قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن الرسالة التي أرادت المقاومة الفلسطينية إرسالها عبر ما قامت به في جنين، هي أنه لا يمكن لجيش الاحتلال قتل الفلسطينيين والتعدي على ممتلكاتهم دون دفع ثمن مقابل هذه الجرائم، متوقعا حدوث انتفاضة شعبية شاملة في الضفة الغربية.
ولفت في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر في حلقته بتاريخ (2023/6/19)، إلى أن جميع الفلسطينيين يشعرون بالفخر والاعتزاز لأداء مقاومتهم الباسل والبطولي في مواجهة الهجمة الفاشية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي لم يتورع خلالها عن استخدام طائرات إف 16 والأباتشي.
يأتي ذلك على خلفية استخدام الجيش الإسرائيلي -لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية- مروحيات أباتشي لقصف مواقع داخل مخيم جنين، ضمن عمليات اقتحام أسفرت عن استشهاد 5 وجرح عشرات الفلسطينيين، فيما أكدت المقاومة إصابتها جنودا إسرائيليين وإعطابها آليات عسكرية إسرائيلية باستخدام عبوات ناسفة، وسط دعوات داخل حكومة الاحتلال لتصعيد عمليات الجيش الإسرائيلي.
تطور المقاومة
وتساءل البرنامج عن انعكاسات تطور أداء المقاومة الفلسطينية في التصدي لاقتحامات قوات الاحتلال على المشهد الفلسطيني، وكذلك على المشهد الداخلي بإسرائيل، ومدى تأثير ذلك على الموقف الأميركي، والسيناريوهات المحتملة لمآلات الأوضاع في الضفة الغربية.
وفي حديثه لما وراء الخبر، رأى البرغوثي أن أبرز ما نجحت فيه المقاومة هو إظهار ارتباك الجيش الإسرائيلي وفشل استخباراته وعملياته، وهو الأمر الذي انعكس في الاعتداء الوحشي اللاحق الذي قام به على سيارة مدنية فلسطينية غرب جنين، حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص على أنفسهم خلال هذا الاعتداء.
وأضاف أن ما جرى يشكل عامل ضغط على إسرائيل، لما لديها من حساسية شديدة تجاه أي خسائر تتعرض لها على مختلف المستويات، لافتا إلى أن سقوط شهداء وجرحى من الطرف الفلسطيني أمر مستمر منذ بداية العام، إلا أن الجديد في هذا الاقتحام هو تعرض قوات الاحتلال لخسائر نوعية.
انتفاضة شعبية
وتوقع البرغوثي أن تشهد الضفة الغربية انتفاضة شعبية شاملة خلال الفترة المقبلة ردا على ما يقوم به الاحتلال من جرائم، معتبرا أن ما تشهده الأراضي المحتلة هو انتفاضة من نوع جديد عبر موجات متلاحقة، وأن الاحتلال أدرك أن الشعب الفلسطيني لم يعد يرى خيارا سوى المقاومة لصد عدوانه.
ولم يستبعد البرغوثي تنفيذ الحكومة الإسرائيلية تهديداتها بشن هجمات تصعيدية جديدة، مطالبا المقاومة بأن أن تتسم تحركاتها بالحذر، ومؤكدا في الوقت ذاته على أن أي اعتداء إسرائيلي لن يكسر المقاومة.
قلق أميركي
بدوره، يرى توماس بيكرينغ السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، أن ما شهده مخيم جنين يؤكد أن الأوضاع في الأراضي المحتلة تزداد سوءا، معتبرا ذلك أمرا مقلقا للولايات المتحدة، في ظل انشغالها بالبحث عن حل يدفع لمعالجة تلك الأوضاع المتردية.
وأبدى في حديثه لما وراء الخبر أسفه الشديد لما يظهر من ابتعاد عن إمكانية الوصول إلى ذلك الحل، في ظل ما يراه من تصاعد للعنف يقطع الطرق أمام احتمال نجاح أي مساع حقيقية لمعالجة الأزمة، بحسب تعبيره.
وأشار إلى وجود عراقيل مستمرة لأي جهود مبذولة من أجل تخفيف الضغط الذي يتعرض له الفلسطينيون والعمل على إقامة دولة مستقلة لهم، وفي مقدمة ذلك استمرار الاستيطان الذي تصرّ عليه الحكومة الإسرائيلية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.