أثارت صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لسيدة غير محجبة تتحدث من فوق أحد منابر زاوية في مدينة فاس وسط المغرب، حالة من الجدل.
وحسب وسائل إعلام مغربية فإن الصور المتداولة لها علاقة بتنظيم لقاء ثقافي احتضنته زاوية عبد القادر الفاسي الفهري الموجودة بمنطقة الرصيف بالمدينة العتيقة لفاس بمناسبة “أيام التراث”، المقامة في الفترة الممتدة بين 12 و14 مايو/أيار الجاري، احتفاء بالتراث المادي واللامادي للعاصمة العلمية للمملكة.
مصدر من جمعية ذاكرة فاس (لم يذكر اسمه) قال إن المحاضرة ألقيت في فضاء مخصص لتعليم الخط العربي واللغة العربية للناطقين بغيرها، وهو فضاء تابع لزاوية عبد القادر الفاسي الفهري.
وأضاف “الكرسي الذي اعتلته المتدخلة في فعاليات هذا النشاط الموضوعاتي لا يخص منبرا لإلقاء خطبة صلاة الجمعة، بل هو كرسي يتم اعتلاؤه لإلقاء المحاضرات التي تخص المواضيع الدينية والدنيوية داخل الزاوية المذكورة، ومسموح به للمسلمين والأجانب”.
ولفت المصدر ذاته إلى أن الصور المتداولة لا تخص إلقاء صاحبتها درسا دينيا، بل كانت مداخلتها في موضوع “حقوق الإنسان والتراث” ألقتها إحدى الناشطات الحقوقيات بمدينة فاس بمناسبة تنظيم أيام التراث، بحضور نساء محجبات وأخريات غير محجبات.
المحامي والمحلل السياسي نوفل البعمري شرح تفاصيل الصورة في تدوينة على صفحتة في فيسبوك أمس الأحد، قائلا “تواصلت معي السيدة المعنية (لم يذكر اسمها) بهذه الصورة بشكل شخصي وبالهجوم الذي تتعرض له بسببها، شخصيا أعرفها مناضلة حقوقية وصديقة محترمة، كما أنه لا يمكن أن تسمح لنفسها بالإساءة لأي دين فما بالنا بالإسلام”.
وأضاف “الأمر يتعلق بزاوية عبد القادر الفاسي الفهري، ولا علاقة له بمسجد القرويين. المكان الذي تجلس عليه ليس منبر إمامة، بل هو كرسي لإلقاء المحاضرات مفتوح في وجه الحضور من أجانب أو مغاربة ممن يتوافدون على الزاوية باستمرار وفي مناسبات عدة”.
وتابع “الحضور كان فيه مسلمون وأجانب غير مسلمين جالسون على كراس عادية، منهم من ترتدي الحجاب، ومنهن لا. الأمر لا يتعلق بخطبة، بل بمداخلة قدمتها تحت عنوان حقوق الإنسان والتراث”.
الداعية الدكتور رشيد بنكيران انتقد الواقعة قائلا “معظم الزوايا بالمغرب هي مساجد كذلك، وخصوصا إذا كان لها محراب كمحراب المساجد كما في الصورة، وتفتح أبوابها لعموم الناس لتقام فيها الصلوات المفروضة جماعة، وقد جرى عرف المسلمين المغاربة وعملهم مع هذا النوع من الزوايا على أساس أنها مساجد فأخذت أحكامها”.
وطالب بنكيران بمقاطعة الزاوية، قائلا في تدوينة على فيسبوك “نظرا لخطورة الواقعة دينيا واجتماعيا، فإني أدعو كل من كان يتردد على تلك الزاوية ألا يذهب إليها حتى يتم إصلاح ما فسد، نصرة لدين الله وغضبا لانتهاك حرماته”.
وعلق الداعية الشيخ الحسن بن علي الكتاني الحسني في تدوينة على فيسبوك قائلا “ما هذا العبث ببيوت الله في المغرب؟ هل هذا يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ هل يرضي الإمام مالكا رحمه الله تعالى”.
المصدر : الجزيرة + الصحافة المغربية + مواقع التواصل الاجتماعي
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.