يعتبر اليورو الرقمي حاليا أحد أهم المشاريع النقدية في منطقة اليورو منذ اعتماد العملة الموحدة عام 1999. وفي تقرير نشره موقع “كوين تريبون” (Cointribune) الفرنسي، يقول الكاتب لوك جوسي إن البنك المركزي الأوروبي يجري حاليا العديد من الدراسات والبحوث المعمّقة لضمان نجاح المشروع.
وفي 28 يونيو/حزيران، اقترحت المفوضيّة الأوروبية لائحتين تهدفان إلى تحديد إطار تشريعي لليورو الرقمي، وفيما يلي أكثر 5 أسئلة شيوعا حول هذا المشروع:
ما اليورو الرقمي؟
اليورو الرقمي مشروع يقوده البنك المركزي الأوروبي يهدف إلى إنشاء نسخة رقمية من اليورو، وسيتم إصدار هذه “العملة الرقمية” والتحكم فيها من قبل البنك المركزي الأوروبي وستكون لها نفس خصائص العملة التقليدية.
وعلى عكس ما يعتقده البعض، اليورو الرقمي ليس عملة مشفّرة لأنه لا يعتمد على تقنية “البلوكتشين” اللامركزية ولا يخضع لتقلبات القيمة. وتقدم هذه العملة الرقمية بديلا آمنا وفعالا للمواطنين والشركات عن النقد المادي يمكن استخدامه لإجراء مدفوعات آمنة وشفافة وفورية.
هل يمكن أن يحل اليورو الرقمي محل النقد؟
لا يمكن أن يحل اليورو الرقمي محل النقد، وهو ببساطة مكمّل من أجل تزويد المستخدمين الأوروبيين بخيار رقمي آمن لمعاملاتهم.
لماذا يرغب الأوروبيون في اعتماده داخل منطقة اليورو؟
في عالم يتزايد فيه الطلب على وسائل الدفع الإلكترونية الآمنة والفعالة، يقدم اليورو الرقمي نفسه على أنه ابتكار رئيسي يمكن أن يقدم بالفعل العديد من المزايا للمستخدمين الأوروبيين من بينها:
- سهولة الاستخدام: يمكن للمستخدمين إجراء مدفوعات فورية، سواء عبر الإنترنت أو شخصيا، بدون الحاجة إلى استخدام النقد.
- انخفاض تكاليف المعاملات: تحديدا في المدفوعات عبر الحدود.
- تعزيز الأمن والخصوصية: يمكن لليورو الرقمي أن يساعد في حماية المستخدمين من مخاطر تزييف العملات ومنع الاحتيال.
- الشمول المالي: ستسمح العملة الرقمية لعدد أكبر من الناس بالوصول إلى الخدمات المالية، لا سيما في المناطق التي يكون فيها الوصول إلى البنية التحتية المصرفية محدودا.
كيف سيعمل اليورو الرقمي؟
لم يتم بعد تحديد الأداء الدقيق لليورو الرقمي بشكل كامل ولا يزال ذلك موضوع العديد من الدراسات والتحليلات المعمقة، لكن بناء على التفسيرات التي قدمها البنك المركزي الأوروبي والمناقشات الحالية، ستعمل العملة الرقمية بالنظام المتمثل بـ:
- الإصدار والاحتياطي: حيث سيصدرها البنك المركزي الأوروبي وستعتمد على تقنية آمنة.
- المحافظ الرقمية: سيحتاج المستخدمون إلى محفظة رقمية آمنة لإدارة وتخزين اليورو الرقمي. ويمكن توفير ذلك من قبل البنك المركزي أو من قبل مقدمي الخدمات المالية.
- التحويل: هذه نقطة مثيرة للاهتمام للغاية لأنه يمكن استبدال اليورو الرقمي بسعر تحويل ثابت باليورو المادي الحالي.
- المعاملات: يمكن استخدام اليورو الرقمي لإجراء معاملات فورية من خلال تطبيقات الهاتف المحمول أو بطاقات الدفع أو غيرها من الوسائل الإلكترونية، ويمكن إجراء المدفوعات من نظير إلى نظير أو مع التجار الذين يقبلون اليورو الرقمي.
- الأمن والسريّة: سيتم بناء اليورو الرقمي بتدابير موثوقة مثل التشفير وآليات التحقق من الهوية وبروتوكولات حماية البيانات، ويجب أن يحمي هذا خصوصية المستخدمين بالإضافة إلى أصولهم المالية الرقمية.
ما المخاطر المرتبطة باعتماد اليورو الرقمي؟
مشروع اليورو الرقمي يطرح العديد من المخاطر التي لا تخفى عن الخبراء الماليين، من بينها:
- المنافسة مع العملات الموجودة: يكمن الخطر الأول الذي يمثله اليورو الرقمي في الأمن النقدي. إذا تحول المواطنون الأوروبيون بكثافة إلى هذا الشكل الجديد من المال، فسوف ينتهي بهم الأمر بحرمان بنوك التجزئة في منطقة اليورو من السيولة. يمكن أن يحدث هذا إذا بدأ الناس في رؤية الأموال الرقمية للبنك المركزي على أنها أكثر أمانا من أموال البنوك التجارية.
- السرية والخصوصية: يعتبر اليورو الرقمي بطبيعته أقل سرية من العملة التقليدية. لذلك، تحذر سلطات حماية البيانات الأوروبية من احترام خصوصية وسرية بيانات مستخدمي العملة الرقمية المستقبلية للبنك المركزي الأوروبي. ويمكن أن تتضمن المعاملات التي تتم باستخدام اليورو الرقمي معلومات شخصية مثل تفاصيل الدفع ومعرفات المستخدم وتاريخ المعاملات. لذلك من المهم وضع تدابير لمنع إساءة استخدام هذه البيانات.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.