نفى الأكاديمي والمحلل السياسي علي يعقوب أن يكون هناك أي تصعيد عسكري من قبل قادة الانقلاب في النيجر، بل وصف ما يقومون به بمحاولة الدفاع عن الانقلاب.
ورأى -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/8/26)- أن حالة التأهب القصوى للجيش في النيجر بسبب توقع هجوم عسكري من مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) والقوات الفرنسية، وذلك بعد أن حذر رئيس مجموعة إيكواس -الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو- قادة الانقلاب من تحرك ما سماها أطرافا خارجة عن سيطرة إيكواس للتدخل في النيجر، في حال أصر “الانقلابيون” على رفض التجاوب مع مقترحات المجموعة.
وحسب مراسل الجزيرة، فإن قيادة أركان الجيش في النيجر أمرت بوضع القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى. وذلك في تصعيد عسكري يأتي غداة تصعيد سياسي وُجه ضد فرنسا، وصل إلى حد طلب وزارة خارجية النيجر من السفير الفرنسي مغادرة البلاد، على إثر رفضه دعوة لمقابلة المجلس العسكري، وبسبب تصرفات صدرت من باريس تتعارض مع مصالح النيجر، حسب وصف الوزارة.
طرد السفير الفرنسي
وبشأن مغادرة السفير الفرنسي النيجر، أوضح رئيس المعهد الأوروبي لدراسات الأمن والاستشراف إيمانويل ديبوي أن السلطات الجديدة في النيجر تريد النقاش مع السفير الفرنسي، لكن باريس لا تعترف بشرعية هذه السلطات، وهو الأمر الذي يمنح فرنسا حرية القرار بإبقاء سفيرها في النيجر وتجاهل مطالب سلطات الانقلاب.
كما شدد ديبوي على أن فرنسا تعتمد على مبدأ حقها في الاستمرار في عملها الدستوري في النيجر، خاصة أن السفير الفرنسي قدم ورق اعتماده أمام الرئيس محمد بازوم وليس المجلس الحالي، لافتا إلى أن فرنسا لا تعترف إلا بالانتخابات الرئاسية التي أجريت منذ سنتين في النيجر.
وشدد على أن فرنسا تريد حلا دبلوماسيا للأزمة في النيجر من خلال الوساطة الدبلوماسية، نافيا أن تكون باريس تفضل التدخل العسكري، ولكنها تسعى لعودة بازوم لممارسة صلاحيته التي منحه إياها الشعب، على حد قوله.
وكانت وزارة خارجية النيجر قد نفت في وقت سابق طلبها من سفراء الولايات المتحدة وألمانيا ونيجيريا مغادرة البلاد، كما حدث مع السفير الفرنسي. بدورها، ردت الخارجية الفرنسية على إجراءات نيامي بقولها إن الانقلابيين في النيجر لا يملكون سلطة تسمح لهم بطلب مغادرة السفير الفرنسي.
القوة أم الدبلوماسية؟
أما عن أسلوب واشنطن في التعامل مع أزمة النيجر، فأشار الضابط السابق في قوات النخبة الأميركية شون ماكفيت إلى أنه مختلف عن الأسلوب الفرنسي، موضحا أن أميركا تفضل الحل الدبلوماسي ولا تنحاز للتدخل العسكري، على خلاف إيكواس وفرنسا.
وأضاف أن أميركا ترى أن انسحابها من النيجر سيترك فراغا ستعمل روسيا ومجموعة فاغنر على ملئه، كما حدث سابقا في مالي والسودان وبوركينا فاسو.
من جهة أخرى، كشفت وسائل إعلام في نيجيريا تفاصيل جديدة عن الاجتماع المغلق الذي عقده رئيس نيجيريا (الرئيس الحالي لمجموعة إيكواس) مع وفد الوساطة من العلماء الذي غادر إلى نيامي للمرة الثانية. ونُقل عن تينوبو تحذيره من أن عدم تجاوب قادة الانقلاب في النيجر مع إيكواس سيفتح الباب لتحرك أطراف أخرى خارجة عن سيطرة المنظمة.
كما حمّل الرئيس النيجيري تينوبو المجلس العسكري المسؤولية عن تعريض شعب النيجر للخطر، وطالب بالتزامات من المجلس العسكري لاستعادة النظام الدستوري في النيجر قبل فوات الأوان. وكشف كذلك عن ضغوط يتلقاها، تتمثل في مكالمات هاتفية مكثفة بشأن استعداد بعض الدول للتدخل عسكريا، مؤكدا أنه ما زال يعمل على ثني هذه الأطراف ومجموعة إيكواس عن استخدام القوة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.