“عزيزي السيد أوميجلو، إما أن تمنحنا مبلغ 1000 دولار وإما سنختطف ابنتك الصغيرة ماري، ونفجر متجرك”.
(عصابة اليد السوداء)
على منضدة خشبية، في الحي الإيطالي في مدينة نيويورك، جلس مجرمان، رجل العصابات، لكتابة رسالة ابتزاز موجهة إلى جزار إيطالي، في المشهد التالي، تصل الرسالة إلى الرجل المعني. يشحب وجهه من الخوف، يفشل لاحقا في تدبير المبلغ المراد، فتنفذ العصابة تهديدها.
سينما الجريمة.. ألف وجه للحقيقة
ربما تكون هذه الحكاية التي تعود إلى فيلم “اليد السوداء” (1906) وتستند إلى قصة حقيقية هي أول عهد السينما بأفلام العصابات، أحد أنواع سينما الجريمة، التي يُعرِّفها قاموس أكسفورد بأنها الأفلام التي تتمحور حول الجريمة وعواقبها، وتخرج من سياق اجتماعي وتُمثِّله، مسبغة عليه معنى من خلال تجسيدها للجنايات والقانون والعدالة والعقاب، وتسع أماكنها قاعات المحاكم وأقسام الشرطة أو السجون وتجسِّد التنظيمات العصابية وعمليات السطو ومسار التحقيقات (1) (2) (3).
نذرت سينما الجريمة نفسها للواقع منذ الحقبة الصامتة حتى الآن، لتزدهر خلال الحركة التقدمية في الولايات المتحدة، التي تخللتها ظروف اجتماعية أدت إلى انتشار الفوضى والجرائم المنظمة وتراجع الثقة في الحكومة، ما أفسح مجالا لما يعده النقاد أول فيلم جريمة حقيقي وهو فيلم “سرقة القطار الكبرى” (The Great Train Robbery). وعلى خلاف عصابة اليد السوداء التي عمدت إلى استخدام نبرة تهديدية أولا، فإن العصابات في “سرقة القطار الكبرى” تقتحم القطار مباشرة مروعة راكبيه، فيما بدا حينها لجماهير السينما حدثا مثيرا أن يشاهدوا على الشاشة قطارا يتحرك وبدا لوهلة كأنه على وشك الاصطدام بهم.
تزامن صعود هذه السينما مع قانون الحظر الذي أقرّته أميركا في العشرينيات، وعنى ضمنيا منع الكحول، الأمر الذي أتى بنتاج عكسي، فلم يكبح جماح الجماهير بقدر ما دفع المزيد للتمرد على القانون، لتنتج في الثلاثينيات أفلام مستقاة من واقع المجتمع، وهو ما أضفى سحرا خاصا على أفلام العصابات التي صوَّرت أبطالا طامحين لتعديل أوضاعهم بطرق غير مشروعة، كما رسمت شخصيات المحققين البارعين مثل “شرلوك هولمز”، ثم جاءت الأربعينيات بذروة أفلام النوير (السينما المظلمة) وصولا إلى أفلام التسعينيات التي تغذت بأفكار جانبية كالكوميديا السوداء وغيرها (4) (5).
لا تَعِد سينما الجريمة وتنويعاتها أبدا عالما مثاليا، كما لا تبذل جهدا لتجميل واقع قاتم أو إنكار مسحة من عبثيته، حيث تُختتم الأفلام أحيانا بطريقة عنيفة، وغير منصفة، دون أن تبتعد بذلك كثيرا عن تعقيدات الحياة ومآلاتها. لذا ارتأينا في “ميدان” ترشيح أعمال مختارة تُعَدُّ أفضل أفلام الجريمة في القرن الـ21، وفق العديد من النقاد.
مدينة الرب
يباشر المخرج البرازيلي فرناندو ميريليس فيلمه “مدينة الرب” (City of God) الذي قورن بفيلم “جود فيليس” (Goodfellas) لمارتن سكورسيزي (6) بنظرة ذعر لدجاجة عينيها معلقتين على سكين وتلوذ بالفرار من عصابة، لينتهي بها الحال عند قدمي الراوي “روكات” (إليكساندر رودريغيز)، موجزا بذلك تتابعا سرديا غير خطي للعنف الذي يفرض سطوته على إحدى العشوائيات التي بنتها الحكومة البرازيلية لعزل المعدومين والفقراء عن أكبر مدنها ريو دي جانيرو، فاستحالت تلك البقعة المنسية والمستبعدة بمرور الوقت إلى بؤرة إجرامية لا يحكمها سوى قانون الأقوى، ولا يلتجأ الناس فيها إلا إلى الرب.
عمد ميريليس إلى المونتاج السريع وحركة الكاميرا المحمولة طيلة الفيلم تقريبا، لإيصال إحساس أن حياة القاطنين في المنطقة أقرب إلى لهاث مستمر لا يهدأ إلا بحوارات تُظهر بواطنهم ورغبتهم في الهروب أو بإمساك الراوي للكاميرا بإحكام وشغفه بالتصوير. في هذا السياق تحمل الكاميرا مجازا إنسانيا عن المساحة التي حافظ عليها روكات بينه وبين محيطه، على تفضيله الوقوف شاهدا على ما يحدث عن الانخراط فيه، لم يضمن ذلك لروكات لزمن إلا خيبات متوالية، ومحاولات متأنية للتمرد، لاختلاس قبلة أو ضحكة، إلا أن الكاميرا وما تمثله له من حلم حالت بينه وبين التمادي.
ينقل الفيلم الذي ترشح لأربع جوائز أوسكار لفئات التصوير والمونتاج والتأليف والإخراج قصة حقيقية مستوحاة من رواية لباولو لينز الذي شب في هذه المدينة وفر منها، ليكتب في ثمانية أعوام رواية عنها ساردا فيها سيرة المصور الصحفي ويلسون رودريغيز.
أتى ميريليس بقاطني مدينة الرب حقا لتصوير فيلمه، مجسدا صورة شرسة للحرب الدائرة بين العصابات وبينهم وبين رجال الشرطة، يأول البعض الفيلم بأنه دعوة للتغيير، لكنه جاء مفتوحا لا يغفل عن إظهار المدينة بمنحنياتها ودهاليزها الأخلاقية كما هي فحسب.
المغادرون
أما فيلم “المغادرون” (The Departed) لمارتن سكورسيزي، وهو إعادة صنع لفيلم المخرج أندرو لاو “شؤون جهنمية”، أحد أنجح الأعمال في هونغ كونغ، فيأتي مطعَّما بثيمات عميقة كالهوية والانتماء والولاء والخيانة والسلطة. كان الفيلم أحد أكثر الأعمال ترقبا في 2006، ليحظى عند عرضه باستحسان الجمهور والنقاد على حدٍّ سواء، وينال أربع جوائز أوسكار عن أفضل فيلم ومخرج وسيناريو مقتبس ومونتاج. نقل الفيلم منذ بدايته إحساسا قويا بالمجتمع عبر التركيز على جنوب بوسطن بصريا وسرديا، مطوِّرا فاصلا وتضادا بين عالمَيْ عصابة فرانك كوستيلو وزعيمها (جاك نيكلسون) ودائرة الشرطة (7) (8).
رأى فيه الناقد النافذ “روجر إيبرت” حبكة تلتف حول رجلين يُقذفان في حياة ازدواجية لا ينتمي كلٌّ منهما إليها، يرتدي كلٌّ منهما قناعا يتخفيان فيه من حقيقتهما، ويناقضان به واقعهما (9) (10) (11). يعبر سكورسيزي عن هذه الصراعات الداخلية والخارجية بين أكبر عصابة مخدرات والشرطة، بإدراج رمزيات كالفأر في إسقاط على الخيانة، فنلمحه يجري في اللقطات الأولى من الفيلم وفي المشهد الأخير على النافذة خلف المخبر، والمحيط المشبع بالدماء واللون الأحمر دلالةً على العنف والخطر المحدق.
لا بلد للعجائز
تحت شمس تكساس الحارقة، وسط الجفاف والصحراء الفارغة إلا من بضعة مركبات وأشخاص عابسين من الحرارة، جاء فيلم الأخوين كوين “لا بلد للعجائز” (No Country for Old Men) الحائز على 4 جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم، والمأخوذ من رواية للكاتب كورماك مكارثي بالعنوان ذاته، جاء بمثابة إشارة إلى التغير في العالم وسيادة الاضطراب الزاحف نحو تلك الرقعة من البلدة (12) (13) (14).
يمنح الأخوان إلماعة لمسار عملهما بما يقصه أحد الأبطال، وهو شريف يسمى بيل (تومي لي جونز) في اللحظات الأولى من الفيلم حول إعدام مراهق في الـ14 من عمره، أقر عند اعتقاله بأنه متى ما أطلقوا سراحه فلن يتوقف عن القتل لما يهبه له من لذة. تلك المقدمة التي تسبق ظهور المجرم “أنتون شيغور” (خافيير بارديم) هي ما تسوقنا نحو الأحداث اللاحقة محاوِلةً شرحها.
يدور الفيلم ولو في ظاهره حول الصياد ليولين موس (جوش برولين) الذي تقوده المصادفة إلى شاحنة تعتمر بالمخدرات والأموال، يتساقط بجانبها رجال مضرّجون بدمائهم، فهل يسرق موس تلك الثروة؟ وما العواقب التي قد تترتب على ذلك القرار في حال اتخاذه؟
نتتبع ثلاث شخصيات؛ الشرطي بيل، والقاتل السادي شيغور، والصياد، في مطاردة تخبرنا عما يحرك هذه الشخصيات ودوافعها، وبالأخص شخصية شيغور، حيث يُرجع فعل القتل إلى عملة نقدية، وكأنه بذلك يحاول سبغ أفعاله بمعنى أو التملص منها بإرجاعها إلى جماد لتقرير مصير ضحاياه، بينما تُعيدنا انفعالاته إلى قصة الصبي ذي الـ14 من عمره، لنعي أن مبرر القتل قد يكون واحدا.
زودياك
صنع ديفيد فيتشر فيلمه “زودياك” (Zodiac) عام 2007 حول قصة حقيقية لقاتل متسلسل أفلت بجرائمه لأعوام خلال الستينيات، وما استبد بالجميع وقتها من عجز وحيرة أمام تلك الشفرات الملغزة التي أرسلها القاتل على مدار أعوام ضمن رسائل خطية (15) (16)، وحظيت بتغطية إعلامية مكثفة.
يفتتح فيتشر عمله مباشرة بجريمة قتل لفتاة وصديقها داخل سيارتها، ليتلقى مركز الشرطة اتصالا من القاتل بعد ساعات من الحادث ناسبا الفضل له ومقرا بجريمته، لكن فينشر لا يأخذ فيلمه باتجاه دموي، بل يجعله أقرب إلى سعي حثيث لفهم كل هذا العبث.
هكذا يتقاطع درب رسام كاريكاتير روبرت جرايسمث (جايك جيلنهال) بالمحقق ديي توشي (مارك روفالو)، وينقسم الفيلم لنجده في النصف الأول يدور حول التحقيقات الجارية وتجميع الحقائق بسرد غير خطي، وكأنه يوصل تخبط الشخصيات وحيرتها والطرق التي تبدو مسدودة، بانيا توترا باستخدام حركة الكاميرا، وشيئا فشيئا مع التقدم في الفيلم يتضاءل الأمل في إيجاد إجابة شافية، وتمسي الحقيقة هاجسا شخصيا عند فرد واحد (17) (18).
سجناء
يتخذ الهاجس لونا عاطفيا في فيلم من إخراج ديفيد فيلنوف وكتابة آرون وزيوسكي هو “سجناء” (Prisoners)، حين تُختطف فتاتان صغيرتان إحداهما ابنة كيلر دوفر (هيو جاكمان) الذي يسعى باستماتة لإيجادها في ناحية، فيما يعمل المحقق لوكي (جاك جيلينهال) في ناحية أخرى، منزلقين بذلك نحو منعطفات شتى (19) (20).
يخلق فيلنوف مدخلا لفيلمه من خلال لقطة مثبتة إلى غابة يتحرك فيها غزال، قبل أن يصيبه طلق ناري فيهوي دون أن يضمد جراحه أحد، لنرى أن صياده هو ابن دوفر الذي يقف بجانب والده. لنجد في لمحة خاطفة أن ما مُني به غزال على حين غرة مقدمة لما سيعكر صفو أبطاله.
يبدو دوفو رجلا صلبا ذا بأس، حذرا يخزن في مرآب بيته كل ما قد يواجه به خطرا محدقا بدقة لا متناهية، ويحدِّث ابنه منذ الدقائق الأولى بأن يبقى متأهبا على الدوام، لنعي مع المُضي في الفيلم أن تلك السيطرة التي يخال دوفو أنه يملكها على عالمه ما هي إلا وهم، كل ذلك اليقين بأن بإمكانه الصمود وحماية عائلته ولو حلت نهاية الكوكب، تتهاوى تدريجيا كلما أدرك عجزه عن إنقاذ طفلته، تماما كغزال ضال قد لا يملك نجاته.
قيادة
يمتد اللا يقين إلى فيلم “قيادة” (Drive) للمخرج نيكولاس ريفن وسيناريو الكاتب الإيراني حسين أميني، المأخوذ من رواية بالاسم نفسه لجيمس ساليس، هنا تظهر شخصية يكتنفها الغموض الذي يفسح مجالا للتكهنات حولها، هي “فيتوغو سوارتلاند”، وهو رجل “هامشي” يعمل ميكانيكيا ودوبليرا وسائق سيارات سباق في مشاهد الأفلام الخطرة، ويعيش ليلا في حياة سرية يُشبع فيها تخيلاته البطولية. (21)(22).
أما قصة الحب مع إيرين، فكانت كما يبدو القطعة المفقودة التي يكتمل بها عالم صديقنا الخيالي، بوسعه بها تحقيق ما لم يستطع أن يكونه قبلا، فيتقدَّم بجسارة ويلعب دور البطولة أخيرا لأجل امرأة ذات عينين متسعتين ووجه ملائكي وطفلها ذي الأعوام المعدودة (23). يتفادى السائق في البداية بحزم كل أشكال التورط العاطفي والنفسي، يتمسك بالقيادة لأنها تلبي لديه تلك النزعة من التحرر، ليمثل ظهور إيرين منعطفا جذريا له، يتراجع عن حسمه، بل ويخرق قاعدته بالترجل من سيارته والخروج عن ثوب شخصيته وخيانة قاعدته، ماضيا في ذلك حتى النهاية.
تعكس الكادرات أضواء الشوارع الخافتة وثراء التكوينات مع إيماءة رومانسية، لكنها تنلقب إلى النقيض في مشاهد العنف، مانحة نكهة شاعرية للعمل. وقد عُرض الفيلم في مهرجانات سينمائية دولية مثل كان 2011 وصفق له الحضور، وكال له النقاد الإشادة والمديح مقاربين إياه مع أفلام النوير من القديمة.
باتمان
وسط كل تلك الظلمة، يلوح فارس الظلام كخيال يثير ذعر المجرمين، يظهر كمخلص مدينة جوثام التي أنهكها الفساد والخارجون عن القانون واستفحلت فيها الجريمة، نور يضيء السماء الملبدة بالغيوم، ليتجلى كمسيح مخلص، وكرجل ملفع بالعزلة إلى حد قوله: “يمكنك أن تراني مختبئا في الظلام، لكني، أنا الظلال”.
قُدِّر لهذا العمل، “باتمان” (The Batman)، من إنتاج “وارنر براذرز” عام 2022 وإخراج مات ريفز وبطولة الممثل روبرت باتينسون أن يقابل بضع عثرات، كتلك التي واجهها باتينسون مبكرا من هجوم وطعن في قدرته على أداء الدور الذي ترشح له، ليؤكد في أحد اللقاءات استعداده له ومدى ولعه بسلسلة الكتب المصورة من باتمان منذ صغره، رافضا كما بدا صورة معجبيه في سلسلة “توايلايت” التي حاصروه بها بوصفه شابا وسيما يصلح فقط للأفلام الرومانسية.
بعد تأجيله مرتين وعرضه العام الماضي حقق الفيلم عائدات قُدِّرت بـ750 مليون دولار فاقت ميزانيته البالغة 200 مليون دولار، ما جعله أعلى فيلم من حيث الإيرادات في عام 2022، حائزا على إعجاب واسع على كل الأصعدة من الموسيقى والتصوير السينمائي اللافت لجريج فريزر والإخراج إلى تسلسل الحركة والحكاية وواقعيته التي فاقت أفلام باتمان السابقة.
نلمح في تتابعات البدايات جريمة قتل، وتجليا خاطفا للون الأحمر، وهو هنا ليس فقط نذير خطر للدماء المراقة، بل لفحة من الأمل يتعلق بها ساكنو جوثام، متلهفين لعدالة غائبة قد يحققها فارسهم المرتقب مبددا عنهم كل هذا السواد.
ما يميز نسخة باتمان الأخيرة عن سابقيها ويجعله أحد أفضل أفلام الجريمة هي قدرته على خلق موازنة بين صراعات البطل المحتدمة المرئية والخفية، بين حاضره وماضيه، في دراما واقعية حاضرة وبقوة من خلال عناصر سينمائية متكاتفة كالموسيقى والمطر المنهمر على الضوء الشاحب والرؤى الشبحية التي تتقل لنا مشاعر شتى، بجانب مسحة من الرومانسية يندر وجودها في أفلام الأبطال الخارقين.
_______________________________________________________________________
المصادر:
- History of Crime Films timeline | Timetoast timelines
- A brief history of movie crime – Crime Films – (filmreference.com)
- Evolution of Crime Films – Sociology Lens Insights
- Crime Films | Oxford Research Encyclopedia of Criminology
- The Problem of the Crime Film – Crime Films – Jukola Art Community (jukolart.us)
- City of God movie review & film summary (2003) | Roger Ebert
- The Departed | The Departed | The Guardian
- The Departed movie review & film summary (2007) | Roger Ebert
- How Does Martin Scorsese Layers Symbolism and Color in ‘The Departed’? (nofilmschool.com)
- The Departed: The Art of Making a B-Movie | ACMI: Your museum of screen culture
- Martin Scorsese Style Of Filmmaking: Learn From The Master • Filmmaking Lifestyle (filmlifestyle.com)
- No Country for Old Men review – dark, violent, apocalyptic and triumphant | Film | The Guardian
- No Country for Old Men – Movie – Review – The New York Times (nytimes.com)
- No Country for Old Men movie review (2007) | Roger Ebert
- Zodiac – Movies – Review – The New York Times (nytimes.com)
- Zodiac holds up better than ever 10 years later | movie review | Smash Cut (smashcutreviews.com)
- Zodiac | Film | The Guardian
- Zodiac movie review & film summary (2007) | Roger Ebert
- Prisoners movie review & film summary (2013) | Roger Ebert
- Prisoners – review | Thrillers | The Guardian
- The movie ‘Drive’ [2011] as a metaphor for our psychological drives | by Phetogo Swartland | Medium
- Cinematography of Drive: Light, Shadow And Composition | Raindance
- Newton Thomas Sigel — Drive Cinematography Breakdown (studiobinder.com)
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.