كشفت شركة “إلكترونيك آرتس (EA Sports)” الأميركية عن موعد إصدار لعبة فيديو كرة القدم “FC 24″، التي تعدّ جزءا جديدا من السلسلة المعروفة سابقا باسم “فيفا (FIFA)”. وأعلن المدير التنفيذي للشركة، أندرو ويلسون، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في أمستردام في وقت سابق من شهر يوليو/تموز الجاري، أن اللعبة تتوافر هذا العام في إصدارين فقط، وليس ثلاثة على غرار السنوات السابقة، أحدهما قياسي “Standard Edition”، يبلغ سعره 70 دولارا أميركيّا ويصل إلى الأسواق في 29 سبتمبر/أيلول، أما الآخر وهو الإصدار الأعلى “Ultimate Edition” فيأتي بسعر 100 دولار ويتوفر في الأسواق قبيل الإصدار القياسي بأسبوع، مع احتوائه على بعض الميزات الإضافية، مثل وجود نقاط لشراء الباقات من المتجر، والحصول على لاعب “هيرو (Hero)”، كذلك لاعب من “فريق الأسبوع (TOTW)”.
تعدّ “FC 24” هي النسخة الأولى التي تحمل هذا الاسم في السلسلة، بعد فضّ الشراكة التي بدأت منذ 30 سنة ما بين “إلكترونيك آرتس” والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، نتيجة مطالبة الاتحاد الدولي مضاعفة مبلغ الـ150 مليون دولار التي يحصل عليها سنويا من الشركة، ولرفضه أن تكون علامته التجارية حصرية على لعبة واحدة فقط، بما يحدّ من تطلعه إلى توقيع عقود أخرى مع مطوري ألعاب آخرين.
ما الجديد في “FC 24″؟
المقاطع الدعائية لا تنبئ بتغييرات جذرية عن الإصدارات السابقة من السلسلة، هناك بعض التعديلات الإيجابية على أسلوب اللاعبين، تتمثل في خاصية “PlayStyles” الجديدة، كما يحلّ آيرلينغ هالاند، مهاجم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، على غلاف اللعبة، بدلا من النجم الفرنسي كيليان إمبابي، الذي تصدر غلاف اللعبة في السابق منذ إصدار عام 2021. أما التغيير الأكبر فسوف يأتي في طور اللعب التفاعلي “Ultimate Team (ألتميت تيم)”، وهو الطور الأكثر شعبية بين أطوار اللعبة.
ولعل التحديث الأبرز الذي سنشاهده في اللعبة هذا العام هو “تقنية الالتقاط الحجمي (Capture Volumetric Technology)” التي وصفها كبير منتجي اللعبة، سام ريفيرا، بأنها سوف تغير قواعد ألعاب الفيديو الرياضية. وهذه التقنية، التي استغرق تطويرها 4 أعوام، تزيد من واقعية حركات اللاعبين، من خلال دمج بيانات الحركة والجهاز العضلي. والمثير للاهتمام أنه لم يعد من الضروري أن يرتدي اللاعبون بدلات لالتقاط حركاتهم كما في السابق، وعوضا عن ذلك سوف تلتقط الكاميرات الموجودة حول ملاعب كرة القدم مناوراتهم الدقيقة خلال كل مباراة وبشكل آني، وفي المستقبل عندما يقوم اللاعبون بحركات جديدة خلال المباريات، سوف تضاف تلك الحركات على الفور مع التحديث التالي للعبة.
أحد إصدارات لعبة فيفا السابقة -عام 2016- حيث يرتدي اللاعبون بدلات لرصد أسلوب حركتهم
واقعية الرسوم المتحركة تفرض مستوى أعلى من الخصوصية لأسلوب كلّ لاعب، وهنا يأتي دور تقنيتَي “PlayStyle” و”PlayStyle Plus”، حيث تشير الأولى إلى الأسلوب الذي يؤدي به اللاعب داخل الملعب، فيما تعزز الأخيرة من خصوصية هذا الأسلوب. ولدى “EA Sports” قائمة طويلة من أساليب اللاعبين تصل إلى نحو 68 نمطا، حيث تستخدم الشركة بيانات اللاعبين الواقعية المتاحة عبر شركة “Opta Sports” وتقوم بتحليلها عبر خوارزمية الذكاء الاصطناعي “AI algorithm mimics” كي تقدم محاكاة دقيقة لطريقة كل لاعب خلال اللعبة.
على سبيل المثال، يمتلك آيرلينغ هالاند، المعروف بضرباته القوية ولياقته البدنية العالية، أسلوب التسديدة الطلقة (Powershot PlayStyle)، الذي يسمح لهالاند أن يسدد مثل لاعب كاراتيه، على غرار هدفه الذي أحرزه في نادي بروسيا دورتموند الألماني في مسابقة دوري الأبطال خلال الموسم السابق، تلك الحركة التي يمكن تنفيذها عن طريق هالاند وحده داخل “FC 24”.
تعكس اللعبة أيضا طريقة ركض هالاند الفريدة، إذ يركض دوما بينما ذراعاه الطويلتان خلف ظهره المقوّس، وهي طريقة تختلف عن ركضة الأوزة التي يشتهر بها لاعب نادي تشيلسي الإنجليزي رحيم ستيرلينغ. والطريقتان تختلفان عن إمكانية المناورة داخل مساحات ضيقة، التي تحضر في اللعبة من خلال أسلوب “Speed Dribbling” الذي يسمح للاعب مثل ليونيل ميسي بالركض السريع مع قدرة الاحتفاظ بالكرة.
تحديثات على التمرير
حسنا، يبدو أن أغلب التطوير في اللعبة إلى الآن يتعلق بإتقان الرسوم ومحاكاة أساليب اللاعبين، ورغم ذلك فإن تجربة مباراة داخل اللعبة لا تختلف كثيرا عن النسخة السابقة “FIFA 23″، ويمكن القول إن تقنيات مثل “PlayStyle” و”Hypermotion V” لا تقدم جديدا يذكر في هذا الصدد برغم تركيز الحملة الدعائية على التقنيتين.
لكن مطوري اللعبة يشيرون أيضا إلى تحديثات تجعل عملية التمرير داخل المباريات أكثر فعالية، إذ تحتوي “FC 24” على 3 أنماط من التمريرات الدقيقة المستوحاة من أسلوب لعب البلجيكي كيفين دي بروين، نجم وسط مانشستر سيتي. الأولى هي التمريرة الدقيقة باستخدام أزرار “R1+Through ball”، والثانية تمريرة رفع الكرة الدقيقة، عبر أزرار “R1+Lob”، أما الأخيرة فهي تمريرة الدقة المنحرفة “R1+L2+Lob”. ويزعم المطورون أن اللاعبين الأكثر مهارة سوف يحبون تلك التمريرات، التي تجعل الكرات البينية مفاجئة وغير متوقعة. بينما تأتي التجربة الفعلية مخيبة للآمال نوعا، حيث تبدو تلك التمريرات فعليّا داخل اللعبة مثل التمرير اليدوي المعتاد في الإصدارات السابقة وبلا فارق تقريبا.
أما خاصية الركض الخاضع للتحكم “Controlled Sprint” فلا تزال موجودة، ولا يستلزم القيام بها الكثير من المهارة، يكفي الضغط على زر “R1” مع تغيير اتجاهات اللاعب بـ”R3″، حيث يمكن للاعب أن يراوغ ويبتعد بالكرة عن أقدام المدافعين. وعلى هذا يعلق “مات بريور”، مدير تصميم اللعبة، أن الإلهام يأتي مرة أخرى من لاعبي مانشستر سيتي، فمثل تلك القدرات يتمتع بها في الحقيقة لاعبون من نوعية برناردو سيلفا وفيل فودين وجاك غريليش، ومن الواضح طبعا أن “بريور” من كبار مشجعي فريق السيتي!
https://www.youtube.com/watch?v=sYgigv-4FY0
تتضمن الإضافات الجديدة أيضا زيادة نماذج التسارع، كي تصبح 7 نماذج في “FC 24″، فيما احتوت النسخة السابقة على 3 أنظمة تسارع فقط، وتتركز الزيادة على وجه الخصوص في النموذج “Lengthy”، الذي يتفرع في “FC 24” إلى مطوّل خاضع للتحكم (Controlled lengthy) وطويل في الغالب (Mostly Lengthy) وطويل تماما (Lengthy Pure). وكانت إضافة أنظمة التسارع في النسخة السابقة، وتحديدا نظام “Lengthy”، بغرض منح فرصة أكبر للمدافعين باللحاق بمهاجمي الفريق المنافس.
وعلى ذكر الدفاع، فهو يبدو بالفعل إحدى الميزات الحقيقية في “FC 24″، إذ يمتلك المدافعون أفضلية في النسخة القادمة مقارنة بنسخة “FIFA 23″، ومن الملاحظ أثناء تجربة اللعب أن الكرة تثبت عند أقدام المدافعين عند القيام بانزلاق ناجح، عوضا عن التشتت العشوائي كما كان الحال في النسخة السابقة. أيضا يملك حراس المرمى أفضلية هذا العام، حيث يمكن للحارس أن يحتوي التسديدات بصورة أفضل، دون أن يشتتها إلى أقدام مهاجمي الفريق المنافس مرة أخرى، الأمر الذي أثار استياء لاعبي فيفا في العام الماضي.
طور الألتميت تيم
أما عن الطور الأكثر شعبية، وهو طور اللعب التفاعلي “ألتميت تيم (Ultimate Team)”، فتبدو التحديثات المعلنة جيدة ومرغوبة، وعلى رأسها تأتي خاصية “Evolution” التي سوف تمكن اللاعبين من تطوير بطاقات الفريق عبر تجاوز تحديات معينة.
على سبيل المثال، ورد ذكر بطاقة اللاعب موكوكو في المقطع الدعائي، حيث ظهرت بطاقة فضية لللاعب مع تصنيف يبلغ 72، وأشار المقطع إلى أنه يمكن تطوير البطاقة عبر تجاوز تحديات معينة، بما يسمح بترقيتها إلى بطاقة ذهبية ذات تصنيف 85. كما يمكن أيضا ترقية الـ”PlayStyle” كي تصبح البطاقة أكثر فعالية على مدار الموسم، والفكرة عموما موجودة بالفعل داخل اللعبة منذ عدة سنوات، لكن داخل طور آخر من أطوار اللعبة وهو المسيرة المهنية (Career mode).
منذ فترة طويلة، كانت تلك الخاصية مطلبا من عشاق اللعبة، وكي ندرك مدى تأثيرها بالإمكان أن ننظر إلى بطاقة لاعب مثل مبابي في نسخة “FIFA 23″، حيث صدر للاعب 10 بطاقات خلال هذا الموسم، وإصدار بطاقة جديدة يعني ببساطة أن السابقة لم تعد بالفاعلية نفسها، فيما تمتلك الجديدة ميزات أفضل من حيث الطاقات داخل الملعب وأساليب اللعب، ومن ثم يجب على اللاعبين السعي دائما نحو حيازة البطاقات الجديدة، وهو ما يعني شراء باقات من المتجر، أو شراء تلك البطاقات بشكل مباشر من السوق، وفي الحالتين يجب دفع المزيد من النقود بخلاف ثمن نسخة اللعبة الأصلية، وهو ما ينظر إليه بوصفه جشعا تمارسه الشركة المنتجة.
ورغم أن “Evolution” سوف تسمح بأن تظل البطاقات مناسبة للعب طيلة الموسم، فإن شركة “EA” لا تلبث أن ترتد إلى الإشكالية السابقة حين تضيف أن الخاصية لن تكون متوفرة لجميع البطاقات وسوف تقتصر على عدد معين منها، مثلما أن إمكانية ترقية البطاقة محددة بالوصول إلى مستوى معين.
التحديث الآخر في طور الألتميت يتعلق بإدخال فرق مختلطة، إذ بالإمكان أن يجمع الفريق في “FC 24” عناصر رجالية ونسائية، بل ثمة ميزة في وجود عنصر نسائي، لأن وجود عنصر رجالي ونسائي من فريق واحد سوف يمنح التناغم الكامل لكل منهما، على سبيل المثال، فإن وجود لورين وريس جيمس، لاعبة ولاعب نادي تشيلسي، في فريقك، يرفع طاقات كل منهما إلى أفضل درجة. ويعد هذا التحديث مثيرا للجدل بشكل خاص، فمن ناحية من المرجح أن يزيد شعبية اللعبة بين الفتيات، ومن ناحية أخرى فهو يبتعد بها خطوة عن كرة القدم التي تفصل بين منافسات الرجال والنساء، وتحترم -حتى الآن- الفوارق الجسمانية بينهما.
بشكل عام، من المحتمل أن تكون اللاعبات في طور الألتميت أقصر وأخف وزنا من الرجال، ومن ثم فإن انخفاض الكتلة العضلية سوف يؤثر على طريقة اللعب، خاصة إذا ما أخذنا في الحسبان أيضا مسألة الـ”PlayStyle”، ويمكن لذلك أن يؤدي إلى ابتعاد البعض عن استخدام البطاقات النسائية. غير أن “سام ريفيرا” يؤكد أن الأمر لا يتعلق دائما بكونك طويل القامة أو ضخما، لأن أفضل اللاعبين الذكور الموجودين حاليا، ليونيل ميسي مثلا، يعانون من قلة الوزن والكتلة المنخفضة، وجوهر الرسالة هنا: “إذا كان هناك لاعب ذكر ولاعبة أنثى يمتلكان نفس الطول والكتلة العضلية والإحصاءات فإن مخرجات اللعب الخاصة بكل منهما سوف تكون متساوية”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.