قصفت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني أهدافا لقوات الدعم السريع في شرق النيل، وسط دوي لمضادات الطائرات، في حين جدد طرفا النزاع تعهدهما بالالتزام بالهدنة المنبثقة عن اتفاق جدة التي من المرتقب أن تدخل حيز التنفيذ مساء اليوم.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات انفجارات وسط الخرطوم وبعض أحياء وسط وجنوب مدينة أم درمان، كما أشار إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية وسماع أصوات للمضادات الأرضية من مواقع قوات الدعم السريع في عدد من أحياء جنوب أم درمان.
وكانت اشتباكات قد اندلعت صباح اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مواقع مختلفة من العاصمة الخرطوم.
ومن المفترض أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء اليوم، وتحديدا في الساعة 9:45 بالتوقيت المحلي، وأن يبقى ساري المفعول لمدة 7 أيام.
في غضون ذلك، دعا مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني -اليوم الاثنين- إلى إنهاء الصراع في البلاد، والتوصل إلى حلول منطقية من خلال الحوار.
جاء ذلك في تصريحات لعقار خلال لقائه رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في العاصمة جوبا.
تعهد بالتزام الهدنة
وقال الجيش السوداني إن القوات المسلحة السودانية ملتزمة بنص اتفاق جدة على وقف إطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ مساء اليوم.
وشدد الجيش في بيان على أن الاتفاق يقتصر على الجوانب العسكرية والفنية الخاصة بترتيبات وقف إطلاق النار المؤقت، إضافة إلى الترتيبات الخاصة بحماية المدنيين والمستشفيات، ولا يتطرق للقضايا السياسية.
في المقابل، وصف يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في السودان، اتفاق وقف إطلاق النار في جدة بأنه خطوة جيدة وإيجابية، وقال إن قوات الدعم السريع ملتزمة بالهدنة ووقف إطلاق النار.
وأضاف عزت أن جديد هذه المفاوضات يتلخص في ضرورة تشكيل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار، وهو ما تم إقراره في الاتفاق الأخير بجدة.
من جهته، قال المبعوث الأممي الخاص إلى السودان فولكر بيرتس إن القتال في السودان مستمر، رغم التزام الجانبين بعدم السعي لتحقيق مكاسب عسكرية قبل سريان وقف إطلاق النار.
وأضاف بيرتس خلال إحاطة قدمها لأعضاء مجلس الأمن الدولي، أن اتفاق وقف إطلاق النار قابل للتجديد، ويجب أن يسمح للمدنيين بالحركة ووصول المساعدات الإنسانية إليهم، مجددا دعوته لإنهاء القتال والعودة إلى الحوار.
من جهة أخرى، حذر بيرتس من تنامي “البعد العرقي” للصراع العسكري الذي اندلع في السودان الشهر الماضي، ومن تأثيره المحتمل على دول الجوار. وقال إن “البعد العرقي المتنامي للصراع يهدد بإغراق البلاد في صراع طويل الأمد، وبامتداد تداعياته إلى المنطقة”.
اتفاق جدة
وكان بيان سعودي أميركي قال إن اتفاق وقف إطلاق النار في السودان، الموقع في جدة، يدخل حيز التنفيذ مساء اليوم الاثنين.
وأضاف البيان أن الاتفاق ستدعمه آليةُ مراقبةٍ مدعومة دوليا من قبل السعودية والولايات المتحدة، لأول مرة منذ بدء المواجهات.
وتضمّن الاتفاق التزام طرفي النزاع في السودان بإيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، كما تضمن التزامهما بسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية.
وأدت المعارك التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى مقتل نحو ألف شخص، ونزوح أكثر من مليون داخل البلاد وإلى خارجها.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.