تواصل فرق الدفاع المدني في دول مثل اليونان وتونس جهودها لاحتواء حرائق الغابات التي اندلعت جراء موجة الحر الشديد التي تضرب مناطق عبر العالم. فيما تلا تسجيل معدلات حرارة قياسية في دول أخرى عواصف رعدية عنيفة وانهيارات أرضية خلّفت قتلى وتسببت في إغلاق مدارس وغمر الطرق وتعطيل حركة القطارات.
فلليوم الرابع على التوالي، يحاول عناصر الدفاع المدني في اليونان مكافحة حرائق الغابات بمحيط العاصمة أثينا. ورغم تمكن الفرق من السيطرة على الحرائق في مساحات واسعة فإنها ما زالت تلاحق بعض الجيوب المشتعلة في مناطق متفرقة.
وقال متحدث باسم الدفاع المدني إن الحريق الرئيسي بالقرب من أثينا تحول إلى أزمة كبرى.
وأشار إلى أن القوات الأجنبية التي وفرتها منظمة الحماية المدنية الأوروبية، بالإضافة إلى 4 طائرات وصلت إلى اليونان من إيطاليا وفرنسا، تساعد في إخماد الحرائق.
كما يتوقع أن تصل أيضا فرق إطفاء من بولندا ورومانيا وسلوفاكيا، للمساعدة في جهود احتواء الحرائق.
مزيد من الحرائق
وحذرت إدارة الأرصاد اليونانية من زيادة احتمالات نشوب مزيد من الحرائق اعتبارا من اليوم الخميس مع تعافي البلاد من أول موجة حارة هذا الصيف.
ويتوقع بدء موجة حارة ثانية اليوم تتجاوز فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق، وقد ترتفع أكثر من ذلك غدا الجمعة لتصل 44 درجة مئوية.
وفي تونس، تواصل وحدات من الحماية المدنية والجيش التونسي جهود السيطرة على حرائق اندلعت في غابات بمنطقة ملولة في مدينة طبرقة شمال غربي البلاد.
وقالت السلطات المحلية ووالي جندوبة سمير كوكة إن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأشجار صعّب كلاهما عمليات الإطفاء.
وفي الجزائر، خفض الديوان الجزائري للأرصاد الجوية مستوى التنبيه من موجة الحر التي اجتاحت البلاد من المستوى الثالث إلى الثاني.
وأكدت الأرصاد الجوية تراجع درجات الحرارة تدريجيا اعتبارا من أمس الأربعاء وأنها ستنخفض إلى أقل من 40 درجة في ولايات ساحلية وإلى 44 درجة في ولايات داخلية.
وفي فرنسا، صنفت السلطات 13 محافظة جنوبي وجنوب شرقي البلاد ضمن لائحة الإنذار البرتقالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها.
ففي مدينة نيس تواصل إنذار الحرارة المرتفعة لليوم العاشر على التوالي، فيما سمحت السلطات المحلية بمدينة مرسيليا بالدخول مجانا للمسابح ضمن إجراءاتها لمواجهة موجة الحر.
عواصف رعدية
من ناحية أخرى، لقي 5 أشخاص على الأقل مصرعهم في عواصف رعدية عنيفة اجتاحت كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة مساء أمس الأربعاء، بعد أيام من درجات حرارة مرتفعة جدا شهدتها منطقة البلقان.
وقال توميسلاف توماسيفيتش، رئيس بلدية العاصمة الكرواتية زغرب إنّ “هذه عاصفة غير مسبوقة وكذلك على صعيد الأضرار”.
وتضررت أعمدة كهرباء واقتُلعت أسطح عدد من المنازل بسبب رياح عاتية، وغمرت المياه عددا كبيرا من الشوارع.
وقُتل 4 أشخاص على الأقل -3 في كرواتيا وواحد في سلوفينيا- بسبب سقوط أشجار، من بينهم اثنان في زغرب حيث غمرت المياه مستشفى، بحسب الشرطة ووسائل إعلام محلية.
وقالت الشرطة الكرواتية إن القتيل الثالث هو رجل يبلغ من العمر 40 عاما قضى عندما سقطت شجرة اقتلعتها الرياح من جذورها على شاحنته في شرق البلاد.
وفي زغرب، دعت السلطات السكان إلى تجنب التوجه إلى الحدائق العامة، فيما تسبّبت الرياح الشديدة بسقوط رافعة، مما أدى إلى إصابة رجل يعمل في مقصورة قيادتها بجروح خطيرة.
انهيار أرضي
أما في الهند، فذكر مسؤولون بولاية مهاراشترا غربي البلاد اليوم الخميس أن عمال الإنقاذ يواجهون صعوبات جمة في منطقة تضاريسها وعرة ووسط أحوال جوية سيئة وهم يبحثون عن ناجين بعد انهيار أرضي أودى بحياة ما لا يقل عن 10 أشخاص في قرية جبلية إثر هطول مياه الأمطار الغزيرة على المنحدرات.
وقال المسؤولون إن انهيارا أرضيا وقع خلال الليل في قرية إيرشالوادي الصغيرة النائية بالولاية الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا من مومباي.
وأبلغ نائب رئيس وزراء الولاية ديفيندرا فادنافيس برلمان الولاية بأنه جرى انتشال 10 جثث وإنقاذ أكثر من 80، إلا أن التقديرات تشير إلى أن 225 شخصا على الأقل كانوا يعيشون في القرية الصغيرة.
وكان انهيار مماثل قد وقع في قرية مجاورة قبل عامين وتسبب في مقتل أكثر من 80 شخصا.
وقال مسؤول بهيئة الأرصاد الجوية إنه من المتوقع هطول مزيد من الأمطار اليوم لكنها لن تكون بنفس الغزارة. وصدر تحذير باللون الأحمر لساحل ولاية مهاراشترا وكذلك لولاية غوجارات إلى الشمال التي شهدت هي الأخرى هطولا غزيرا للأمطار هذا الأسبوع.
وتسببت الأمطار في إغلاق مدارس وغمر الطرق وتعطيل حركة القطارات في مهاراشترا وغوجارات.
كما أغلقت المدارس والجامعات اليوم في العاصمة الاقتصادية مومباي، وعلقت السلطات أمس بعض خدمات القطارات بعد هطول أمطار غزيرة على المدينة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.