانين التي تمنع المسلمات من تغطية وجوههن في الأماكن العامة.
وشملت النقاشات ملف الرياضة، فقد طلبت سلوفاكيا أن “تحترم تدابير المراقبة التي أدخلها قانون الألعاب الأولمبية مبدأي الضرورة والتناسب”.
ويتضمن هذا النص -الذي أقره البرلمان في أبريل/نيسان الماضي- جانبا أمنيا مهما، بما في ذلك استخدام خوارزميات المراقبة بالفيديو، وهو ما يثير قلقا.
وتمنت جزر ساموا لفرنسا النجاح في تنظيم بطولة كأس العالم المقبلة للرغبي، لكنها طلبت من الحكومة “التصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية” التي اعتمدتها الأمم المتحدة في العام 2017.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.