القاهرة- يتعامل البعض مع العيدية كأنها عادة روتينية، مجرد مبلغ من المال يقدم للأطفال أو حتى الكبار، بطريقة تقليدية وبوصفها “واجبا” يتحتم قضاؤه، وليس كأمر محبب ومتقن وجذاب، ربما لهذا يتفنن صناع الأعمال اليدوية كل عام في ابتكار وسائل مختلفة لتقديم العيدية بطرق مبهجة وجذابة، تحمل قدرا من المفاجأة، وتترك ذكرى جميلة في أول أيام العيد، كل على طريقته، وعبر حرفته.
عيدية عبر “الريزن”
لعل واحدة من أكثر الأفكار ابتكارا تلك التي تعمل عليها زينب عبد القادر، حيث فكرت في صنع قطعة “ريزن”، يمكنها أن تحمل صورة صاحب العيدية واسمه، وتتحول لاحقا لقطعة جمالية في البيت بأشكال مختلفة.
تقول زينب “هناك العديد من الأفكار لتوزيع العيدية، سواء كانت من الخشب أو البلاستيك، لكن يبقى الريزن -رغم ارتفاع ثمنه- الأكثر تميزا والأقل انتشارا”.
مفاجأة فوق السرير
في القاهرة، تقوم هدى السيد قوطة بإنتاج مجموعة من “توزيعات عيد الأضحى” بأشكال مبتكرة، لطفلها يحيى والآخرين، بواسطة الكرتون والفوم والألوان. وتقول “في كل عيد أتعمد عمل مفاجأة لابني، عادة أعلق له العيدية فوق سريره مع حلوى يحبها، ويسعدني أن يستيقظ فيجد الهدايا مغلفة فوق سريره، ثم أعود لأفاجئه حين يجد مزيدا من الهدايا جاهزة على السفرة، وتتضمن هداياه عادة قصصا أو ألعابا تعليمية، كما أقوم بتحضير هدايا كي يقوم بتوزيعها على أصحابه أمام المسجد وفي الحديقة، تتضمن صورا للخروف، ورسوما مبهجة من أجل عيد سعيد، أنفذها كلها بيدي، وأنفذها بالطلب أيضا عبر صفحتي الخاصة بالأعمال اليدوية للآخرين”.
تؤمن هدى بأن المسألة ليست رفاهية، خاصة في الأعمار الصغيرة، حيث الذكريات الجميلة لا تُنسى أبدا، وتقول “نحن الكبار نفرح أضعاف الفرحة التي يفرح بها الأطفال، حين نرى السعادة على وجوههم، وأهم ما في تلك التوزيعات هو ما تعلمه للأطفال في صغرهم عن أهمية المشاركة، واللطف مع الآخرين، خاصة أن الهدايا مصنوعة باليد، وبكل الحب، ربما لهذا في كل مرة تتواصل معي عائلات أصدقاء طفلي كي يخبروني كم أسعدتهم الهدايا، وقد تكونت لدي صداقات عديدة عبر عادة توزيعات العيد”.
عيدية وذكرى
عبر صفحة مبادرتها “رقة”، تتلقى ندى أحمد -الشابة التي تخرجت حديثا من كلية الطب- العديد من طلبات “توزيعات العيدية”، وتقول “في عيد الأضحى تحديدا تكون الفكرة الأساسية هي الخرفان بأشكالها المختلفة، سواء كان ذلك على كارت أو على خشب محفور، هناك العديد من الأفكار التي نستخدم فيها الورق أو الخشب، لكن الناس يحبون كروت العيدية بشكل خاص، لأن شكلها جميل ومفرح، وتحمل عادة اسم الأشخاص الذين يتم منحهم العيدية”.
المزيد من الأفكار تبتكرها الشابة الثلاثينية، وتقول “أساعد العملاء في تنسيق الهدية كفكرة قبل التنفيذ، كان آخر تلك الأفكار صناديق وضعت داخلها شوكولاتة مع العيدية، واخترنا أن يكون الصندوق باللون المفضل للشخص، هذا للكبار عادة، أما الأطفال فقد أردت أن يحمل الصندوق صورهم، بطريقة مبتكرة على شكل ملصق كرتوني لشخصية كرتونية يحبونها، ولعل الذكرى الحقيقية تكون أبقى مع نوع الخامة؛ فالخشب مثلا يعيش وقتا أطول، لكن الورق سعره أقل؛ وفي النهاية يتوقف الأمر على رغبة العميل”.
الضحك قبل المال
يعتمد البعض على رسم الابتسامة كفعل أهم من منح المال، هذا ما قررت سمر أشرف القيام به، وتقول “فكرت في أمر يجعل العيدية ذكرى مميزة لأشقائي، وجاءتني الفكرة حين أهداني زوجي في العيد الماضي ميدالية كوميدية جدا، تحمل صورة شخصيتي الكوميدية المفضلة، لذا قررت في هذا العيد أن أكرر القصة، فقمت بتوصية إحدى الصفحات لإعداد ميداليات تحمل الشخصيات الكوميدية المفضلة لهم، وبدت لي الفكرة مبهجة للدرجة التي أنتظر معها اليوم الأول في العيد كي أرى الابتسامة على وجوه الأطفال حين أمنحهم عيديتهم، إذ إنني شقيقتهم الكبرى وفي منزلة والدتهم”.
أقصر طريق إلى القلب.. المعدة
يؤمن القائمون على معمل العادات للرشدة والمعجنات في الأردن بأن أقصر طريق إلى القلب هو المعدة، لذا قرر القائمون على المخبز إعداد حلوى معينة ملونة لتقديم العيدية من خلالها. ويقول عمران محمد، القائم على المخبز “مثلما يرتبط عيد الفطر بمخبوزات معينة، يرتبط عيد الأضحى أيضا بمجموعة من المعجنات، وعلى رأسها الرشدة (المخروطة) التي يتم طهيها مع اللحم، والبوريك بأنواعه والسمبوسك، هذا بخلاف الأفكار المبتكرة لتقديم العيدية عبر توزيعات عامرة بالحلوة والسكاكر”.
السر في التفاصيل
في مدينة الغردقة، اختارت لمياء عبد العظيم العناية بتفاصيل العيدية، خاصة في هذا العام، لأن أول أيام العيد يصادف عيد ميلاد ابنتها الوحيدة، وتقول “اخترت لها صندوقا عامرا بالتفاصيل التي تحبها؛ دمية على شكل خروف، إذ إنها ما تزال طفلة في نظري وإن كانت قد قاربت على 19 من عمرها، هي أيضا تحب الأغراض الزجاجية والورود، لذا ضمنت هذا كله في صندوق من إعداد أحد المحلات المتخصصة في صنع هدايا الأعياد بشكل مخصوص”.
فجرها.. تجد العيدية!
صحيح أن الظروف لا تساعدها على صنع أشكال مبتكرة لتقديم العيديات، فإن روان يوسف قررت التصرف على طريقتها لأن أهم عنصر في العيدية -حسب رأيها- هو المفاجأة، وتقول “أقدم العيدية لعدد كبير من الأطفال، ولن يسعفني الوقت أو الميزانية لصنع أشياء مخصوصة لكل منهم، فأطفال العائلة نحو 30 طفلا، لذا اشتريت بعددهم بالونات ذات ألوان داكنة، لا تشف ما يوجد داخلها، هكذا يلعب الطفل وقتا طويلا، وحين تنفجر البالونة لا يحزن، وإنما سيفرح لأنه سيعثر داخلها على عيديته المخبأة، وبهذا أكون فاجأته وأسعدته في الوقت نفسه”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.