الأميركيون والروس يخاطرون بمواجهة عسكرية في سوريا

متابعات ينبوع العرفة:

شهدت الأسابيع والأشهر المنصرمة مشاكسات متكررة بين القوات الجوية الروسية والمسيرات الأميركية، بالإضافة إلى اختراق القوات الروسية للأجواء فوق منطقة التنف السورية، حيث ينتشر الأميركيون ولديهم قواعد عسكرية.

ما يشغل بال الأميركيين بشكل خاص هو إصرار القوات الروسية على عدم التنسيق مع القوات الأميركية في الأجواء السورية، وهذا ما تعوّد عليه الأميركيون منذ انتشروا في سوريا من ضمن حملة مواجهة داعش.

مناطق سيطرة

قامت أصول التعاون بين الطرفين منذ سنوات على إقرار الجانبين “منطقتي سيطرة”، على أن يعتبر الروس أن الأميركيين يسيطرون شرق النهر، أي شرق نهر الفرات، وتشمل هذه المنطقة شمال شرقي سوريا حيث ينتشر الأميركيون إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية وفي منطقة التنف السورية.

اعتمد الطرفان منذ ذلك الحين مبدأ “عدم الاشتباك” فالقوات الأميركية تحلّق من حين إلى آخر في مناطق “غرب النهر” وهي بالفعل قامت بالتحليق بالمسيرات للقيام بعمليات استطلاع، كما أنها استعملت المروحيات لنقل الجنود في غارات نفذتها في منطقة شمال غربي سوريا أي في محيط إدلب وقتلت حينها قادة داعش وقيادات في تنظيم القاعدة.

كما تقوم القوات الروسية بطلعات جوية فوق شمال شرقي سوريا، حيث ينتشر الأميركيون، خصوصاً بعدما نشر الروس قوات لهم في تلك المنطقة، كما أنهم يستعينون بثكنات للجيش السوري إلى جانب القوات التابعة للحكومة السورية في الحسكة.

المشاكسات

منذ أسابيع بدأت القوات الروسية في سوريا التحليق في أجواء التنف، ويعتبر الأميركيون أن هذا التحليق هو تهديد مباشر لأمن وسلامة الجنود الأميركيين العاملين في المنطقة.

في مؤشر أول على خطورة الوضع، قيام الطيران الروسي بالتحليق في أجواء التنف خلال شهر أبريل الماضي، المرة الأولى في الثاني من الشهر والمرة الثانية في الثامن عشر من أبريل. قال الأميركيون حينها، إن طائرات مقاتلة من طراز إف 16 تدخلت في الأجواء المخصصة للقوات الأميركية والتحالف لمواجهة الخرق الروسي.

بعد ذلك، أرسلت القوات الجوية الأميركية إلى المنطقة طائرات من نوع “آي 10” في رسالة أولى للقوات الروسية، وللقول إن الأميركيين مستعدون لحماية جنودهم ومصالحهم في المنطقة.

لكن القوات الروسية تابعت خرق الأجواء ومشاكسة القوات الأميركية لعدة أسابيع، وردّت القوات الأميركية بإرسال سرب من طائرات إف 22 إلى المنطقة.

من الملاحظ أن القوات الجوية الأميركية في المنطقة قالت صراحة في بيانها يوم 14 يونيو حزيران “إن الانتشار حصل بعد تصاعد التصرفات العدوانية وغير المهنية من قبل طائرة روسية في المنطقة”

المواجهة الممكنة

مصدر عسكري أميركي قال حينها لـ العربية.نت إن الروس سيخسرون المعركة قبل أن تبدأ، وأشار إلى أن القوة التي تملكها طائرات إف 22 الأميركية تتفوّق على القوات الجوية الروسية.

الإشارة إلى إمكانية وقوع اشتباك بين الأميركيين والروس تدعو للقلق، ولا يبدو أن الأمور تهدأ من حينه، وشهدنا خلال الأيام الماضية مشاكسات متكررة للمسيرات الأميركية في أجواء سوريا، وكان الأميركيون مترددين في إيضاح حقيقة ما حصل وأين حصل؟

قالت المصادر العسكرية الأميركية بداية، إن الاعتراضات الروسية حصلت شرق سوريا، لكنها عادت وأكدت أن المسيرات الأميركية، والتي تمّ اعتراضها في أجواء سوريا من قبل الطائرات الروسية في الخامس والسادس والسابع من هذا الشهر كانت تحلّق غرب سوريا وبالتحديد بالقرب من حلب.

البيان الرسمي الصادر عن القيادة المركزية الأميركية يوم السابع من يوليو أكد أنه تمّ اعتراض المسيرة من نوع “إم كيو 9” قبل ساعات من تنفيذها مهمة ضد أحد قادة داعش.

التصعيد المستمر

خلال اليومين الماضيين عبّرت المصادر العسكرية الأميركية لـ العربية.نت عن إحباطها بسبب التصرفات الروسية، وقال أحدهم “إن كل ما عليهم فعله هو أن يرفعوا السمّاعة” ويقصد هنا أن التصرف الأقرب للمنطق من قبل القوات الروسية هو اللجوء إلى قواعد التنسيق وفكّ الاشتباك كما وضعها الجانبان منذ سنوات، ومن ضمنها الاتصال بالأميركيين لدى الشك بتحليق من قبلهم.

لكنه من الواضح الآن أن القوات الروسية لا تريد الاستعانة بـ “الخط المفتوح” وإن تابعت الإصرار على عدم التعاون مع الأميركيين ستكون سيناريوهات المواجهة “غير المقصودة” بين الجانبين مفتوحة وهذا ما لا يريده الأميركيون.

تفيد التجارب السابقة أن الأميركيين يلجأون إلى التشهير لو أن القضية تتعلّق بالعتاد الأميركي، وقضية المسيرات فوق البحر الأسود منذ أشهر، دليل جيّد على ذلك. فقد أسقط الروس مسيرة أميركية فوق المياه الدولية وانتهت المسألة عند هذه النقطة، وفي العام 2019 أسقط الإيرانيون مسيرة أميركية في المياه الدولية قبالة عمان ولم يردّ الأميركيون.

ماذا يحدث لو أصيب جندي أميركي؟

مصدر عسكري أميركي قال لـ العربية.نت إن مهمة الأميركيين في سوريا مخصصة لمكافحة داعش ومنع عودتها، وجزء كبير من العمل الأميركي كان مخصصاً لملاحقة قادة وعناصر داعش في مناطق لا تسيطر عليها القوات الأميركية، بل هي في منطقة شمال غربي سوريا.

الوصول إلى هذه المناطق تطلب في الماضي إرسال قوات أميركية بالمروحيات وهذا ما حدث لدى تصفية زعيم داعش، أبو بكر البغدادي في العام 2019 ، ثم خلفه أبو إبراهيم القريشي في العام 2022 وستضطر القوات الأميركية إلى متابعة هذا النوع من العمليات كلما تأكدت من وجود إرهابي من داعش أو القاعدة، وكلما كانت هناك ضرورة لإرسال جنود أميركيين لتنفيذ الهجوم.
فماذا لو كانت القوات الأميركية في مهمة ميدانية في منطقة إدلب وتعرّضت طائراتهم أو مسيراتهم للمشاكسة الروسية؟

العسكريون الأميركيون يعتبرون أن أي تهديد للجنود الأميركيين خلال مهماتهم يثير قلقاً كبيراً، أما لو أصيب جندي أميركي من قبل القوات الروسية، فإنه سيفتح الباب أمام مواجهة عسكرية بين الدولتين على الأراضي السورية.


الجدير بالذكر ان خبر “الأميركيون والروس يخاطرون بمواجهة عسكرية في سوريا” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.

Previous post مظاهرة في تونس تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين | أخبار
Next post نعمة سعيد تحقق ذهبية الخطف لدورة الألعاب العربية بالجزائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *