إليك أفضل 10 أفلام خيال علمي في القرن الحادي والعشرين


يختلف الناس في أذواقهم، ولا يمكن أن يتفق عشرة أشخاص معا على أهم أو أجمل خمسة أفلام خيال علمي أو إثارة أو دراما، لكن في خضم كل ذلك التردد والاختلاف هناك بعض الأفلام التي تحظى بقدر كبير من الإجماع، يعني ذلك أن هناك كذلك احتمالا جيدا أن تستمتع أنت كذلك بتلك الأفلام، في هذه المادة نعرض 10 منها في نطاق محدد وهو الخيال العلمي، لكن دعنا نتفق على عدة شروط في هذه القائمة: أولها أننا سنتجنَّب أفلام الأبطال الخارقين، وثانيها أننا سنتعمَّد التنوع بين الثيمات العلمية التي اعتمدت عليها تلك الأفلام، وأخيرا أنها ستكون ضمن أعلى تقييمات الجمهور والنقاد منذ بداية الألفية وحتى الآن.

 

Inception

Inception
Inception (مواقع التواصل)

صدر عام 2010، من إخراج كريستوفر نولان وبطولة ليوناردو ديكابريو، الذي يلعب دور لص محترف يسرق المعلومات السرية من عقول البعض عن طريق التسلل إلى العقل الباطن، قبل أن تُعرض عليه فرصة ليزرع فكرة في دماغ أحدهم بالطريقة نفسها، حبكة الفيلم ممتازة بالطبع، ورغم أنه يُصنف ضمن فئة الخيال العلمي فإنه قائم على عدد من النتائج العلمية الحقيقية، فمثلا في فبراير/شباط 2021، تمكَّن فريق بحثي دولي من التواصل مع 36 متطوعا أثناء نومهم، لتدريبهم على تذكُّر أحلامهم، ثم كيفية إدراك أنهم داخل الحلم وهم داخله بالفعل، في هذه الأثناء قاموا بإعطاء النائمين معلومات صوتية وسألوهم عنها، والمفاجأة أنهم أجابوا عنها وهم نائمون، لقد رأوها كمشاهد في الحلم!

للمزيد: إليك تفسير الأحلام الغريبة التي تشعر داخلها أنك نائم

 

The Butterfly Effect

The Butterfly Effect
The Butterfly Effect (مواقع التواصل)

في هذا الفيلم الصادر عام 2004 يجد إيفان تريبورن طريقة لتغيير حياته من خلال قراءة دفتر يومياته، ثم العودة إلى الماضي للحظات بعينها واتخاذ قرارات مختلفة تؤثر على بقية عمره. يبني الفيلم نفسه على اصطلاح “أثر الفراشة” الذي توصل إليه الفيزيائي الأميركي إدوارد لورنز، حينما حاول أن يبني نموذجا حاسوبيا مكوَّنا من عدة معادلات رياضية تتوقّع أحوال الطقس، ليكتشف أنه في كل مرة يضع فيها البيانات نفسها بجهاز الحاسوب كان يحصل على نتائج مختلفة تماما عن المرة السابقة، فتكون النتيجة مثلا إما يوما مُشمسا مع نسيم خفيف، وإما إعصارا طاحنا مع أمطار كثيفة.

 

بعد مراجعة النتائج، وجد لورنز أنه في معادلات المرحلة الأولى من النموذج الرياضي الخاص به كان قد قام ببعض التقريبات في الأرقام العشرية البعيدة، حيث تصور أن ذلك لن يؤثر كثيرا على النتائج النهائية، لكن النتيجة كانت مفاجئة، في تلك النقطة ظهر واحد من أهم المصطلحات في القرن العشرين وهو “الاعتماد الحساس على الظروف الابتدائية”، أي إن بعض المنظومات تعتمد بشكل كبير على الظروف الابتدائية الدقيقة لها، كانت تلك هي البداية الرسمية لما يمكن أن ندعوه “نظرية الفوضى”.

 

يمكننا أن نتخيَّل مثالا تقريبيا على ذلك: رجلٌ -بطريقة ما- زار ماضي الأرض من مليارَيْ سنة، وحينما وصل دهس بالخطأ حشرة صغيرة وقتلها، ثم عاد للمستقبل ليجد عالما مختلفا تماما عن الذي تركه لمجرد أنه دهس حشرة صغيرة، قتل الحشرة هو تغيُّر بسيط وغير محسوس للغاية في الظروف الابتدائية، لكن يمكنه أن يصنع فارقا عظيما في شكل العالم مستقبلا.

 

Interstellar

Interstellar
Interstellar (مواقع التواصل)

نعود مرة أخرى إلى نولان، الذي لا شك سيحتل الكثير من الأماكن في قائمة أفضل أفلام الخيال العلمي، وهذه المرة مع فيلم “بين النجوم” من بطولة ماثيو ماكوناهي، وهو الفيلم الذي دفع الملايين حول العالم للتعلم عن الثقوب السوداء والنظرية النسبية لألبرت أينشتاين.

 

خلال الفيلم، يسافر فريق من المستكشفين عبر ثقب دودي في الفضاء في محاولة لضمان بقاء البشرية، ومعهم نغوص في مغامرة فنية وعلمية شائقة. سوف تدرك ذلك حين تعرف أن أحد صناع الفيلم هو كيب ثورن الفيزيائي الحاصل على نوبل عام 2017 عن إنجازات فريقه في رصد تصادم الثقوب السوداء على مسافات كونية غير مسبوقة، في الفيلم نتعرف إلى ما يسمى “التمدد الزمني”، وهو حقيقة علمية رُصدت بالفعل، حيث يمر الزمن ببطء شديد على هؤلاء الذين يقفون في مجال جذبوي قوي مقارنة بهؤلاء الذين يقفون في مجال جذبوي أضعف، قام ثورن بالفعل بتصميم ثقب أسود (جراجانتوا) يمكن للساعة حوله أن تساوي سنوات على كوكب الأرض.

Mad Max: Fury Road

Mad Max: Fury Road
Mad Max: Fury Road (مواقع التواصل)

صدر هذا الفيلم في 2015، ويحكي عن صحراء قاحلة يعيش فيها الناس في حقبة “أبوكاليبسية” من تاريخ هذا العالم، حاكم مستبد واحد يمتلك القدرة على التحكم في الماء الشحيح جدا، لكن مجموعة من الأفراد يقررون التمرد عليه. حسنا، لا شك أننا نتحدث في هذا الفيلم عن صورة متطرفة جدا من نتائج التغيرات المناخية، لكن الصور الأقل تطرفا منها حدثت بالفعل، نحن نعيش في عالم مُحترٍّ، ترتفع فيه معدلات التصحر، وإلى جانب ذلك تشتد قوة الأعاصير يوما بعد يوم، وتنخفض نسبة المتاح من الماء في العديد من الدول، وترتفع وتيرة الموجات الحارة، هل تعرف أننا الآن نُعرِّف فئة من الناس بأنهم “مهاجرو المناخ”؟ هؤلاء الذين تركوا بيوتهم بسبب الآثار المدمرة للتغير المناخي، هل تعرف كذلك أن الصراعات على المياه بدأت بالفعل؟ عالم “ماكس” في الفيلم قد يكون متطرفا، لكنه بشكل أو بآخر بدأ يتمثل واقعا.

 

Her

في الفيلم الصادر عام 2013، يطور كاتب مصاب بالوحدة علاقة  مع نظام تشغيل مصمم لتلبية كل احتياجاته، حينما صدر هذا الفيلم لم يكن كُتّابه يتصوَّرون أبدا أنه بحلول نهاية العقد ستبدأ برامج روبوتات المحادثة في اقتحام عالمنا، وستتطور لتحاكي أحاديثنا تماما، ووصولا إلى نجم النجوم حاليا وهو “شات جي بي تي”، بل ربما لم تكن لتصدق أنه في عام 2023 ستقرأ خبرا عن رجل بلجيكي يقرر إنهاء حياته بعد أن “شجعه” روبوت محادثة للذكاء الاصطناعي على التضحية بنفسه لوقف تغير المناخ! ما حدث في هذا الفيلم محتمل في المستقبل القريب بشكل لا تتصوره.

 

 

Children of Men

Children of Men
Children of Men (مواقع التواصل)

صدر هذا الفيلم في 2006، وفيه يفقد البشر خصوبتهم لسبب ما، وكل شيء يسير إلى نهاية جنسنا، أقل من مئة عام وسيموت الجميع، لكن يحدث فجأة أن تظهر تلك الفتاة التي تحمل في بطنها طفلا، فكيف سيتعامل الناس مع هذا الحدث الهائل؟

 

في دراسة جديدة موسعة شملت عينات من كل قارات العالم تقريبا وصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كشفت النتائج أن نسب خصوبة الرجال في طريقها للانخفاض، فخلال نحو 50 سنة مضت كان التراجع في تركيز الحيوانات المنوية لدى 57 ألف شخص من 53 دولة بمعدل 1.2% كل سنة، ووصل بعد سنة 2000 إلى 2.6% لكل سنة! وفي المجمل وصلت نسب التراجع إلى 50% خلال الفترة من أوائل السبعينيات حتى الآن. لا يعني ذلك أن أعداد المواليد ستبدأ في النزول قريبا، لكن العلماء يقولون إن الوضع خطير، لأنه يقرّبنا من نقطة يمكن فعلا أن تبدأ معها معدلات المواليد في الانخفاض جذريا.

 

Avatar

Avatar
Avatar (مواقع التواصل)

لا يمكن أن تمر قائمتنا دون حضور ستيفن سبيلبرغ في أحد أفلامه المليارية، الفيلم صدر في 2009 (له جزء ثانٍ في 2023)، وفيه يُرسَل أحد مشاة البحرية وهو مصاب بشلل نصفي إلى كوكب باندورا في مهمة محددة، لكنه يتمرد وينضم إلى سكان الكوكب الأصليين، ليخوضوا معا معركة أخيرة ضد البشر. واحد من أفلام الكائنات الفضائية القليلة التي يكون البشر فيها هم الأشرار، والواقع أن علماء الفيزياء والفلك دائما ما يحذرون من حجم الفوضى المتوقع من محاولاتنا الإعلان عن وجودنا في هذا الكون التي بدأت قبل أكثر من نصف قرن حينما أرسل كارل ساجان لوحة عليها معلومات عن بني جنسنا وموضعنا في الكون مع إحدى المركبات الفضائية التي تتجه للخروج من النظام الشمسي، مَن يدري، ربما نكون الطيبين أو الأشرار، الأقوياء أو الضعفاء، ولكن حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، لم يتمكَّن العلماء من رصد أية حياة عاقلة على كوكب آخر.

 

Arrival

Arrival
Arrival (مواقع التواصل)

الكائنات الفضائية مرة أخرى، هذه المرة تحاول عالمة لسانيات تعمل مع الجيش الأميركي التواصل معها، لتكتشف مفاجأة مدهشة في الطريقة التي تتمكن بها اللغة من التأثير في كل شيء حولنا. يبني الفيلم نفسه على فرضية ينبذها الوسط العلمي تسمى “فرضية سابير-وورف”، وتقول إن اللغة تؤثر على سلوك البشر بشكل كبير، فإذا كانت لغتك أكثر تعقيدا يكون سلوكك بالتبعية أكثر تعقيدا.

 

حاليا يعتقد العلماء في صور متوسطة من “النسبية اللغوية”، فتجد مثلا أن بعض الشعوب لا تعرف الفارق بين الأصفر والبرتقالي، لأن هناك كلمة واحدة تجمع اللونين معا، وأن أمرا ببساطة المذكر والمؤنث في الكلمات قادر هو الآخر على تحقيق تأثير واسع على كيفية إدراكنا للأشياء التي تحمل تلك الكلمات، خذ مثلا عندما نطلب من مجموعتين من الأفراد، يتحدثون الألمانية والإسبانية على الترتيب، أن يصفوا المفتاح، وهي كلمة مذكرة في الألمانية ومؤنثة في الإسبانية، مالت مجموعة الألمان للقول إن المفتاح (قوي، ثقيل، خشن)، بينما ذهب غالبية الإسبان إلى أوصاف مثل (ذهبي، محبب، لامع، رقيق)، يوضح ذلك كيف أن جنس الشيء اللغوي قد يؤثر على طريقة وصفنا له ذكرا أو أنثى!

 

Looper

اخترنا هذا الفيلم، الذي صدر في 2012، لأنه يُعَدُّ واحدا من أهم الأفلام التي ناقشت ثيمة السفر في الزمن، وفيه نلتقي بقاتل مأجور وظيفته هي قتل أناس قادمين من المستقبل، لكنه يلتقي بنفسه فجأة، وتدور الأحداث من تلك النقطة. يقف السفر في الزمن على مفارقة أساسية، لنفترض مثلا أنك سافرت للماضي، وبينما تتجول في أحد شوارع مدينتك الجميلة رأيت أحدهم يحاول أن يقتل جدك وهو مراهق، فقمت فورا بضرب هذا الشخص ومنعه من إطلاق الرصاص وأنقذت جدك، الذي شكرك وهو لا يعرف مَن أنت، ثم تركته حائرا تسأل نفسك: ماذا لو لم أسافر في الزمن وأنقذ جدي؟ كان أحدهم ليقتله، وبالتبعية لم يكن أبوك ليوجد، وبالتبعية لم تكن أنت لتوجد، لكنك موجود بالفعل، وذلك يعني شيئا واحدا فقط، وهو أن كل أحداث حياتك كانت مقررة مسبقا كي تسافر في الزمن وتمنع قتل جدك، وهكذا يدخلنا السفر في الزمن بحلقات سببية حتمية مغلقة يتداخل فيها الماضي والحاضر والمستقبل في دوائر لا تنفك أبدا، وهذا ما يدفع بعض العلماء إلى الاعتقاد أنه غير ممكن.

 

 

28 Days Later

28 Days Later
28 Days Later (مواقع التواصل)

صدر هذا الفيلم عام 2002، ولكنه لا يزال أيقونة حينما نتحدث عن ثيمات عالم الزومبي، يتحدث عن رجل استيقظ في المستشفى بعد أربعة أسابيع من إصابة في حادثة، ليجد أن هناك فيروسا ضرب البشرية وأصاب غالبية الناس، لكنه لا يقتلهم بل يحولهم إلى زومبي. علميا، لم يمكن لهذه الحالة أن تُرصد في البشر بهذا الشكل بالضبط، لكنها مرصودة في كائنات أخرى، فمثلا يمكن لجنس الفطريات المسمى “أوفيوكورديسيبس” أن يصيب النمل الحفار ويسيطر تماما على عقله، ويتحكم في كل عضلاته، فيحوله بالمعنى الحرفي إلى زومبي، يهدف لنشر الفطر لا أكثر، ويموت في النهاية!


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post المالية: رفع موازنة الدعم والحماية لـ 529.7 مليار جنيه بزيادة 48.8%
Next post رغم نفي واشنطن.. مستشار حميدتي “نسقوا معنا إجلاء مواطنيهم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading