دانت الأمم المتحدة والاتحادان الأفريقي والأوروبي وعدد من الدول انقلاب العسكر في الغابون على الرئيس علي بونغو ووضعه قيد الإقامة الجبرية.
وأعلن عسكريون في الغابون -صباح اليوم الأربعاء- استيلاءهم على السلطة، ووضع الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية واعتقال أفراد من حكومته وعائلته، بعد ساعات قليلة من إعلان لجنة الانتخابات فوزه بولاية رئاسية ثالثة، في حين خرجت في شوارع العاصمة ليبرفيل مظاهرات مؤيدة للانقلاب.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدّة ما وصفها “بمحاولة الانقلاب الجارية” في الغابون، وفق متحدث باسمه.
ودعا غوتيريش قادة الانقلاب في الغابون للدخول في محادثات والحفاظ على الاستقرار وضمان احترام سيادة القانون.
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقال إن وزراء دفاع دول التكتل سيناقشون الموقف في الغابون، واصفا ما يحدث في غرب أفريقيا بأنه مشكلة كبيرة لأوروبا.
وأضاف -في كلمة خلال اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في طليطلة بإسبانيا- “إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلابا عسكريا آخر يزيد من الاضطرابات في المنطقة بأكملها”.
الاتحاد الأفريقي
من جانبه، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي -اليوم الأربعاء- إنه “يدين بشدة” ما وصفها بمحاولة انقلاب في الغابون، ودعا في بيان إلى ضمان سلامة الرئيس علي بونغو وعائلته.
وأضاف فكي أنه يتابع بقلق كبير الوضع في الغابون، ويدين بشدة محاولة الانقلاب في البلاد كوسيلة لحل الأزمة الحالية التي أعقبت الانتخابات.
بدوره، قال رئيس مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ويلي نياميتوي -اليوم الأربعاء- إنه عقد اجتماعا طارئا مع بوروندي والسنغال والكاميرون، لتحليل الوضع في الغابون بعد التطورات الأخيرة.
كما نقل مراسل الجزيرة عن مصدر دبلوماسي أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيعقد غدا الخميس اجتماعا لبحث الانقلاب العسكري في الغابون.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الذي يرأس أيضا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إن الرئيس يعمل عن كثب مع رؤساء دول أفريقية أخرى بشأن سبل الرد على محاولة الانقلاب في الغابون.
وأضاف المتحدث أن تينوبو يراقب “بقلق بالغ” تطورات الأوضاع في الغابون و”عدوى الاستبداد” المتفشية في القارة، وفق قوله.
البيت الأبيض يراقب
من جانبه، أعلن البيت الأبيض أنه يتابع الوضع في الغابون عن كثب، معتبرا أن “ما يحدث أمر يبعث على القلق”.
وأضاف البيت الأبيض -في بيان- “سنواصل التركيز على العمل مع شركائنا الأفارقة وشعوب القارة للمساعدة في دعم الديمقراطية”، مؤكدا أن جميع طاقم السفارة الأميركية في الغابون والقوات الأميركية الموجودة هناك بأمان.
وقالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة -في تصريحات لها- إنه يتم التشاور مع أعضاء مجلس الأمن بشأن انقلاب الغابون و”لن نتحرك قبل التحقق مما يجري”، وفق تعبيرها.
في سياق متصل، قال مسؤول عسكري أميركي للجزيرة إن واشنطن تراقب الوضع عن كثب، مؤكدا أن بلاده ليس لديها وجود عسكري في الغابون، باستثناء القوات المكلفة بحماية السفارة في العاصمة ليبرفيل.
إدانات غربية
وفي باريس، أعرب المتحدث باسم الحكومة عن إدانة فرنسا للانقلاب في الغابون، وشدد على ضرورة احترام نتائج الانتخابات.
وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، في كلمة أمام مؤتمر للسفراء الفرنسيين، إن باريس تتابع الوضع في الغابون عن كثب.
أما السفارة الفرنسية في ليبرفيل، فقد نصحت مواطنيها في الغابون بالبقاء في منازلهم بسبب الأحداث الجارية.
ولاحقا، قال مصدر في الإليزيه إن باريس تندد بكل وضوح بانقلاب الغابون، مشيرا إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم يتواصل مع الرئيس بونغو.
وأضاف المصدر أن فرنسا تأمل العودة سريعا للنظام الدستوري في الغابون، إلا أنها لا تتدخل في الشأن السياسي الداخلي لهذا البلد.
من جهة أخرى، أعلنت شركة التعدين الفرنسية “إراميت” تعليق عملياتها في الغابون عقب تطورات الساعات الماضية، قبل أن تعلن مجددا استئناف أعمالها.
من جانبها، دانت ألمانيا الانقلاب في الغابون رغم ما وصفتها بالانتقادات المشروعة بشأن نزاهة الانتخابات الأخيرة.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية -في بيان- إنّه “ليس من اختصاص الجيش التدخّل بالقوة في العملية السياسية. يجب أن يكون الشعب الغابوني قادرا على تقرير مستقبله بشكل مستقل وحر”.
بدورها، حثت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في الغابون على البقاء في بيوتهم وعدم المشاركة في أي مظاهرات أو أنشطة عسكرية، بعد ما وصفتها بالتقارير التي تشير إلى استيلاء الجيش على السلطة.
وفي روما، قالت الخارجية الإيطالية إنها تراقب التطورات في الغابون، ودعت مواطنيها هناك إلى توخي الحذر.
الصين وروسيا
من ناحية أخرى، دعت الخارجية الصينية الأطراف المعنية في الغابون “للعودة إلى النظام الطبيعي فورا”، وضمان سلامة الرئيس علي بونغو.
وفي موسكو، قال الكرملين إنه يراقب الوضع في الغابون عن كثب، في حين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن روسيا تتابع “بقلق” تلك التطورات.
ونقلت وكالة تاس للأنباء -عن السفارة الروسية في الغابون- أن الوضع هادئ في ليبرفيل، ولا يوجد تهديد للسفارة.
أما مصر، فأعلنت وزارة خارجيتها أنها تتابع باهتمام التطورات في الغابون، ودعت جميع الأطراف إلى “إعلاء المصلحة الوطنية”.
في حين قالت الخارجية المغربية إنها تتابع عن كثب التطورات في الغابون وتؤكد أهمية الحفاظ على الاستقرار هناك.
واستقلت الغابون عن فرنسا يوم 17 أغسطس/آب 1960، وتملك باريس قاعدة عسكرية دائمة في البلاد.
وتصاعد التوتر في الغابون جراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت السبت الماضي، في غياب مراقبين دوليين.
وسعى بونغو بهذه الانتخابات إلى تمديد حكم عائلته المستمر منذ 56 عاما، في حين عملت المعارضة على إحداث تغيير في هذه الدولة الغنية بالنفط والكاكاو، والتي يعاني سكانها الفقر رغم ثرواتها.
والغابون عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وتعدّ من الدول الغنية بالنفط والغاز، فضلا عن احتياطاتها من الماس واليورانيوم والذهب.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.